نصرالله
نصرالله
سمير جعجع
سمير جعجع
-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
ثلاثة عناوين تختصر كلمة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في إطلالته الأولى ما بعد أحداث الطيونة مساء اليوم (الإثنين): لملمة تحالفه مع المسيحيين عبر التيار الوطني الحر، وضع القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع في دائرة الاتهام، وتهديد اللبنانيين وتذكيرهم بأن لديه أكبر مليشيا مسلحة في لبنان.

في العنوان الأول، أجرى نصرالله جردة حساب لما قدمه للمسيحيين منذ عام 2005، سياسيا؛ عبر قوانين الانتخاب التي أمّنت وصول حلفائه من التيار العوني إلى امتلاك أكبر كتلة نيابية، أمنيا؛ من خلال إقراره بتهجير قرى سُنّية كاملة في القلمون السوري من أجل حماية المسيحيين في القرى الحدودية اللبنانية من الجيش السوري الحر، ثم جبهة النصرة وتنظيم داعش، كما قال.


وهو بذلك حاول لملمة بقايا الغطاء المسيحي الذي تأمّن له طوال تلك السنوات الذي عبره تمكّن من القبض على الأغلبية في مجلس النواب، وعلى تحويل مسار لبنان من الحضن العربي إلى حضن الممانعة الإيرانية وحلفائها. وبدا نصرالله وكأنه يخاطب المسيحيين قائلاً: «قاتلت السُنّة من أجلكم فكيف تنسون ذلك؟».

وفي العنوان الثاني، كان واضحا في تحميل مسؤولية كل ما حصل للقوات اللبنانية ورئيسها الدكتور سمير جعجع، متهماً إياه بإنشاء مليشيا مسلحة تمهيداً لإنشاء «كانتون» مسيحي وتقسيم لبنان حتى تكون الإمرة فيه له دون سواه.

لقد حرص نصرالله على أن يقول للمسيحيين إنّ خلافه الحالي وحروبه المقبلة إن وقعت ستكون ضد جعجع وقواته وليس ضد المسيحيين على قاعدة «من وقف إلى جانب جعجع من المسيحيين فهو عدونا، ومن دخل دار ميشال عون وصهره جبران باسيل فهو آمن».

أما في العنوان الثالث، ورغم كل الشروحات والتقديمات والروايات التي استحضرها، فقد حدد أن الكلمة الفصل في لبنان هي له ولمليشياته المسلحة، عندما أعلن أنّ لدى حزبه 100 ألف مقاتل جاهزون لخوض أي معركة في الداخل أو الخارج. وبالتالي فلا صوت يعلو فوق صوت سلاحه.

خط فاصل وضعه نصرالله على قاعدة «ما قبل أحداث الطيونة ليس كما بعدها» ملمحاً إلى خلافه غير المعلن مع الجيش اللبناني وقيادته عندما قال: «لقد وضعنا دماءنا ورقابنا يوم الخميس الماضي بعهدة الجيش لكن حصل ما حصل وقد نكون أخطأنا».

إنها مرحلة جديدة يدخلها لبنان بكل مكوناته، إذ يرى الناس في كل المدن والمناطق أنهم بالخيار مجدداً ما بين مقاومة الهيمنة للمليشيا على الدولة، أو الاستقرار الأمني وتجنب المواجهات المسلحة فإما أن يرضى اللبنانيون بهيمنة «حزب الله» الشاملة الكاملة على مقدراتهم وقرارهم فيحظون بالاستقرار الأمني، أو أن يقاوموا هذه الهيمنة بالسياسة والصمود وبالتالي فإنّ استقرارهم وأمنهم مهددان.

مجدداً منطق الدولة في لبنان يصطدم مع منطق«الدويلة» في لحظة دولية وإقليمية العاقل فيها حيران. فيما اللبنانيون وبعيداً عن كل العناوين يبحثون عن رغيفهم المفقود، وعن ليرتهم التي ضاعت قيمتها، هاربين من معدلات الفقر التي تجاوزت نسبة الـ70% وفقاً للتقارير الدولية.

عندما أنهى نصرالله كلمته سارع النائب السابق فارس سعيد إلى صفحته على «تويتر» مغرداً فقال: «لقد كرّس نصرالله زعامة سمير جعجع».