محمد بن سلمان وعمران خان
محمد بن سلمان وعمران خان
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
دخلت العلاقات السعودية الباكستانية مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بعد زيارة وزير الخارجية فيصل بن فرحان أمس الأول، إلى إسلام أباد التي تمخضت عن تعزيز شراكة استراتيجية لتعزيز التعاون في المجالات التجارية والاستثمارية والإعلامية والنفطية، حيث وصف وزير الخارجية، محادثاته مع الجانب الباكستاني بأنها مثمرة للغاية، مشيرا إلى وجود رغبة مشتركة لدى البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية وخاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتكنولوجيا، وتشجيع رجال الأعمال من الجانبين على استكشاف فرص الاستثمار في مجالات التكنولوجيا.

لقد عززت زيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى المملكة في رمضان الماضي باتفاق على إنشاء مجلس تنسيق أعلى، في خطوة تعزز الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وإسلام أباد، وسيساهم المجلس التنسيقي في تطوير العلاقات الثنائية والدفع بها إلى آفاق أرحب، على صعيد تعزيز الشراكة الاستراتيجية، التي ترتكز على قاعدة عريضة من المصالح المشتركة والروابط الثقافية والدينية والشعبية، وسط سعي متبادل من قادة الجانبين إلى تطويرها.


كما يتضح في الحرص على التواصل المستمر عبر الزيارات الرسمية والمباحثات الهاتفية، بين كبار المسؤولين اتفاق وتوافق في وجهات نظر الدولتين تجاه مختلف القضايا في المنطقة العالم الإسلامي وضرورة استباب الامن في أفغانستان، وأهمية توسيع وتكثيف آفاق التعاون والتنسيق الثنائي وتعزيزه في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار؛ فضلا عن استكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة 2030، وأولويات التنمية في باكستان، وتوطيد العلاقات العسكرية والأمنية الثنائية.

إن تضافر جهود الرياض وإسلام أباد سينعكس على تعزيز العمل الإسلامي المشترك ومواجهة التطرف والعنف ونبذ الطائفية، والسعي الحثيث لتحقيق الأمن والسلم الدوليين وتكريس قيم التسامح والوسطية ومواصلة الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرة الإرهاب التي لا ترتبط بأي دين أو عرق أو لون، والتصدي لكافة أشكالها وصورها لما يشكله البلدان من ثقل على مختلف الصعد إسلاميا وإقليميا ودوليا.

ويسهم التنسيق بين قيادتي البلدين بأدوار فاعلة في حل القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية على مستوى العالم كعضوين مؤسسين لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب مساعيهما من أجل السلام والأمن الإقليمي والعالمي، ملتزمين بمواصلة مكافحة التطرف والإرهاب، ودعمهما المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته حيال تضافر الجهود الدولية كافة لمحاربته.

ومع إنشاء مجلس تنسيق أعلى يرتقب أن ترتقي العلاقات بين البلدين لمستوى «الشراكة الاستراتيجية» وتعزيز علاقاتهما على جميع الأصعدة السياسية، والعسكرية والأمنية، والاجتماعية، والتنموية، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين والأمة الإسلامية.

وكان الأمير محمد بن سلمان قد أجرى زيارة رسمية لباكستان عام 2019 على رأس وفد رفيع المستوى من الوزراء.

كما كانت المملكة المحطة الأولى لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية عام 2018، كما زارها عام 2019، في دلالة على اهتمامه بتعزيز العلاقات مع المملكة وقيادتها.