-A +A
أشرعت المملكة منذ توحيدها أبوابها للأشقاء والأصدقاء، وغدت موطناً آمناً لكل وافد إليها ومصدر رزق وتأمين معيشة لملايين البشر من جنسيات عدة، وكان لمرونة الأنظمة أكبر أثر في توافد عائلات بأكملها لتقيم وتجاور وتعيش في سلام وصحة ورغد عيش بالقرب من بيت الله ومسجد رسوله عليه السلام.

لم تتبنَّ المملكة تجاه كل الشعوب مواقف منحازة، ولم تضع في الاعتبار أي تمييز، فالكل ممن سكن ديارنا من أهلنا وله ما لنا من رعاية وضمان حقوق وتعليم أبناء وبنات وكفالة علاج ودواء واستمراء جوار بكل صفاء ورسوخ مشاعر وبناء علاقات.


ولا يختلف اثنان على أن المملكة تحتل في قلوب العرب والمسلمين مكانة كبرى، إذ ما إن تقع في بلد من البلدان كارثة أو أزمة إلا وتمتد يد العون والعطاء من شقيق لشقيقه ومن صديق لصديق. وتعززت عبر عقود العلاقات السعودية بالمحيط الإقليمي لتغدو الرياض بيت العرب وعاصمة القرار. وتؤكد مشاعر الشعوب العربية والمسلمة اليوم تجاه بلادنا عمق الأواصر، ومتانة الشعور الوحدوي الذي تجلت بردود أفعال مناصرة ومؤازرة تستدعى توثيق عُرى المحبة والإخاء بين الشعوب والقيادات بحكم ما تواجهه المنطقة من التحديات التي يصطلي بنارها العرب، وربما كانت مؤهلة للتفاقم بحكم تصعيد قوى الشر وتكشيرها عن أنياب العداء. ولا يتعذر على الراصد أن الأمن القومي العربي مهدد وليس من المصلحة أن تعمل كل دولة على حدة، بل يفرض الواقع تجسير المسافات وتكاتف الجهود لتوحيد الصف العربي والإسلامي كون المصالح الحيوية تلتقي وتتقاطع بما يعود بالنفع على الجميع ما يعزز هيبة المنظومات العربية والإسلامية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

ولن تتحجم قدرات التيارات المتطرفة والفكر المتشدّد، وأحزاب المتاجرة السياسية بالدين، وتسويق الفكر الضال، إلا بالتكامل العربي الإسلامي السعودي ما يؤذن باستعادة الدور الحضاري لهذه الأمة التي هي خير نموذج أخرجه الله للناس.