أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/947.jpg&w=220&q=100&f=webp

فواز الشريف

هنا الرياض 2025

في إنجازٍ تنظيمي استثنائي يعكس مكانة المملكة وقدرتها المتنامية في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، نجحت الرياض في تنظيم دورة ألعاب التضامن الإسلامي 2025 بصورة لافتة لاقت إشادة واسعة من المشاركين والجماهير على حدٍّ سواء. وقد شكّلت هذه الدورة محطة مهمة لإبراز القدرات السعودية في الإدارة الرياضية، والبنية التحتية المتطورة، والعمل المؤسسي المنظم، الذي يعكس رؤية المملكة 2030 وما تحمله من طموحات لتعزيز دور الرياضة جسراً للتواصل الدولي.


جاءت هذه الدورة تحت إشراف اللجنة العليا المنظمة برئاسة الأمير فهد بن جلوي، الذي لعب دوراً محورياً في توجيه العمل وتنسيق الجهود بين مختلف الجهات المشاركة. وقد أظهر الأمير فهد بن جلوي قيادة فاعلة تمتاز بالدقة والمرونة، لكن ما أسهم في ضمان سير الفعاليات وفق أعلى المعايير والتميز هي شخصية وروح الأمير فهد وطريقة تعامله مع الأفراد أو اللجان التي انبثقت عن اللجنة العليا، وهي لجان تنفيذية متخصصة: العمليات الميدانية، والإعلام، والتسويق، والخدمات اللوجستية، والأمن، واستقبال الوفود، كلها عملت بتناغم كبير يعكس الاحترافية والقدرة على إدارة حدث متعدد الألعاب وواسع المشاركة.


أحد أبرز جوانب النجاح في هذه الدورة كان مشاركة أكثر من 1,200 متطوع ومتطوعة من شباب وفتيات المملكة، الذين جسّدوا روح العطاء والانتماء الوطني. تنوّعت مهمات المتطوعين بين الإرشاد وتنظيم الجماهير، ومرافقة الوفود، وتقديم الدعم التقني والإعلامي، مما أضفى على الحدث طابعاً شبابياً وحيوياً. كما أسهم هؤلاء المتطوعون في تعزيز صورة المملكة المضيافة، وأظهروا مدى استعداد الجيل السعودي للمشاركة الفاعلة في الأحداث العالمية.


لقد شكّل تنظيم دورة ألعاب التضامن الإسلامي في الرياض نموذجاً ناجحاً للتخطيط والإدارة والتعاون بين المؤسسات الحكومية والشباب السعودي، ورسالة واضحة بأن المملكة ماضية بثبات نحو تعزيز حضورها الدولي عبر الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بكفاءة واقتدار.

00:20 | 26-11-2025

شيء من مزاد الصقور

«اركبوا ميراج معنا في الغمارة


عادة أن الشجيع يقدمونه»..


قبل زيارتي الأولى لمزاد نادي الصقور السعودي، لم أكن أعرف ما الذي سألتقيه، صحيح أن علاقتي بالطيور قديمة جدّاً، وطفولتي كانت في كل أكتوبر من كل عام في (المجيرمة)، وهي من مواقع المقناص الشهيرة في وسط الساحل الغربي، وكان والدي إذا عرف أنني تعرفت على رجل فيه خير أو له مكانه يسميني (صائد القرانيس)، وهي المفردة الأصلية لما يعرف بطارح الطيور. سألت نفسي ترى كيف ستكون آلية التسجيل والتفنيد والترقيم والتسعير مع وجود هذا القدر من المهتمين والشغوفين بهذا الموروث؟


ولهذا، حين دخلت إلى مقر المزاد في مَلهم شمال الرياض، شعرت أنني أدخل عالماً مختلفاً تماماً، عالماً له لغته وروحه وتاريخه، فمنذ اللحظة الأولى، أدركت أن ما أشاهده هو تجربة تفوق المزاد، تجربة ثقافية واقتصادية واجتماعية متكاملة، فيها طواريح، وهو الاسم الذي يحمله من يهوى ويمتهن صيد أو شبك الصقور، جاؤوا بصقورهم التي غنموا بها من سماء المملكة خلال موسم الطرح، الذي يمتد على مدى شهرين، عادة من 1 أكتوبر وحتى الـ30 من شهر نوفمبر.


في المزاد حشد كبير من المهتمين والمزايدين، جميعهم يتحلّقون حول منصة المزاد، كما أنهم مرتبطون بأعداد كبيرة من خلفهم يتواصلون عبر الهاتف ويتابعون عبر الشاشة.


كنت أراقب الشاهين وهو يدخل القاعة، صغير الحجم بخلاف حجم اهتمام الناس به، تُقرأ مواصفاته، ثم تبدأ المزايدة، لترتفع الأرقام بسرعة، «الشاهين له أيامه وله قيمته، وهذا الصقر نادر بمواصفاته».


وقتها فقط فكّرت، كم من قصص هذا الموروث ما زالت تنبض بيننا دون أن نحسّ بها إلا حين نقترب منها؟


أكثر ما شدّني هو التنظيم العالي للمزاد، كل شيء موثّق، كل عملية بيع مسجلة، والبائع والمشتري يحصلان على توثيق للبيع، وضمان حصول كل منهما على حقوقه، البائع أو الطاروح يحصل على ماله، والمشتري أو الصقار على الشاهين، ولم أتوقع أن هذا القطاع له منظومة حديثة بهذا المستوى.


وما فهمته أن هذا الحدث السنوي يعد رافداً اقتصادياً مهماً يعود بالنفع على الطواريح والمجتمعات المحلية، ويعيد إحياء مهنة وهواية الطرح التي كانت مهددة بالاندثار، كثيرون من الحاضرين أكدوا أنهم عادوا لممارسة الطرح بسبب هذا المزاد، وأن أبناءهم يتعلمون منهم اليوم ما تعلموه من آبائهم.


ولعلي بعد هذه الزيارة، بدأت أرى الشاهين بعيون مختلفة، الطائر الذي يشكل رمزاً لموروث سعودي عميق يستعيد مكانته.


خرجت من المزاد وأنا أدرك أن ما شاهدته هواية وهوية كاملة، وسوق منظم يتطور عاماً بعد عام، ويجعل المملكة مرجعاً في عالم الطرح والصقارة.


لقد غادرت وأنا أعرف جيداً لماذا يفتخر السعوديون بالشاهين، ولماذا لا تنفصل سماء المملكة عن تاريخها، ولا تراثها عن مستقبلها.

00:07 | 24-11-2025

«الضعيف تبكيه أمه»

يسألني البعض كيف يمكن أن نُنتج جيلاً كروياً يلعب كرة القدم بروحٍ عالية، وقتاليةٍ حقيقية، وحضورٍ مميّز يقود الأندية والمنتخبات إلى النجاح والإنجازات؟، يسألون، ومن حقهم مثل هذا السؤال، على خلفية تحقيق منتخب المغرب أخيراً كأس العالم للشباب.


وجدت نفسي وبكل قسوة أرد على مثل هذه التساؤلات بأهمية تغيير الفكرة الترفيهية والمثالية المحاطة بها حالياً الأكاديميات الكروية، فلا أعتقد أن نجماً من نجوم المغرب ذهبت به سيارة خاصة ترافقه مربية من البيت إلى الأكاديمية، بل يركض على قدميه الحافيتين تطارده كوابيس الحاجة لأجل القتال في الملعب فيبرز أنيابه ومخالبه لينتزع الخانة التي يلعب فيها من غيره، وهذا الحال ليس في المغرب فقط بل وفي كل العالم؛ لذلك تجد مجموعة الأفارقة في الأكاديميات الأوروبية وبعض سكان جنوب المدن الكبرى.


الكاتب ابن اللعبة والحقيقي الذي لم تغيّره بريق الماركات من اكسسوارات وملبوسات يعرف أن كرة القدم لعبة الحرب، والحب لعبة الموت، والحياة لعبة الفقر والغنى؛ لذا أقول بثقة إن الطريق إلى ذلك لا يبدأ من الأندية أو المنتخبات، بل من الفكرة الأولى التي نزرعها في الطفل منذ سنواته الأولى.


اليوم، نرى من يصنع ما يُسمّى «أكاديميات كروية» تُشبه في واقعها الحضانة أو الروضة، كثير من الترفيه والجهد السلوكي وبروتوكول استخدام الشوكة والسكين على طاولة الطعام، ومراجعة المشرف النفسي والمشرف الاجتماعي إلى غير ذلك، هذا عمل متميّز لكنه يختلف عن عمل كرة القدم ذاك الذي فيه تبكي من كلمات مدربك الجارحة ثم تعود في اليوم التالي لتنتصر عليه، فالتأسيس الحقيقي لا يكون بالتسلية والأنشطة الشكلية، بل عبر نظام صارم يُعلّم الطفل الجدية والانضباط وروح التحدي و«الضعيف تبكيه أمه» كما يقال في المثل الشعبي.


يجب أن يكون الطفل الصغير مستعدًا للقتال، قادراً على إظهار أنيابه ومخالبه، وأن يقاتل من أجل المركز الذي يريد أن يلعب فيه، يجب أن يقاتل من أجل الحصول على «جزمة» الفريق ليعوض قدميه الحافيتين.


إن مجرد جمع الأطفال وأخذ الأموال منهم ومن أهاليهم لن يصنع كرة قدم حقيقية، إنه بذخ مجتمعي يحافظ فيه الصغير على وقته ليشغله فيما يفيد كأن تقول له «العقل السليم في الجسم السليم».


فهكذا تُهدر الطاقات وتضيع المواهب قبل أن تنضج، هذه هي روح اللعبة في بناء جيل كروي يبدأ من الجدية، والانضباط، والعمل الحقيقي، لا من الترفيه والسطحية والتنافس على آخر صيحات «قصة الشعر»، الأكاديمة يجب ألا تكون مسرحاً للممثلين بل ميدان اقتتال لأجل إثبات الذات وتحدي المعوقات.


وإذا أردنا أن نُخرّج لاعبين يحملون روح القتال في الميدان، فعلينا أن نُنشئ بيئة تعليمية وتدريبية تُغرس فيها المنافسة الصحيّة منذ الصغر، قائمة على الجهد، والموهبة، والاستحقاق.


العمل الحقيقي لا يبدأ عند تمثيل المنتخب، بل في الصفوف الأولى من التعليم، حين يتعلم الطفل معنى الالتزام، وأخلاقيات الرياضة، وروح الفريق الواحد.


إن جيل الإنجاز لا يولد صدفة، بل يُبنى على العلم، والانضباط، والتخطيط المبكر حين يأكل الصغير عشب الملعب من أجل الفوز.


وحين نغيّر مفهوم الحضانة من «مكان للرعاية» إلى «أكاديمية للتأسيس»، سنكون قد وضعنا اللبنة الأولى لبناء مستقبلٍ كروي مشرق، يليق بطموحنا، ويعكس روح الوطن في كل ملعب.

00:06 | 23-10-2025

.. وأثار وقع خفافهن صوت المجد

في كل عمل أو ملف نهتم بوضعه على طاولة الأحداث الرياضية الدولية نجد أنه ينبع من رؤية المملكة الخلاقة 2030، التي استمدّها ولي العهد -حفظه الله- من إرث وثقافة وقدرة الوطن على تحقيقها، هذه الرؤية التي تغيرت معها الخرائط الجغرافية والتاريخية وحتى الذهنية ثبت بأن راسمها العبقري الملهم لم يترك فراغاً للصدفة أو مكاناً للاحتمالات، فقط اعقلها وتوكل.

في الرياض وهنا جانب صغير قد لا يتوقف عنده البعض تم إدراج سباق الهجن لفئتي الرجال والسيدات ضمن منافسات دورة ألعاب التضامن الإسلامي 2025، لأول مرة في تاريخ الدورة، ليُكتب فصل جديد في مسيرة هذه الرياضة العريقة، وهو تجسيد لرؤية المملكة في الجمع بين الأصالة والحداثة، وأن الهجن لم تعد مجرد موروث شعبي، بل باتت رياضة عصرية تخط طريقها بثبات نحو العالمية.

لقد دأب الأمير فهد بن جلوي رئيس الاتحاد الدولي للهجن منذ تسلمه هذه المهمة على رسم خارطة طريق بخطوات واثقة، وقاد تحول هذه الرياضة من إطارها التراثي المحلي إلى منافسة دولية، تدفعه إلى ذلك الرؤية السعودية في الاتحاد السعودي للهجن، التي انتقلت لتكون مشروعاً عربياً على طاولة الاتحاد العربي للهجن حتى تحظى هذه الرياضة العريقة باعتراف القارات والمؤسسات الأولمبية.

ولا أخفيكم بأنني كنت متابعاً عن قرب لكل الأعمال المهمة والخطوات الجريئة والجادة التي قام بها سموه في سبيل وضع الهجن على خارطة الرياضة العالمية من خلال رؤية مؤسسية شاملة.

ولست قريباً بما يمنحني أحقية الاطلاع إلا عبر الفضل الإعلامي حين نجح سموه في كسب الاعتراف الرسمي من اللجنة الأولمبية الآسيوية واللجنة الأولمبية الأفريقية، وعلى ضوئها أُقيمت المسابقة الآسيوية الأولى للهجن في أبوظبي، لذا تجد أن المتابع لهذه الخطوات يدرك بأن الهجن باتت واحدة من الرياضات المرشحة لأن تكون قريباً ضمن برنامج الألعاب الأولمبية الدولية، في تحول تاريخي يعكس ثقة العالم برياضة تنطلق من جذور عربية عريقة.

إن إدراج الهجن في دورة الرياض 2025 ليس مجرد إضافة جديدة إلى جدول المنافسات، بل هو رسالة تؤكد قدرة المملكة على تقديم إرثها الثقافي والرياضي للعالم في أبهى صورة، من خلال تنظيم احترافي يضمن مشاركة نخبة الأبطال وتقديم تجربة متكاملة للوفود والجماهير.

بهذا الإنجاز، تثبت المملكة التزامها بتطوير هذه الرياضة وتحويلها إلى منافسة عابرة للحدود، فالرياضة إجمالاً ليست مجرد ميدان للتنافس، بل أداة للحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز الحضور الدولي، والهجن بما تحمله من أصالة وإرث إنساني يمكن أن تكون نموذجاً لرياضة عصرية تصل إلى منصات الأولمبياد.

وهذا هو ملفنا المهم، ولكل ملف رجالات يقومون عليه لخلق علامة فارقة في تاريخ الرياضة العالمية، وخطوة كبرى نحو تحقيق الحلم الأكبر بدخولها الألعاب الأولمبية الدولية قريباً، لتتحول من سباق صحراوي عريق إلى منافسة عالمية تعانق الضوء تحت الأعلام الأولمبية.
00:02 | 26-08-2025

أهمية الثقافة للارتقاء بمهنة الإعلام الرياضي

يمثل الإعلام الرياضي أحد الأركان الرئيسية في المشهد الإعلامي المعاصر والمؤثر على مستوى المجتمع، وبالذات حين تكون الرياضة ضمن الركائز الأساسية ضمن برنامج «جودة الحياة»، أو على مستوى اقتصاديات الرؤية، لذلك لا يقتصر دوره على نقل النتائج والأحداث فحسب، بل يتعدى ليُسهم بفعالية في تشكيل وعي الجمهور الرياضي وتعزيز القيم المرتبطة بالمنافسة الشريفة والروح الرياضية حتى يكون قد قام بدور فاعل ومهم على المديين القريب والبعيد.

والإعلام الرياضي الذي تم استنساخه بصورة مشوهة من بعض الدول التي تستمتع بالضجيج ليس بالضرورة هو العمل الإعلامي الذي من الممكن الاعتماد عليه، لأن لكل مشروع هدفا ورسالة وأدوات واستثمارا، ولكل استثمار سواء على مستوى رأس المال «المادي» أو رأس المال «الاجتماعي» له خارطة مستقلة تتشكل من خلال موطنه، فبرنامج «البادية» مثلا الذي يعجبنا لا أعتقد أنه سيكون مفهوما أو مفضلا في دولة مثل الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.

أعتقد حتى يحقق الإعلامي الرياضي مستوى عاليًا من الأداء المهني، ينبغي عليه امتلاك مزيج متوازن من الثقافة الرياضية المتخصصة والثقافة العامة الشاملة، بما يضمن تقديم محتوى غني وموثوق ومربح، فالثقافة الرياضية المتخصصة يستند عليها الإعلامي في ممارساته المهنية، إذ تمنحه معرفة شاملة بقوانين الألعاب وأنظمة المسابقات وأبرز الأرقام القياسية والإنجازات، إلى جانب تتبع التطورات التاريخية للرياضة على الصعيدين المحلي والعالمي. هذه المعرفة الدقيقة تُمكنه من إجراء تحليلات موضوعية وصياغة تقارير مهنية دقيقة، فضلًا عن استخدام المصطلحات الفنية الصحيحة وإثراء التغطية بالمقارنات والقراءات الفنية التي تعمّق فهم الجمهور، لكن الثقافة العامة الشاملة تُعتبر المحور الرئيس الذي يقود الإعلامي الرياضي للجلوس على طاولة الحوار وتقديم الرؤى التي تتماشى والمشهد في حينه، إذ إنها توسّع آفاق الإعلامي وتمنحه القدرة على ربط الأحداث الرياضية بسياقاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

فالرياضة بطبيعتها لا تنفصل عن محيطها الإنساني وتؤثر فيه تأثيرا بالغا ومباشرا خاصة في زمن ما بعد وسائل التواصل الاجتماعي والعالم المفتوح، وفهم هذا الترابط يمكّن صانع الإعلام أو المشرع أو الإعلامي من تقديم محتوى متكامل متزن هادف يجمع بين المعلومة والتحليل العميق.

إن الثقافة العامة تعزز من قدرة الإعلامي على توظيف اللغة ببلاغة ودقة، واستحضار المرجعيات الثقافية والأدبية التي تثري الحوار وتضفي على التغطية بُعدًا إنسانيًا وفكريًا وتمنح المشهد الرياضي العام قدرة فائقة على تقديم نقاشات ثرية، وطرح الأسئلة الجوهرية، وبناء تقارير وتحقيقات ذات جودة عالية. هذا التكامل يقودنا لتحقيق ثقة الجمهور ونيل مصداقيته، ويوسّع من دائرة التأثير ويخدم المشروع الرياضي يشقيه الأفقي والرأسي، ليصبح الإعلامي مصدرًا موثوقًا للمعلومة والتحليل، فالجمع بين الثقافة العامة والرياضية وبين الأدوات والمنصة تمنح المشهد مهنية عالية وذكية وفارقة وتعطي الإعلامي البعد الأوسع في التخصص والدقة وتزوده برؤية شاملة وقدرة تحليلية متقدمة.

لذا، فإن الجمع بينهما يُعد شرطًا أساسيًا لتحقيق إعلام رياضي رفيع المستوى، قادر على أداء رسالته باحترافية، والإسهام في رفع مستوى الوعي الرياضي في المجتمع شريطة أن نعرف أكثر ماذا نريد من الإعلام الرياضي في زمن العالم المفتوح، في زمن القدرة والإمكانات، في زمن بمقدورنا فيه أن نحول هذا القطاع لأغنى قطاعات النقل والتصوير والإنتاج، بل أغنى من الرياضة نفسها.
00:08 | 15-08-2025

لقاء الوزير والمعتقد في الإعلام الرياضي

أعتقد، وربما أنتم تشاركونني هذا الرأي، أن الوقت قد حان لتقديم نموذج عالمي للإعلام الرياضي في المملكة، نموذج جديد لا يعتمد على النسخ المستوردة «قص ولصق»، بل يجسد «عالم السعودية» ويوازي في فكرته وتوجهه «العالم الجديد».

نحن، على مستوى المنطقة وربما القارة، نمثل عالماً واسعاً ومختلفاً وجاذباً ومؤثراً، بل أصبحنا مقياساً ونموذجاً تحتذي به الشعوب الأخرى في قيمة القفزة السعودية من حيث الرؤية والطموح والإنجاز. وقد لفت انتباهي، بصفتي ابن المهنة والمتمرس فيها، الاجتماع الذي عقده معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري مع الجهة التي نالت حقوق نقل الدوري السعودي. لم أشهد اجتماعاً مماثلاً إلا في حقبة صاحب السمو الملكي الراحل تركي بن سلطان الذي كان يستلهم توجيهاته من الرئيس الأعلى للإعلام.

كنت دائماً أحاول إقناع الزملاء أن الإعلام ليس هو الرياضة، وأن الرياضة لا تعني الإعلام، وأن «الإعلام الرياضي» كيان مركب ذو كيمياء خاصة، قادر على التمثيل والغناء والرقص والتطبيل أيضاً عند اللزوم، وكل ذلك ضمن حدود المعقول وسيناريو محسوب. وعلى الرغم من الثقل الكبير الذي تمثله الرياضة السعودية وأنديتها وجماهيرها في المنطقة، لجأ البعض إلى اعتماد برامج «التوك شو» كأسلوب دائم، معتبرين إياه النموذج الأمثل للإعلام الرياضي. وهكذا اختُزلت الرسالة في زوايا الإثارة، والحوارات المتشنجة، والمناكفات الجماهيرية التي تثير التفاعل الرقمي وتجذب الجمهور من أجل الأرباح، وتعتمدها قنوات تفتقر للإمكانات المادية، حتى لو جاء ذلك على حساب جودة المضمون.

وحين تناقشهم، يحتجون بالقنوات العالمية، مع أن معظمها تملكها شركات عابرة للحدود أو تستند إلى قيم مجتمعاتهم. هذا النوع من الإعلام مغرٍ بالأرقام، لكنه يفتقر للعمق ويقصي القضايا الكبرى ويشوه الإنجازات.

فقد تحولت بعض البرامج إلى ساحات لتصفية الحسابات، تسيّرها شعبويات آنية وتدار بمنطق «الصوت الأعلى» بدلاً من الطرح المنهجي والإحساس بالمسؤولية. لقد ابتعدت البوصلة عن دور الإعلام في التنوير والتثقيف، وأصبحت تقتصر على تمثيل الفرق وتكريس الانتماءات، وكأن الرياضة باتت محصورة في مباراة أو رأي جمهور، لا في منظومة متكاملة تصنع اقتصاداً وترتقي بوعي المجتمع.

أعتقد أن هذا الاجتماع يؤكد أن الإعلام الرياضي هو امتداد للإعلام الوطني، ومرآة حضارية لمشروع كبير تشهده المملكة في مختلف القطاعات، وفي القلب منها القطاع الرياضي، الذي لم يعد شأناً محلياً، بل أصبح جزءاً من الحضور السعودي على خريطة التأثير العالمي، بفضل الرؤية الطموحة 2030، والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة.

هنا تبرز الحاجة إلى إعادة تعريف الإعلام الرياضي بوصفه مشروعاً إعلامياً له «ثقافته وأسلوبه وأدواته» موازياً للمشروع الرياضي ذاته، لا تابعاً له، ولا مُشوِّهاً لمسيرته.

الإعلام الذي نحتاجه هو ذلك الذي يتقاطع مع قيم الرياضة، النزاهة، الشغف، العمل الجماعي، والتطور المستمر. إعلام لا يختصر المشهد في لقطة جدلية أو تغريدة مثيرة، بل يتسع ليحمل الرواية الكاملة لما يحدث خلف الإنجاز، وما يسبق اللقطة.

وقد كان الاجتماع الذي عقده معالي وزير الإعلام مع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام خطوة نوعية، تعكس رؤية المملكة في اعتبار الإعلام الرياضي عنصراً أساسياً في المشروع الوطني، وليس مجرد تابع له. وأظهر تصريح الوزير بأن «وزارة الإعلام تسخّر جميع إمكاناتها لدعم تغطية جميع المسابقات الرياضية السعودية، بما يعزز حضور المشروع الرياضي السعودي محلياً وعالمياً»، مدى وعي الحكومة بدور الإعلام كشريك في الإنجاز، لا كناقل للنتائج فقط. وفي المقابل تظهر شركة «ثمانية» بمقاربتها السردية وابتكارها، كمرشح مثالي لإعادة تقديم الإعلام الرياضي بصورة أكثر مصداقية وعمقاً، عبر إدخال القصص الرياضية الأصيلة إلى كل بيت وإعلاء صوت الرياضة السعودية بما يناسب حجم التطورات.

إن هذا التحول في المشهد الرياضي السعودي يتطلب محتوى يواكب حجمه ويكشف للجمهور ما وراء الإنجازات، ويوثق النجاحات ليشكّل ذاكرة وطنية للأجيال. لم تعد التغطية الإعلامية تقتصر على نقل المباريات والأهداف، بل أصبحت تشمل السياسات، والاقتصاد، والتخطيط، والتدريب، وتمكين المرأة، ودمج أصحاب الهمم، وتعزيز الأثر المجتمعي للرياضة.

حان الوقت لإعادة الاعتبار لمهنة الإعلام الرياضي وربطها بجذورها، لتكون عيناً ناقدة مسؤولة ولساناً واعياً، وأداة للمعرفة وليست للترفيه السطحي. الأمر لا يتعلق بكبت النقد أو الحد من الرأي، بل بأن يكون النقد موضوعياً مسؤولاً يدفع الجميع نحو الأفضل.

الإعلام الرياضي اليوم ليس في أزمة إمكانات، بل أزمة اختيارات. ومع إطلاق الأستوديوهات الرقمية، والمنصات الإعلامية الجديدة، والتكامل بين المؤسسات الرياضية والإعلامية، أصبح المطلوب تحولاً جذرياً في فكر الإعلامي قبل أدواته. الأدوات والدعم متوفرة، لكن الرسالة تحتاج من يحملها بإيمان وقناعة لا بحثاً عن شهرة عابرة.

فإعادة الاعتبار للإعلام الرياضي تبدأ من الإيمان بأن الرياضة قضية وطنية حقيقية، وأن كل تغطية إعلامية جادة تساهم في بناء الوعي المجتمعي وتعزز الحضور السعودي على الساحة الدولية.

ولهذا ينبغي إدراك أن الإعلام الرياضي لا يُختزل في ما يعرف بالتوك شو والرقص على انفعالات الناس، قد تهم شريحة لكنها ليست كل شيء فمن الممكن أن نخلق برامج حوارية هادفة لها رؤساء تحرير يملكون الرسالة والهدف، فالعمل الناقد الهادف هو الشريك كما يمكن الكثير عمله طالما أننا لا نفتقد الإمكانات التي باستطاعتها تحويل ما نراه مكمن المشكلة إلى أُولى بدايات الحل.
00:21 | 30-07-2025

إعادة إمبراطورية الصحافة الرياضية

دعونا نعترف أن «الإعلام» عموماً أصيب بصدمة «وسائل التواصل»، التي جعلته يترنح حتى لحظة كتابة هذه الأسطر، صدمة أفقدته توازنه وربما مكانته، وليس هناك جهات بعينها عملت على ذلك، بل الاندفاع الحقيقي لعالم التقنية وما يعرف بالذكاء الاصطناعي، عالم البث المفتوح الذي وجدت فيه شركات العلاقات العامة والتسويق فرصة حقيقية لانتزاع قدرات «السلطة الرابعة» وانتزاع أنيابها وتحطيم سطوتها والظفر بجماهيرها واحتلال مكانها.

لقد تأثرت إمبراطورية الصحافة الرياضية بشكل مباشر، ووجدت نفسها في مواجهة حقيقية أمام تغير المفاهيم «الإعلامية» وبقيت طيلة خمسة عشر عاماً الماضية تقبل بالكثير من التنازلات في سبيل البقاء ولو على هامش الأحداث، وفعل بها التسويق فعلته حين حوّل الفرد «الإعلاني» الذي يتمتع بالفهلوة الى «إعلامي» وسحب السجادة الحمراء من تحت أقدامنا في وقت كنا فيه لأمس الحاجة من أجل البقاء، حتى لو دون تلك السجادة، فلم يسعفنا الأمر للدفاع عن الفكرة الأكبر التي يملكها الإعلامي عن الإعلاني على الأقل، وأصبحنا أمام شباك التذاكر كأننا عارضو أزياء يمتازون هم فيه عنا بالألوان البراقة ونتمسك نحن بالإتيكيت.

أعرف أن هذه الموجة ما هي إلا بداية لتغيرات كبيرة، لكن على الأقل دعونا نحاول إنعاش صحافتنا الرياضية واستغلال أدوات التقنية وعالم الاتصال المباشر ونظام العمل عن بُعد.

دعونا نفكر بصوتٍ عالٍ ونحن الذين كسبنا جولة الإعلام سلفاً حينما استطعنا تصدير صحافة رياضية متخصصة، وامتلكنا سيناريو سرد الخبر وتصوير المشهد، دعونا الآن لا نفكر في تحقيق مكاسب مادية بقدر تفكيرنا في ضرورة العمل على تقاسم «رغيف الخبز» والبقاء أمام هذا الواقع الجديد، فمهنة الإعلامي- وأقصد الرياضي مكاني وموطني الذي نشأت وترعرعت فيه- يتحول من بين يدي الى كائن مختلف ومكان مهجور من أساتذته، له طريقته وأدواته وفي المقابل أعرف جوهرة، ومعكم أبحث طريقة ابتكارية تعيد له مسرح أحداثه بعد انهيار كبرى المؤسسات الإعلامية واختفاء أخرى ليحتل مكان عظمتها مؤسسات تسويقية صغيرة ومنتشرة وبأقل التكاليف ويرى الجمهور أنها تفي بالغرض.

الإعلامي مهنة تكاد تشبه «صائغ المجوهرات»، وهي أغنى مهنة وأكثرها جمالاً لكنها من المهن التي اندثرت ولو رجعنا لتاريخها لم يتبقَّ من الأسماء الكبرى سوى تلك التي تحولت من عمل فردي إلى شركة ومن الأفراد إلى الآلات، وأنا في روح كتابتي لا أعنى شغف الإعلام الرياضي بقدر ما أعنى مصادر دخله في مهنة أضحت مختلفة جدّاً ولها أدوات مختلفة جدّاً مهنة أصبحت ترتهن للهاشتاق والترند، وهو ما يدفعها نحو الوجه الذي كنا نتجنبه طيلة مشاويرنا وجه الخط الفاصل بين الأصفر وبقية الألوان.

لقد اختفى «الدباغ» و«الصباغ» و«الحطاب» وغيرهم من أصحاب الحرف اليدوية التي تميز عمل الفرد عن غيره من أقرانه، وفي الطريق هناك مهن أخرى ستختفي، وهذه حقيقية لا بد أن نتقبلها ونعترف بها، ومن ضمنها الإعلام الرياضي، فاللاعب يستطيع أن يصنع قصته وكذلك المدرب والإداري وينشرها، ومثله كل مكونات العمل الرياضي؛ لذك بدأت أفتّش عن بعض الأفكار التي يمكن أن تؤجل هذا أو تخلق منه واقعاً جديداً مثل أن تتشكل مجموعات إعلامية رياضية يقودها الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية على الأقل من خلال تنويره بما يحدث من حوله عبر جلساته ومنصته لاستغلال أدوات التقنية والعالم المفتوح والعمل عن بُعد نحو صنع كيانات ووكالات أنباء رياضية صغيرة لمحرر في الصين ومصور في إيطاليا ومنتج في أمريكا ومبدع هنا في جدة ينقّبون عن المعلومة كما ينقّب الصائغ عن الحجر الكريم، ويكتب بعين الميدان لا بلسان الدعاية كأن يعرف متى يصمت ليمنح الحدث هيبته، ومتى يتكلم ليمنح الرأي قيمته.

لقد سلّم الإعلامي الرياضي- وهو محور حديثي- بعضاً من أدواره لمن لا يجيد سوى الترويج، فاختلطت المهنة بالوظيفة، وغابت الحدود بين (الإعلامي) و(الإعلاني)، فاختفت الروح وبقيت الصورة، اختفت اللغة الناعمة والقوة الناعمة وبناء العلاقات وتشييد الانطباعات وتمثيل المناسبات بما يعطيها ثقلاً معنويّاً لأن تصبح مجرد مناسبة تسويقية لا أكثر يتحكم بها المال والدلال.

أصدقكم القول اليوم، لم يعد الإعلامي في قلب المعركة، في قلب الحدث، بل أصبح على هامش كل شيء، وأصبحت كل المهن تتسارع للانتقام منه وممن يمثلونه، في عالم يقيس النجاح بعدد المشاهدات بغض النظر عن المشهد طبيعته أهميته تأثيره.

لم يكن التحوّل الذي تعيشه الصحافة الرياضية سلساً، بل جاء عنيفاً وقاسياً فقد أُقصي المراسل الذي كان يعد تقاريره من قلب الحدث ليحل محله محتوى سريع وواجهات براقة، واستُبدل الكاتب الذي كان يقضي ساعات بين السطور بنص آلي يُنجز في ثوانٍ. لم يعد يُطلب من الإعلامي أن يُبدع، بل أن يُكرر ما يقال، ولا يُناقش، وأن يملأ الفراغ دون إثارة الأسئلة.

وسط هذا الواقع الضبابي أجدني مندهشاً «أبحث عني فلا أجدني»، أتساءل كيف يمكن لنا على الأقل مجاراة ما يحدث بالذات لمن هم مثلي ليس لهم مهنة سوى هذه المهنة؟ وأنظر لمن هم في أول الطريق وكأني سأصرخ: لا تكمل الخطوة يا بني، إنه طريق غير آمن.
00:13 | 21-07-2025

مسار الأمان الرياضي

ربما أكون أنا الوحيد من بين جيلي من الإعلاميين وإن لم يكن لدي جيل لم أفكر يوماً في الأمان الوظيفي، كنت أعمل على طريقة عادل إمام في برنامجه «هيا بنا نلعب»، الذي ذكره في مسرحية «شاهد مشفش حاجة»، كنت أحب العمل كأنه لعبتي المفضلة وأدخل إلى المطبخ الصحفي وكأنه مدينة الملاهي.

وزارة الرياضة بالتعاون مع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أعلنت عن بدء تطبيق نظام التأمينات الاجتماعية على اللاعبين والمدربين السعوديين ابتداءً من 1 يوليو 2025، ما يمثل تحوّلًا جذريًا في تعزيز الحماية التأمينية لهذه الفئة المهمة من أبناء الوطن.

مبادرة تأتي استنادًا إلى الأمر الملكي الكريم رقم (م/273) وتاريخ 26/11/1445، الذي أتاح للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية توسيع مظلة التغطية لتشمل فئات مهنية غير مشمولة سابقًا، وعلى رأسها الرياضيون المحترفون من لاعبين ومدربين، بما يعكس توجه الدولة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين القطاعات والحفاظ على الأمن الوظيفي.

سيفتح هذا النظام آفاقًا جديدة لحماية مستقبل الرياضيين المهنيين، من خلال ضمان تسجيلهم في التأمينات كبقية أفراد سوق العمل، بما يمنحهم حق الاستفادة من المعاشات، والتعويض عن التعطل عن العمل (ساند)، والتأمين ضد الأخطار المهنية، وذلك وفق ضوابط محددة ومعتمدة.

ولم يكن القرار مفاجئًا لأن رؤية الوطن العظيمة لم تترك زاوية ولا تفصيلة صغيرة إلا ودرست معالجتها، إذ سبقت هذا القرار جهود تنسيقية وتوعوية مكثفة قادتها وزارة الرياضة، التي تعيش برئاسة سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل عهداً وعصراً استثنائياً، وهو الوزير الذي قاد الرياضة لتكون ضمن قبة مجلس الوزراء.

إن توسيع مظلة الحماية الاجتماعية في القطاع الرياضي، الذي بات يشكل أحد أهم محاور رؤية المملكة 2030 من حيث الاستثمار البشري والاقتصادي بات أمراً ملحاً، فالمؤسسات الرياضية اليوم ليست فقط مراكز للنجاح التنافسي، بل هي بيئات عمل يجب أن تخضع لنفس معايير الأمان والاستقرار الوظيفي، والاستدامة، تماماً كبقية القطاعات الأخرى في المملكة.

قرار ربما لن يجد تفاعلاً كبيراً أو تسليطاً للضوء كون الإعلام الرياضي قد خنق الساحة بمسار ضيق لا يتجاوز ثقافة الفوز والخسارة، إلا أنه مهم للغاية كونه يعزز من الاحترافية في قطاع الرياضة، ويضع اللاعبين والمدربين على طريق الاستدامة المهنية، ويهيئهم للتقاعد الآمن والحياة الكريمة بعد انتهاء مسيرتهم الرياضية، كما يسهم في تقديم إجابات تنظيمية وقانونية للعديد من الإشكاليات التي كانت تؤرق هذا القطاع.

إن قطاعنا الرياضي المحصور مشهده في برامج «التوك شو» الجاذبة للترند يؤكد أنه أكبر من ذلك بكثير فهو ملتزم بمسار العدالة الاجتماعية والتمكين المؤسسي، من خلال سنّ تشريعات نوعية تُواكب تطلعات الرياضيين، وتمنحهم الأمان المهني، وتضمن لهم حياة مستقرة داخل وخارج الملاعب.
00:06 | 28-06-2025

أنا لا أخاف على الهلال

أنا وأعني تاريخ حافل بالإعلام والرياضة أجدني فخور بالهلال هذا المساء وكل مساء قبل مواجهة العمالقة، فالهلال الذي تعثر الموسم الماضي نتيجة خطأ فني تكتيكي في برمجة الفريق من موسم موسوعة «غينيس» إلى الموسم الذي يليه، خطأ صغير لم يهتم له أحد يتمثل في الإعداد البدني واللياقي لمجموعة محدودة من اللاعبين ولقائمة لم تتجاوز 15 لاعبا تم الاعتماد عليهم في موسمين رغم أن القائمة في الأصل محدودة بـ25 لاعبا في الموسم.

راهنت ومازلت أراهن بأن الهلال كل ما كان يحتاجه راحة وتعديل بنك الاحتياط فقط ثم سيستكمل مجده، فالكبير ليس بحاجة لكونسولتو يعالج مشاكله ولا إلى ضجيج ليحل محل العمل والتركيز، ومع هذا أجدهم في الهلال والأهلي والنصر يتعاطون مع ما أكتبه على أنه رأي منافس رغم أنني أثبت في أكثر من مرة وأكثر من مقام بأن الإعلام الرياضي السعودي لايزال بخير.

في كأس العالم للأندية يقف الهلال السعودي شامخًا كعادته، فهذا الفريق يعرف تماما ماذا يريد، قد تبدو المهمة صعبة، وقد يظن البعض أن الفوارق شاسعة... لكن من يعرف الهلال، يعرف أن التحديات تصنع عزيمته، وأن المباريات الكبرى تخرج منه روحًا تجعلني دوما أردد أنه يلعب في الأرض ويسكن السماء.

الهلال ليس مجرد نادٍ، بل هو حكاية، وسيرة نضال كرويّ، وبطولات تُروى للأجيال. من قلب آسيا إلى أرض المونديال، شقّ طريقه بالإصرار، وكتب تاريخه بعرق الأبطال، ولم يصل إلى هنا صدفة، بل استحقاقًا ومجداً، فهو الوجهة والجاه في كثير من المحطات والأزمنة.

أمام ريال مدريد أو بقية منافسيه لا نحتاج إلى دروس في الرهبة، بل إلى لحظة صدق وبهجة، يلعب فيها الهلال باسمه، بجماهيره، بتاريخه، وبقلبه؛ لأن الهلال له قلب كالحجر كالحديد يُدهش في صبره وفي جبروته. وحين يُؤمن بهذه القاعدة وهذه الفكرة ينتصر وهو ما فعله في المغرب قبل عامين ولم يكن بحوزته سوى الأرجنتيني لوسيانو فييتو.

فعلا أنا لا أخاف على الهلال، وعلى يقين بأن مدرسته التدريبية الجديدة أي مدرسة (قياصرة اللعبة) أصحاب القلوب القوية بقيادة الأنيق سيموني إنزاغي قادرة على احتواء المشهد وتقديم ما يستحق التصفيق ورفع القبعة.
15:01 | 18-06-2025

أضواء على الرياضة

لم أكن مستغرباً أن تفوز أضواء العريفي بجائزة القادة الرياضيين تحت 40 عاماً لعام 2024 على مستوى العالم، والتي تعد إحدى أبرز الجوائز العالمية الهامة في هذا المجال، والتي تقدمها شركة «ديلويت» Deloitte،

عرفتها عن قرب هي ذاتها (الكابتن) والرياضي والإداري والاستثماري القادر على أن يكون في المنصب الذي يديره كمساعد لوزير الرياضة لشؤون الرياضة وعضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، وهي ذاتها التي تعطي صورة بيضاء نقية لمن يعمل في كنف هذه الوزارة وتحت قبتها، حاضرة في إدارة الأحداث ومؤثرة في بناء الأفكار وصناعة القرار، تمتاز بالهدوء والثقة المستمدان من طبيعة شخصيتها ومن أدوات المعرفة الواسعة التي تمتلكها.

وحين أكتب الآن بهذا الضوء وهذا البهاء فإن التمكين الذي قاده صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل المتوافق مع رؤية المملكة 2030 دعانا لنحتفل اليوم بهكذا شخصية استطاعت منذ عام 2007 شق طريقها وكفاحها وخلق مساحتها لخدمة الوطن من خلال زوايا مهمة كنا حينها في أمس الحاجة لمن يتنبه لها، ولست أستغرب بما يتحقق مع سعادة المساعد الأستاذة الغالية لهكذا جائزة فالأجواء التي يهيئها سمو وزير الرياضة للعاملين معه من أبناء الوطن مغرية جداً للإبداع والشغف والعمل رغم أنه يدرك تماماً معكرات صفو العمل ويحتمل أيضاً الكثير في سبيل نمو وتميز الأسماء القيادية والحفاظ عليهم فلا يفشل مع سموه إلا إنسان ولد في مكان لم يكن مكانه أو فاشل بطبعه أو شخصية أنانية فردانية، وذاك لعمري لأن شخصية الأمير عبدالعزيز الرحبة التي تمتاز بالجمال والهدوء والنقاء شخصية تحفز على النجاح وتخلقه.

في المنظومة الرياضية أو أي منظومة كانت يدرك قائدها كما يفعل سمو سيدي الأمير عبدالعزيز -حفظه الله- على مستوى الوزارة أو اللجنة الأولمبية مهمة بعض الأسماء نتاج جهدهم وحضورهم وتركيزهم وأيضا ما يسهمون به في الذاتيات لتحقيق بيئة عمل تسهم في نجاح الفريق بأكمله، وهذا ما يلمسه كل متابع للعمل الرياضي في المملكة، ورغم الضجيج المحيط بلعبة كرة القدم والتي تعتبر أضواء إحدى أهم الأسماء بتأسيس نادي اليمامة وكونها أول عضو نسائي في مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم إلا أن العمل على مستوى التنظيم والإدارة والاستثمار والتشريعات يعتبر عملاً كبيراً وفارقاً بالفعل يتوافق وتطلعات القيادة التي منحت الرياضة مقعداً مهماً في مجلس الوزراء وجعلت منها مورداّ رئيسياً من موارد التحول الاقتصادي في المملكة.

أعرف أن هناك جوانب مهمة في وزارة الرياضة وفي اللجنة الأولمبية والبارالمبية لم تبلغها بقعة الضوء ولا الإعلام عنها، لكن وصول أضواء سيسهم في وصول الكثير من الأضواء والكثير ممن يشبهون شخصيتها وتواضعها وتسامحها لمثل هذه النجاحات التي تحققت، لأن بلوغ أضواء لم يكن في الأصل منبعه قوى خارقة للعادة بقدر ما هي جوانب إنسانية سهلة بسيطة وعادات وتقاليد مغروسة فيها ليس للشخصنة ولا التنافسية السلبية ولا للنفسية دور فيها، فهي متفتحة للعمل قابلة بالناجحين مهتمة بتقديس القيم والعادات النبيلة ضمن فريق عملها، فمكارم الأخلاق والتواضع أولى عتبات نجاحها.

تزخر المملكة بالكثير من الأسماء النسائية من أخواتي بنات الوطن، قد لا أعرف بعضهن بشكل شخصي وربما لم التقِ بهن، لكنني أتلقف نجاحاتهن عبر الإعلام ووسائل التواصل بفرحة تشبهني دوماً حين كنت على ساعدي أسهم في دعم جيل من الإعلاميين الذي أشرف بدعمهم وأسعد بنجاحاتهم وقد سعيت للإشارة للأستاذة أضواء لأني أعرفها جيداً «بنت رجال» و «أخت رجال»، بارك الله في تميزها وحضورها، وفي تمثيلها مركزها بكل أناقة وبهاء
23:41 | 17-10-2024