كشفت هيئة الحكومة الرقمية في تقريرها الصادر في ملتقى الحكومة الرقمية 2025، انتقال منظومة العمل الحكومي في السعودية من مرحلة التحول الرقمي إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي المؤسسي، وأن هذا التحوّل أسهم في رفع كفاءة الأداء والإنتاجية وتحسين جودة الخدمات الحكومية على نحو غير مسبوق.
وبيّن التقرير، أن المملكة حققت المركز الأول إقليميا والثالث عالميا في مؤشر نضج الحكومة الرقمية، بفضل الدعم الكبير من القيادة ومتابعة برامج رؤية السعودية 2030 التي جعلت من التقنية والذكاء الاصطناعي إحدى ركائز التحول في القطاع الحكومي.
وأشار التقرير إلى أن التحول واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عدد من الجهات الحكومية مكّنا من تحقيق وفورات مالية مباشرة تجاوزت 209 ملايين ريال سنوياً، نتيجة رفع الكفاءة التشغيلية وتقليل الوقت والهدر.
وجاءت أبرز الأرقام على النحو الآتي: وزارة المالية: أكثر من 43 مليون ريال سنوياً عبر تسريع معالجة المطالبات المالية وتقليل الإجراءات الورقية بنسبة جودة بلغت 95%. ديوان المظالم: وفر مالي تجاوز 25 مليون ريال سنوياً من خلال التوثيق الإلكتروني للجلسات القضائية في أكثر من 262 ألف قضية موزعة على 225 دائرة قضائية. المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية (GOSI): نحو 116 مليون ريال سنوياً نتيجة أنظمة التحقق الرقمي وربط البيانات بنسبة كفاءة بلغت 86%. وزارة الطاقة: توفير 76 ألف ساعة عمل سنوياً عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي رفعت كفاءة الأداء بنسبة 30%. وزارة الداخلية: أكثر من 1.8 مليون موعد إلكتروني سنوياً لإصدار وتجديد الوثائق الرسمية رقمياً. وزارة الصحة: أكثر من 1.4 مليون حالة طبية تم التعامل معها رقمياً، مما رفع الإنتاجية بنسبة 10%.
وأبرز التقرير، أن المرحلة القادمة ترتكز على تكامل الأنظمة الذكية الحكومية من خلال منصات وطنية موحدة، مثل: تطبيق «توكلنا» الذي يتيح أكثر من 1100 خدمة رقمية حكومية، منظومة «HUMAIN» للذكاء المؤسسي والتحليل التنبؤي، تطبيق «Beem» كقناة موحّدة للتواصل الحكومي الذكي.
وأكد التقرير، أن هذه المنظومات تمثل الجيل الجديد من الحكومة الرقمية السعودية، التي تتجاوز فكرة التحول إلى مستوى الذكاء التفاعلي في إدارة الموارد والخدمات.
وخلص التقرير إلى أن تجربة المملكة في التحول الرقمي أصبحت نموذجاً عالمياً في الجمع بين الكفاءة التشغيلية والاستدامة المالية، موضحاً أن الحكومة الرقمية السعودية باتت اليوم تتحدث بلغة الذكاء الاصطناعي في قراراتها، وتعمل على تحويل البيانات إلى سياسات، والخدمات إلى أثر ملموس ينعكس على جودة الحياة والمنافسة الاقتصادية عالمياً.