-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• في شهر البشرى والرحمات؛ صيام وقيام ودعاء وتوبة واستغفار، وفي استقبال العيد؛ تسبيح وتكبير وصلاة واستبشار، نبارك بقدومه أهلنا وقرابتنا وخلانا وأحبتنا، نفتح نافذة الحبور لنعيش لحظاته وألا نهرب منها إلى سواد الأزمات، بارقة أمل نصنع منها فرحة تدفعنا لنجعل ثقافة الفرحة به رائجة، نبتهج في زمن سادت فيه أحاديث المآسي والأحزان، فقمة السعادة أن يأتي الفرح في لحظة الحزن.

•• العيد لغة التواصل مع الحياة، وقدرة لامتصاص أزمات الحياة، ومساحة فرح لنشعر بأعيادنا في أي زمن ومكان من الحياة، والطبيعة «النوستالجية» في العيد تدفع إلى المشاعر السعيدة للحياة، وتتغلغل داخل النفس البشرية لترسم سعادة جياشة وقيمة إنسانية لطقوس الحياة، ومن أراد البهجة في العيد فليبث الفرح ويطرد ترح الحياة، ويمارس سعادته بمكنونات الوجدان ومشاعر الفرحة الصادقة مع كل مُتع الحياة.


•• الفرح ثقافة نتعلمها وإن توشحت أنفسنا بالكُدرة، ثقافة نصنعها لأنفسنا لا تباع ولا تشترى، فدائيَّة المتنبي التي نرسلها سنوياً: «عيد بأية حال عدت يا عيد، بما مضى أم لأمر فيه تجديد» ليس طرداً للفرح، بل أبيات مزدوجة لمواساة المتألمين، ومساحة فرح للآخرين، أبيات قالها في مناسبتها، لكنها تعكس حساً فنياً راقياً لاختيار الرسائل؛ سعادة لمن أراد الفرح، وتجهماً لمن أراد الترح.

•• من عاب فرحة العيد فالعيب فيه، من احتفى بالعيد واحتفل بساعاته ستذهب عنه المواجع، ومن لم يتغافل عن الأحزان يوم العيد سوف يُقرِع مآتم العزاء والكرب في أهل بيته ومحبيه، ومن حاصر نفسه بالكوابيس وجبال الهم لن يسعد بالعيد ولا بالأيام القادمة الجميلة، ومن يرد فرحة العيد فليمسح دمعة الحزن المستوطنة في أحداقه، اتركوا الناس يفرحون ولا تنغصوا عليهم أعيادهم.