-A +A
سعيد آل محفوظ SaeedAlmahfouz@
أمرنا الله تعالى بالتدبر والتفكر في خلقه؛ فكان على مر الأزمان من يبحث عن المعرفة، وطرق العيش والنجاة، وتحليل المكونات، ودراسة النتائج، ووصف الظواهر؛ حتى أصبح لنا مع الوقت الكثير من العلوم والمعارف؛ تصف الأرض ومكوناتها والمناخ وأنوائه، والوقت وحسابه، والأمراض وعلاجها، والأعشاب وفوائدها، والتاريخ وعبره؛ فكانت الاكتشافات والمعارف تنير للبشرية الطريق، وتجعلهم يواصلون مسيرة العلم والمعرفة من حيث انتهى من قبلهم؛ فَنُقل الناس من الجهل إلى العلم، وأصبحت المعرفة تاجاً ينقله من عرف إلى من لم يعرف؛ كما لو أنه أجمل هدية، وأعظم كنز يعطى؛ فقد قيل «لا أريد أن تصطاد لي السمكة؛ بل أن تعلمني كيف اصطادها»، ومن هنا برز أثر ناقل المعرفة والعلم، وعظم شأنه؛ فكان له بين الناس القدر والمكانة؛ نظير تعليمه أثمن ما يمكن إعطاؤه وهو العلم؛ فكان بروز «المعلم».

وصف يليق بحامله يحمل في طياته فخامة، وعلو هامة، يجعل منك أنيقاً في الفكر والقلم، ورائداً في النظم والنثر، ومنيراً لدروب المعرفة والعلم.


لم يخلق الله البشر عبثاً ولم يجعلهم بلا بَلاغ ورسالة؛ فكان منه -جل في علاه- أن بعث الرسل لينقلوا الناس من جحيم الجهل إلى سمو الخبر، ومن عبادة الحجر إلى عبادة رب البشر؛ فكانوا رسلاً لتعليم الناس؛ ولنا في خاتم الرسل محمد -عليه السلام- اليقين بالأثر؛ فقد كان معلماً للناس، ومنيراً لهم ظلمة جهلهم؛ لتضيء أنفسهم، وينشروا الخير؛ فقد كان عليه السلام أعظم معلم.

يقول أحمد شوقي رحمه الله:

أعلمت أشرف أو أجل من الَّذي

يبني وينشئ أنفسا وعقولا

أخي المعلم.. هنيئاً لك ذلك المقام؛ فقد نلت شرف تعليم الناس الخير، ووفقت لأعظم وأنبل المهن؛ فما أجمل أثرك حينما تزرعه إخلاصاً وجهداً وحرصاً على أبنائك؛ لتجني ثماره يانعةً بركةً في الدنيا، وثواباً في الآخرة.

يدين العالم أجمع للمعلم بالفضل؛ فكان لقيمته وأثره أن حدد اليوم العالمي للاحتفاء بالمعلم، وإبراز قدره؛ تعظيماً لهذه المهنة النبيلة، وتشريفاً لحاملها.

لذا نقول لكل معلم إن الحمل ثقيل، والرسالة عظيمة، والأمل بكم لا ينتهي؛ فما تقدمه مخلصاً مجتهداً ستنال أثره؛ لتكون مستحقاً لأداء أعظم مهنة، وتعلم الناس الخير.