-A +A
عايد الهرفي aiyd2012@

تحظى البنى التحتية والمرافق والخدمات العامة بعناية واهتمام بالغين في الدول المتقدمة صناعياً وتجارياً وسياحياً؛ والتي تشكل فيها مجالات العقار والسياحة والتشييد والبناء جزءاً لا يستهان به في الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاديات تلك الدول.

إن الناظر في البنى التحتية والمرافق والخدمات في تلك الدول المتقدمة يلحظ الاهتمام بالجودة في البناء والتشييد بمعايير عالية وتصاميم جمالية وتراتيب إدارية وصيانة دورية تضفي على المظهر العام ما يبهج النفس حيوية وجمالاً، ذلك أن العناية والاهتمام بالبنى التحتية من أهم أساسيات النهضة العمرانية ومن أسرار النهوض بالثروة العقارية، فهي الأساس الذي تبنى عليه المشاريع والمباني والمرافق والخدمات، وعلى نسقها تتمدد المدن والأحياء.

إن العناية بالبنى التحتية والمرافق والخدمات بأدق التفاصيل جودة وجمالاً وتصميماً ليس من باب الترف والإسراف، بل ضرورة تحتمها أمور في غاية الأهمية، ومن ذلك:

1- إيقاف الهدر المالي وتخفيف الضغط على الاقتصاد الوطني، فكثير من الدول التي تعاني من قلة الجودة في المرافق والخدمات تضطر لوضع ميزانيات للبنى التحتية والمرافق والخدمات كل سنة، لسوء التخطيط وسوء الجودة في التنفيذ، وبالتالي الحاجة إلى البناء والتشييد والإصلاح في فترات قصيرة، بينما في الدول المتقدمة التي تتبنى معايير عالية نجد أن البنى التحتية والمرافق والخدمات تشكل فيها معالم حضارية وقيمة ثابتة صامدة لعقود طويلة دون أن تتعرض للتدمير والتلف.

2- الصمود أمام الكوارث الطبيعية والسيول التي تتعرض لها المدن والدول، حيث تتعرض البنى التحتية والمرافق والخدمات سيئة الجودة والتنفيذ للتلف والهدم؛ ما يسبب كوارث إنسانية كان بالإمكان تقليل آثارها بفضل الله.

3- قطع الطريق على الفساد؛ إذ إن تطبيق المعايير العالية جودة وتنفيذاً بصرامة لا يدع مجالاً للفساد، لجودة مواد البناء والتشييد ودقة التنفيذ، فلا يمكن التلاعب والفساد حينئذ.

4- تحفيز مجال السياحة والتجارة والمال والأعمال وجذب الاستثمارات، وهذا أمر ظاهر بوضوح من خلال النظر في المدن الكبيرة المتقدمة.

5- إنعاش مجالات تجارية وصناعية عدة مرتبطة بتطور المدن وتمددها؛ مثل مجال التشييد والبناء نظراً للنهضة العمرانية والعقارية المبنية على أسس وقواعد نموذجية.

وفي الختام أود الإشارة إلى أننا في ظل خطط ومشاريع رؤية المملكة 2030 الضخمة والمتنوعة؛ مقبلون على نهضة كبيرة ونقلة نوعية في مجال البنى التحتية والمرافق والخدمات؛ خصوصاً بعد إعلان سمو سيدي ولي العهد إنشاء شركة «داون تاون السعودية» لإنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة بأحدث التصاميم العصرية المستوحاة من الثقافة السعودية بمعايير عالمية وتصاميم عصرية؛ تشمل مدناً متعددة في أنحاء المملكة، تأكيداً على التنمية الشاملة بتطوير البنية التحتية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين.