-A +A
ماجد الفهمي
لست ممن يخوض في الأمور التافهة، لكن طبقة الزيت الطافية على الماء هي انتشار واضح ومهول لهكذا أمور في تشويه للذائقة العامة ابتداءً بمشاهير السوشيل ميديا وانتهاءً بإعلام الشبابيك وما يقدمه أغلبهم من هبوط ذوقي وثقافي ويصل عند بعضهم لأخلاقي.. وإن تحدثنا عن التفاهة فذاك حماية للتاريخ من فوضوية القطيع وثقافته.

ألقاب الأندية أنواع.. الثابت منها ما هو راسخ من صلب التاريخ ابتداءً من طريقة التأسيس وامتداداً لطبيعة وبيئة الطريق الذي يسلكه الكيان -أي كيان- دونما أن يكون قد سُمي من إعلام أو مجموعة جماهير وخلافهم.. وإن ضربت الأمثلة في ذلك فالأمر غاية في البساطة..


فالشباب شيخ لأندية الوسطى كونه أول أندية العاصمة تأسيساً.. والنصر عالمي بتشريفنا في أول المحافل المونديالية للأندية بعد أن كان فارساً في ركضه المحلي، والهلال زعيم بطابع أكثرية بطولاته المحلية والآسيوية.

وفي الغربية الاتحاد عميد بطابع التأسيس والأقدمية، أما الأهلي فـ«ملكي» بطابع القياس الدولي في أسبقية اهتمام العوائل الملكية في الدول الملكية لأي نادٍ، وكان الأهلي من حظي بهذا الاهتمام إضافة لاعتبارات عديدة وعلاقة الأهلي التاريخية بيدٍ صافحت جميع ملوكنا ولشعار ولون يترجمان طبيعة تاريخه.

ولو انتقلت للمسميات الجماهيرية التي تأتي مع الأحداث ليتغنى بها المدرج وينطق بها المارة وترفق في نهايات الجُمل التويترية كجمهور خط النار والموج الأزرق وجماهير الشمس... إلخ.

ولو انتقلت للأوصاف المكانية لوجدت الأهلي قلعة الكؤوس في إشارة لسكن الملوك تاريخاً أو حديقة الملوك قياساً بحديقة الأمراء في بارس سانجيرمان، وفي الهلال محيط الرعب تماشياً مع الموج... إلخ.

وعن آخر الإصدارات تجد تمائم الأندية اقتباساً من وحي جماهيره كملك الغابة ونمورها وقروش البحر وفرسان نجد وليث الأندية وذئاب الصحراء... إلخ.

حقيقة، وأنا أكتب ما بين الأرض والسماء.. وجدتني ألزم نفسي النهي عن التفاهات باختلاق فوضى الألقاب.. كوننا وجدنا مؤخراً (سرقة من سوق الجملة) وتعدياً يثير الشفقة على ألقاب راسخة من (نادٍ) على (مجموعة أندية).

هذا السطو الناعم كان هشاً مهترئاً مضحكاً مثيراً للشفقة.. كسارقٍ غبي يسرق في وضح النهار وعز الزحام وكاميرات المراقبة تعج بالمكان..! ربما هي عادة نسوا من خلالها تهكمهم سابقاً أن أندية تعددت ألقابها فنهوا عن خلقٍ وأتوا بطامته.!

فاصلة منقوطة؛

عندما استقبلنا توجيهاً من اتحاد القدم وهيئة الرياضة بمنع لقب الملكي كنت أدير إعلام الأهلي.. وقتها رأيت غضباً عظيماً من جماهير الأهلي في ترجمة للحرقة نظير ما يرونه حقاً قد منع.. في الجهة الأخرى رأيت السارقين يطيرون فرحاً بل وشماتة في الأهلي.. ملكتني ضحكة ساخرة وقتها.. فالسارق لا يغضب لضياع شيء لا يملكه.