-A +A
خالد الجارالله
‏..وأخضع الهلال الكأس المدوّرة تحت جناحيه أخيراً، بعد سنوات طويلة من الركض الدؤوب والمحاولات المستمرة لاستعادة المتمردة، متقلداً المجد الآسيوي والعالمي بيديه لا بمساعدة أحد، جاثماً على صدور متربصي تعثره ومتحرّيّ سقوطه بكل هيبته ووقاره، مُقلداً أنصاره لقباً قارياً سابعاً يباهي به أندية «الصفراء» بأكملها من بحرها في اليابان شرقاً إلى بحرَيها الأبيض والأحمر غرباً.

كان مشهدا أسطوريا وفرحا عارما أزرق ، حين استعادت الكرة السعودية يوم الإثنين الماضي مجدها القاري، على يد الزعيم العالمي الأزرق، الذي لم يرتكن يوماً إلى وهم اليأس والأعذار البليدة والطموحات الصغيرة، فطوح بأبطال القارة السابقين واحداً تلو الآخر، حتى تربع على المجد عبر طريقه الأصعب.


ولأن الشيء بالشيء يذكر، على الهلاليين أن يشكروا من أطلق عبارة «العالمية صعبة قوية» ويكرموه، لأنها ظلت التحدي الذي اختاره الهلاليون لمنافسة أنفسهم رغم تأهلهم لها من الملعب قبل 17 عاماً، راهنوا بطموحات لا سقف لها، وحققوا ما أرادوا، فيما بقي أنصار هذه المقولة «محلّك سِرْ»، ينفخون في كل صغيرة لتكبر، ويقللون من كل عظيم ليستروا عجزهم.

وفيما يتأهب الأزرق البطل لمشاركته العالمية «الرسمية»، وفي غمرة الفرحة الوطنية بتحقيقه اللقب، يعاني مرددو هذه العبارة «الوحدة» ويتداولون العبارات الجديدة واحدة تلو الأخرى زعماً بتشويه المنجز العالمي وإغاظة الهلاليين.

بيد أنهم يستحقون الشكر فعلاً، فقد جعلوا لذة التتويج «استثنائية» و«أسطورية» بحجم العمل الأزرق والجهد المستمر، لا حجم تفكيرهم قطعاً ومنهجية الفرح بالأطلال المنقوشة على الجدران.

تجيء «عالمية الهلال الثانية» في زمن التقنيات الذكية والأجيال الواعدة التي تتأهب لكتابة مستقبل مشرق للوطن، ومواكبة التطلعات والعمل على تحقيق مستهدفات رؤية 2030، ويجب أن تكون مرتكزا لعمل بقية الأندية في ذات الاتجاه واللحاق بركب الهلال، الذي لم تشبعه بطولاته الست الماضية حتى أكملها بالسابعة، وسيشرع بعد شهرين في مهمة جلب «الثامنة»، وهنا سر الزعامة، والفرق بين طموحات وأمجاد ملك الأندية الآسيوية الزعيم العالمي، و«ملوك الطقطقة».

ولأنها صعبة قوية بنظامها الحالي «نظام المحترفين» الذي يتطلب خوض 14 مواجهة لتحقيق اللقب، ننتظر عملاً كبيراً من البقية كما فعل الهلال وحققها بجميع الأنظمة والمسميات.

عابوا على الهلال «تفحيطه» 17 عاماً لتحقيق اللقب القاري الأكبر فحققه، ولم يعيبوا على أنفسهم «تفحيط» 20 عاماً لأجل تحقيق بطولة محلية، أو «30 عاماً» لأجل لقب الدوري، ليبقى السؤال الأهم بعد ثلاثية الهلال وثنائية الاتحاد، متى يفحط النصر والأهلي لتحقيق دوري الأبطال؟!