-A +A
عبده خال
في عالم التجميل، مضت النساء -تحديدا- إلى مراحل متقدمة من التغيرات الشكلية، حتى أن المرء لا يستطيع تحديد الشكل السابق الذي كانت عليه تلك السيدة، ومع محدودية فهم معنى الجمال ونسبيته حدث أن أصبح الكثيرات منهن في شكل واحد، أي أن تلك العمليات صنعت نسخة واحدة تم تعميمها على أنها جميلة، وفي هذا تساوت الدميمة والجميلة في المقاييس مما يمنح المتفكهين فرصة القول: واحدة تقوم مقام الجميع منهن.

ولهذه (الهوجة) التجميلية يصبح السؤال:


- لماذا تقومين بكل هذه العمليات مادام زوجك راضيا بك حتى لو كنتِ قردة؟، فيكون جواب هذه القردة، أتجمل من أجل نفسي.. المغيب والمختفي من أسباب التجميل الجذري ما هو إلا رغبة في أن تكون المرأة محط أفئدة الرجال ولا يعنيها البقاء على ما هي عليه، ويمكن قبول هذا المنطق مع فتاة لم تتزوج بعد وتريد استقطاب الرجال لأن تتزوج.

والآن وبعد ظهور قانون ينص على ضرورة الإفصاح عن عمليات التجميل التي تمت قبل الزواج يعطى الطرف الآخر (الزوج) الحق في فسخ عقد النكاح. وهذا القانون يدخل ضمن الغش والتدليس مثله مثل شروط العقود متى تضرر طرف من أطراف العقد يصبح العقد لاغيا.

وأعتقد، كأمر استباقي، أن الأيام القادمة سوف نشهد فسح عقود الأنكحة بشكل مكثف، إذ إن عقد النكاح قام على خاصية الرضا بما هي عليه الفتاة كشكل، وحينما يكتشف الزوج أنه تزوج شكلا مستحدثا كل ما فيه قابل للانهيار أو التساقط أو التلاشي فإنه سيتضرر.

ومن الوصايا أن تُبقي كل فتاة صورة لها قبل عمليات التجميل حتى إذا جاء العريس الموعود صارحته بأن شكلها (هذا هو)، فإن قبل تم استكمال العقد، وإن رفض عليها البقاء في حالة انتظار إلى أن يأتي عريس الغفلة.