-A +A
علي محمد الرابغي
ذلك ما نشهده في اليمن وفي سوريا وفي العراق وفي لبنان وفي ليبيا وفي تونس وفي الجزائر.. ولعل السودان تنجو من أن تكون الضحية التالية وفق مخطط السيادة لإيران.

فتشوا عن إيران:


الشرق الأوسط مصطلح استعماري بعد تقسيم المنطقة في عام 1918، ويبدو أن هذا التقسيم لم يعد مناسبا وبدأ التفكير في شرق أوسط جديد، على أساس طائفي وعرقي. مع غزو العراق كانت إيران الرابح الأوحد ومع سقوط نظام علي عبدالله صالح في اليمن وجدت إيران في صالح ورغبته في استعادة السلطة فرصة لتدعمه مع الحوثيين ضمن انقلاب شيعي بهدف السيطرة على باب المندب، لتدخل بموازاة الوجود الإيراني في سوريا والعراق ثم حزب الله في لبنان.

الهلال الشيعي

الهلال الشيعي، مصطلح سياسي استخدمه الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين لأول مرة في حديثه لـ«واشنطن بوست» خلال زيارته للولايات المتحدة أوائل شهر ديسمبر عام 2004..

ويضم كلًا من العراق وسوريا ولبنان واليمن وشيعة البحرين.

القنوات الشيعية ذراع طهران الإعلامي:

تتسلل إيران إلى الدول العربية عبر القنوات الشيعية سلاحها في نشر التشيع في الدول العربية السنية، فإيران لها عدد من القنوات تجاوز عددها الـ100 قناة تبث على أقمار في نفس المدار الذي يشغله النايل سات، في الوقت الذي لا توجد فيه قناة سنية توجه لإيران باللغة الفارسية لتتصدى لنشر المذهب الشيعي.

هذه القنوات الشيعية التي أصبحت داخل كل بيت في وقتنا الحالي، تحرض على إثارة الفتن في الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية واليمن والإمارات والبحرين والكويت، فقنوات الشيعة تشكل خطورة على الأمن القومي واستقرار البلاد العربية «السنية».

عادل الجبير و6 مطالب سعودية تمثل موقف المملكة من إيران:

أوقفوا دعمكم للإرهاب.. وسياسات الفوضى والتدمير والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية.. والتصرف كدولة طبيعية وليس كدولة مارقة راعية للإرهاب.. أوقفوا تطوير أسلحة الدمار الشامل.. وبرنامج الصواريخ الباليستية.

هوك: على العالم مواجهة إيران.. وإلا الهلال سيتحول لقمر

حذر المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران براين هوك من مخاطر التمدّد الإيراني في المنطقة، منبّهاً إلى أنّ إيران تسعى إلى استنساخ التجربة اللبنانية في اليمن.. وشدّد هوك على وجوب منع إيران من ترسيخ نفوذها في اليمن، بالتوازي مع تقييد التوسع الإيراني في لبنان وسوريا والعراق.. وقال هوك في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»: «على العالم أن يواجه طموحات إيران وإلا فإنّ الهلال الإيراني سيصبح قمراً كاملاً».

التحذير الأمريكي يأتي لينبه من مخاطر تمدد النفوذ الإيراني العابر للحدود من لبنان وسوريا والعراق وصولاً إلى اليمن.. تحدث هوك عن لعبة كبرى تمارسها طهران في اليمن ستؤدي بحال العجز الدولي عن التصدي لها إلى مخاطر كبرى، على رأسها «لبننة» البلاد أي استنساخ التجربة اللبنانية.. برأي هوك تستخدم إيران اليمن اليوم لتعزيز مكانتها الإقليمية. إلا أن الأخطر من ذلك أنها تستغل تحالفها مع الحوثيين لتهديد وصول ربع إمدادات النفط في العالم.. عبر تحكمها بمضيقي باب المندب وهرمز.

هوك، الذي انتقد ضعف إعلام بلاده في تغطية دور إيران في إطالة الصراع المأساوي في اليمن.. خلص إلى نتيجة بديهية.. منع إيران من ترسيخ نفسها في اليمن ضرورة لا خيار.

الأمم المتحدة والعيارات النارية:

بكل أسف ما نشهده وما نلحظه من خلال تصريحات مندوب الأمم المتحدة في اليمن وفي ليبيا يجعلنا نعيش الدهشة غاية الدهشة.. فرحلات مكوكية بطائرات خاصة ولكن لا أثر جديا لهذه الرحلات.. وفي كل يوم يرتفع عدد الضحايا والقتلى في ليبيا وفي سوريا وفي العراق وفي اليمن ويعيش الهلال الخصيب في حالة من التآكل وشلالات الدم.. وعجب أن تظل إيران في مأمن من أن تطالها يد العقوبة الدولية رغم التصريحات التي تنطلق هنا وهناك.. وتظل السلطة الرسمية حبرا على ورق.. ولعل ما نشهده في العراق وسطوة الحشد الشيعي في وجه الحكومة الرسمية يجعلنا نلعن إيران ومن وراءها.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

* كاتب سعودي

alialrabghi9@gmail.com