-A +A
حسين شبكشي
تأتي مناسبة اليوم الوطني السعودي هذه الأيام بنفسية مختلفة بشكل عام على السعودية وأهلها، هناك حالة من الفرح والفخر والاعتزاز تملأ الأجواء بشكل واضح وظاهر للعيان. وهذه الأحاسيس لها أسبابها بطبيعة الحال وأهم تلك الأسباب هي «خلايا النحل» المنتجة التي تملأ البلاد بالأفكار والمبادرات والمشاريع جعلت السعودية في فترة وجيزة جداً من الزمن القصة الأكثر إثارة وإلهاماً في العالم بأسره اليوم. السعودية التي قررت محاربة الجهل ودعم العلم ووأد التطرف والتنطع والتشدد والانفتاح على التعايش والتسامح وطي الماضي والانشغال بالحاضر وصناعة المستقبل تفاجئ نفسها وتذهل العالم بالقفزات التي تحققها في إنجازات التنمية.

ما حصل في السعودية من تغيرات مختلفة في سنوات قليلة جداً في عمر الشعوب هو أشبه بالصدمة الحضارية التي تحدث عندما تتسابق الأمم لتعويض ما فاتها بعد بيات شتوي طويل تسبب في جمودها. يوم وطني جديد في ظل رؤية ٢٠٣٠ الطموحة وآثارها المذهلة يختلف عن الأيام الوطنية التي كانت قبل ذلك تماماً.


تأتي هذه المناسبة الغالية والعزيزة في فترة يشهد فيها القاصي والداني بالإعجاب على سلاسة التغييرات وآثارها المهمة جداً ليس على السعودية فحسب ولكن على المنطقة بشكل عام وعلى العالم أيضاً. عندما تتغير السعودية بهذا الشكل تزداد جاذبية اقتصادها فتتحسن وتيرة الاستثمار ويصبح تأثيرها السياسي أقوى مع عدم إغفال الآثار المتنامية للقوى الناعمة السعودية في مختلف الأصعدة ما كان ثقافياً أو سياحياً أو رياضياً أو فنياً وهو الشيء الذي بات واضحاً وفعّالاً ومؤثراً.

جيل جديد يكبر وهو يحتفي بفخر واعتزاز ببلاده في يوم مخصص لذلك، جيل جديد لم يعرف آراء ظلامية تحرّم بهجة الاحتفال بهذه المناسبة كما عانت منها أجيال قبله، فرحة مستحقة لوطن جميل وشعب وفي، في يوم مبهج وغالٍ. كل عام وبلادنا الغالية بألف خير وأمن وأمان ونمو ورخاء. أعاده الله علينا باليُمن والبركات. يوم وطني سعيد.