-A +A
عقل العقل
تظل الحوادث المرورية مشكلة عالمية تعاني منها أغلب دول العالم وبنسب متفاوتة، ويرجع ذلك لأسباب متعددة. يفقد 1.3 مليون إنسان حياتهم في العالم جرّاء الحوادث المرورية، ناهيك عن ملايين المصابين وما ينتج من تلك الإصابات من إعاقات حركية يعانون منها بقية أعمارهم.

الحديث عن الخسائر الاقتصادية والنفسية والاجتماعية معروفة، وتمثل هاجساً لكل أسرة وشخص واعٍ من الاستخدام الآمن للمركبة على الطرقات داخل المدن وخارجها.


من الأخبار المبشرة والمفرحة ما أعلنته منظمة الصحة العالمية من انخفاض وفيات الحوادث المرورية في المملكة إلى نسبة تصل 35% خلال السنوات الخمس الماضية، والرقم المستهدف في تخفيض وفيات الحوادث المرورية بنسبة 50% في حلول 2030 بإذن الله، حيث تراجعت أعداد وفيات حوادث الطرق من (9311) في عام 2016 إلى (6651) عام 2021، وفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية.

مع تضافر الجهود لعدد من الجهات المعنية، إضافة إلى لجان السلامة المرورية في المملكة، إضافة إلى عمل الدراسات والبحوث في هذا المجال المهم وما يترتب عليه من كوارث وخسائر جسيمة للفرد والأسرة والمجتمع، وما يترتب عليه من خسائر في العنصر البشري؛ الذي هو أغلى وأهم عنصر في تنمية أي مجتمع، هذا الإنجاز الذي نتمنى أن يصل إلى صفر وفيات جراء الحوادث المرورية أتى من توجيه ودعم القيادة الرشيدة التي تعنى بالإنسان في هذا البلد الخير ولا تبخل في دعم وتطوير الأجهزة المعنية بالسلامة المرورية.

الأجهزة المرورية لدينا أصبحت حاضرة وعلى أهبة الاستعداد لمباشرة أية تجاوزات مرورية تعرض حياة الآخرين للخطر، ساعدها في ذلك استخدام التقنية الحديثة في التعاطي مع الحركة المرورية في المدن وخارجها، البعض منا كان له موقف مضاد لنظام ساهر في البداية، ولكننا نلاحظ الانضباط بالقواعد المرورية خوفاً من المخالفات التي ترصدها أنظمة ساهر ورجال المرور في مواقع وأشكال متعددة؛ منها مثلًا المرور السري. دراسات كثيرة أكدت خطورة استخدام الجوال أثناء القيادة، الآن انخفضت هذه النسبة جراء توظيف التقنية الحديثة، ويمكن القول إن عملية الضبط المروري القوية تنطبق على العديد من المخالفات الخطرة في الحركة المرورية.

من العوامل التي ساعدت في انخفاض الوفيات جراء الحوادث المرورية مباشرة المرور لبعض المناطق التي تتكرر فيها الحوادث المرورية، ومعالجة الأسباب التي تؤدي للحوادث المرورية التي يطلق عليها في المرور «نقاط سوداء» ذات الخطورة العالية.

المرأة السعودية بعد السماح لها بقيادة السيارة أثبتت جدارتها كسائقة منضبطة مما قلل من أرقام الحوادث المرورية، وبالتالي الوفيات الناتجة عنها، في هذه المناسبة علينا كمجتمع أن نتعاون مع الأجهزة الأمنية والمعنية، خاصة في المدن الكبيرة التي تعاني من الزحمة المرورية جراء حوادث مرورية في الطرق الرئيسية داخل المدن.