أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1565.jpg&w=220&q=100&f=webp

عقل العقل

محلات أبو خمسة.. ما لها وما عليها!

محلات منتشرة في أغلب مدننا، وهذه ميزة تنافسية لهذا النوع من الأسواق الشعبية، ورغم أن البعض يعتقد أنها أماكن تسوّق للفئات الأقل دخلاً ولكن هذا يبدو غير دقيق، فمن يشاهد ازدحام السيارات أمام تلك الأسواق في أغلب الأحياء سواء الشعبية أو ما يطلق عليه الأحياء الفاخرة، يصل إلى قناعة أن هذه الأسواق تقدّم بضائع رخيصة الثمن وليس بالضرورة رديئة، بل إن المنافسة بين هذه الأسواق والشركات الموردة عملت على تحسين نوعية المنتجات والبضائع فيها. يبدو أن إدارة هذه الأسواق «شاطرة» في استيراد بضائعها من بعض الدول الآسيوية، خاصة من الصين والهند، والإمدادات لدى هذه الأسواق جيدة، ويبدو أنها تبحث عن هامش ربح معقول، وهذا يفسر أسعارها المنخفضة جداً، وهذا لا يعني أن كل منتجاتها جيدة بل أعتقد أن المواد الغذائية فيها وما له علاقة بصحة الإنسان المباشرة تحتاج رقابة قوية من الجهات المعنية سواء قبل دخول تلك المواد أو بعد عرضها في أسواق أبو خمسة، هناك مواد أعتقد أنه من الذكاء شراؤها من هذه النوعية من الأسواق مثل مواد التنظيف المتنوعة التي قد تكون نفس الجودة في المحلات التجارية المعروفة، وحتى لو لم تكن ماركات معينة فإنها سوف تؤدي الوظيفة في تنظيف المنزل أو غير ذلك. من يذهب إلى تلك الأسواق يجدها مكتظة بالزبائن، والغريب وجود الكثير من الجاليات تتسوق من هناك، وخاصة من جاليات دول شرق آسيا، وفي بعض الأحيان تجد الأوروبيين بكثرة في بعض تلك المحلات القريبة من مناطقهم السكنية. علينا الابتعاد عن «الفشخرة» الزائدة في عملية الشراء وخاصة للضروريات غير الداخلة في الطعام والشراب، كثير من الشباب والشابات تعتبر هذه المنافذ التسويقية حلاً لهذه الفئة، أولاً لأسعارها المنخفضة، وثانياً لسهولة الوصول والتسوق فيها، بل إن الذهاب لها قد يكون نوعاً من التغيير والبعد عن الأسواق التجارية المنظمة بشكل يبعث على الرتابة، هناك في محلات أبو خمسة تشعر بروح المجتمع وحياته، وأنك جزء من هذا المجتمع، وليس في محلات تجارية يعلوها الصمت والنظام القاتل.

هذه النوعية من الأسواق الشعبية منتشرة في أغلب أحياء المدن ومفتوحة إلى ساعات متأخرة وهذه ميزة إضافية لها، كل مدن العالم فيها أسواقها الشعبية، وفي الغرب مثلاً وفي المدن البريطانية خصوصاً، توجد مثل هذه المحلات ويطلق عليها «أسواق الأحد»، الأسعار فيها رخيصة والنوعية ممتازة مقارنة بالمحلات التقليدية المجاورة. الإنسان بطبعه يخلق حلولاً مناسبة للتسوق وتلبي احتياجات المستهلكين بكافة شرائحهم الغنية والأقل غنى وهذا من سمات عصرنا الحالي، فقط على الجهات المختصة رفع مستوى الرقابة على هذه الأسواق وجودة بضائعها؛ لأن بعضها يتلف في فترة زمنية قصيرة أو قد لا يعمل أصلاً.

00:08 | 30-11-2025

أطباء التيك توك !

نعيش ثورة التيك توك، فهو مسيطر على الجميع بمقاطعه القصيرة ومشاهيره في كل مجال، والكل يستطيع أن يشارك ويفتي في أمور خطيرة قد تكون قاتلة للإنسان، خاصة في قضايا الصحة والجمال، لا يوجد مرض لا يوجد له علاج في هذا العالم الافتراضي مهما كانت خطورته من الأمراض المزمنة إلى زراعة الأسنان التي تتم في جلسة واحدة في ذلك العالم الافتراضي، وكل من يبشّر وينصح بالعلاجات الفتاكة كلهم أو في أغلبهم أطباء كما يدعون من كل دول العالم. في أحد الدول العربية قبل أيام تصدر هاشتاق الترند وهو «خالتو لابسة بالطو» الذي يرمز إلى انتشار الأطباء والطبيبات في ذلك الموقع والكل لابس البالطو الأبيض، الذي يفترض أن من يلبسه هو طبيب مرخّص من الجهات التشريعية في بلاده، لكن الفوضى هي حالة أطباء التيك توك، فلا يوجد جهات رقابية تمنع مثل هذه الممارسات الخطيرة أو على الأقل تصرّح لبعضهم للظهور الإعلامي في مثل هذه الوسائط، وأعتقد أن الأمر بسيط على الجهات المسؤولة في كل دولة. قبل أسابيع، رصدت وزارة الصحة بالتنسيق مع الهيئة العامة لتنظيم الإعلام معلومات مضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول أدوية محددة خافضة للكولسترول مما تسبب في توقف بعض المرضى عن تناول أدويتهم، هيئة تنظيم الإعلام ذكرت أنها ستتخذ الإجراءات النظامية بحق من ينشر معلومات مضللة والواردة لها من وزارة الصحة، أتمنى أن يكون هناك ضوابط محددة يعمل عليها بسرعة لإيقاف هذه الفوضى، التي تتعلق بحياة وصحة الانسان، فهؤلاء يريدون الشهرة والمال بأية طريقة مثل غيرهم من المشاهير في هذه المواقع. أعرف بصعوبة مراقبة هذه المعلومات في تلك المواقع، لكن مثلاً لماذا لا يُمنَع الأطباء من الظهور في تلك المواقع والحاصلون على تراخيص مهنية للعمل في المملكة؟ بعض الأحيان أتابع أطباء يظهرون في قنوات تلفزيونية رسمية أو منصات رسمية تجد لهم صدى إيجابياً عن بعض الأمراض وطريقة علاجها بالأدوية وأسبابها بطريقة مقنعة بعيداً عن الحلول السحرية لكل الأمراض في أطباء التيك توك، أحدهم يبشر بالعلاج بالخلايا الجذعية في مستشفى في إحدى الدول الآسيوية، وهو منتظر في عيادة أحد الأطباء، ويقول إن مدة انتظاره امتدت لساعات بسبب انشغال ذلك الدكتور بالمرضى وعلاجهم بالخلايا الجذعية، ويجري مقابلات مع بعض المرضى الذين أصبحوا يمشون على أقدامهم بعد عجز عن الحركة والشلل، ومثل هذه المقاطع تحمل مشاعر عاطفية وإنسانية تجاه من تحسّنت حالته الصحية بهذا الشكل الواضح، ولكن من خلال لقطات المستشفى ذاته تجد المرضى وهم في حالة تدل على حالة ذلك المستشفى ونظافته، وعلينا أن نقوم بحملات توعوية مستمرة لما يستجد في عالم الأدوية الجديدة، مسألة الخلايا الجذعية يبدو أنها مبشرة لعلاج بعض الأمراض الصعبة، لكن يجب أن تتم في مراكز طبية وبحثية معترف بها دولياً وليس عيادات ومستشفيات منزوية في أزقة مدن مكتظة بالملايين، وهذا لا يعني أن يبحث الإنسان عن علاج لمرضه، لكن الإشكالية في مدى مصداقية تلك المقاطع والأطباء الذين يلبس معظمهم «البلاطو الأبيض» في تلك المواقع.

00:05 | 23-11-2025

رسوم على بعض الطرق السريعة!

لسنوات مضت، كانت وزارة النقل تنفي على لسان مسؤوليها عن نيتها خصخصة بعض الطرق في المملكة من خلال رسوم تدفع عن استخدام هذا الطريق أو ذاك، قبل أيام صرح وزير النقل والخدمات اللوجستية صالح الجاسر بأن الوزارة سوف تبدأ بالخصخصة وسوف تكون البداية في طريق جدة - مكة السريع، وهذه الخطوة يقابلها البعض ويرفضها البعض الآخر، وأعتقد أن التجربة خير برهان، والكثير من الدول الخليجية والأوروبية لديها خطوط برية سريعة وفيها الكثير تديره وتستثمره شركات محلية وعالمية مقابل رسوم هي أقرب إلى الرمزية، ويفترض أن هذه الطرق ذات الرسوم أن تكون في حالة جيدة من حيث جودتها وإنارتها بالكامل، وأن تتوفر فيها محطات ومراكز خدمة على أعلى المستويات، وأن يكون هناك متابعة عليها في حال وجود مشكلة مرورية بالمعنى الصريح، يفترض بهذه النوعية من الطرق أن تكون مريحة جداً ويتوفر بها جميع الخدمات ومرافق سكنية حديثة وليست مرتفعة السعر، هذا في حال نجحت هذه التجربة وعممت على طرق برية رئيسية مثل طريق الرياض-الدمام أو الرياض - القصيم وغير ذلك من الطرق الأخرى، قد نجد الشاحنات وبعض السيارات تفضّل استخدام طرق قديمة أو موازية ولا يعني هذا عدم الاهتمام بهذه الطرق الفرعية، مثل هذا التنوع سوف يخلق حراكاً اقتصادياً كبيراً سواء في الطرق ذات الرسوم الإلزامية أو الطرق الأخرى، حيث سوف تنتعش المدن والقرى التي تمر بها الطرق المجانية، تنويع مصادر الدخل مهم وعنصر أساسي في فلسفة ورؤية المملكة القائمة على الدفع بالقطاع الخاص المحلي والأجنبي في الاستثمار بقطاع النقل بشكل عام وخاصة النقل البري والسكة الحديدية والتي تأخرنا في طرحها في برامج التخصيص، والمملكة تتمتع بمكانة جغرافية مميزة، وتأتي في منطقة تربط قارات العالم ودول آسيا والخليج وصولاً لأوروبا، تخيل خطوط سكك حديدة حديثة تربط المملكة مع دول الخليج مروراً لبلاد الشام، وكلنا نسمع عن الجسر البري من شرق المملكة إلى غربها.

البعض منا لديه حساسية مفرطة تجاه رسوم الطرق بين المدن، وأنا أؤمن أن التخصيص لهذه الطرق مفتاح التغير في جودة الطرق لدينا، ولا يعني هذا أن تكون الرسوم مرتفعة بل مناسبة لجميع الطبقات الاجتماعية مثل ما بين عشرة وعشرين ريالاً للرحلة، ويعتمد على طول المسافة لهذا الطريق، وكلنا يعرف أن التقنية وتطبيقاتها تخدم مثل هذه المشاريع، علينا إيجاد حلول مبتكرة وبأسعار معقولة لتحسين حالة الطرق البرية والتي يعاني البعض منها من رداءة الحال، ففي حال إن استثمرت شركات في بعض الطرق سوف يخلق منافسة قوية بين الشركات المشغلة وقد تكون هذه الرسوم دافعاً للبعض في استخدام أكثر من راكب في العربة في مثل هذه الرحلات، أو استخدام وسائل نقل أخرى مثل السكك الحديدية في حال توفرها. هناك دول غنية جداً تستخدم رسوم الطرق وفي الأنفاق الممتدة تحت البحار، وكل هذه الرسوم تستخدم في تطوير هذه الطرق حتى تكون فيها الرحلة سهلة وآمنة، وقد تكون السرعة فيها مرتفعة في بعض مساراتها.

00:09 | 16-11-2025

بلّغ عن مخالفة بلدية واحصل على مكافأة مالية.. !

وافق مجلس الوزراء الأسبوع الماضي برئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على منح مكافآت مالية تشجيعية لمن يُسهم في الكشف عن مخالفات لائحة الجزاءات البلدية، وفق عدد من الضوابط المنظمة. هذه الموافقة تأتي لنشر ثقافة المشاركة المجتمعية في وطننا حتى يكون المواطن جزءاً مهماً في عملية التنمية والإصلاح والرقابة، في ظل بعض التشوهات البصرية التي تعطي صورة سلبية عن مدننا وتجعل منها أماكن طاردة للحياة، هذا القرار مهم جداً، وأتمنى أن يُعمل به سريعاً، وأن يكون التجاوب مع البلاغات المقدمة بمهنية عالية وسرية تامة، وأن يكون اختيار الأشخاص في هذا البرنامج أو الإدارة لمن لديهم وعي مجتمعي مرتفع، وأن تكون المكافأة المالية هي تشجيعية وليس هدفاً بحد ذاتها، وزير البلديات والإسكان أكد أن هناك برامج محددة ودقيقة لتدريب وتأهيل هؤلاء الأفراد حتى يحصلوا على صفة «راصد معتمد» بعد اجتياز دورة محددة، أتمنى أن يكون للمتقاعدين أولوية في هذا البرنامج أولاً لخبراتهم المتعددة وحرصهم على تحقيق الضوابط البلدية في مدننا والتي نشهد في بعضها تسيباً واضحاً في الالتزام بالأنظمة البلدية، فكم نشهد عمالاً يعملون في الحفر والبناء في أوقات متأخرة في الليل أو في أوقات الإجازات الأسبوعية، وعند التبليغ يكون التجاوب ضعيفاً ومتأخراً.. فهل الآلية الجديدة سوف تؤثر في سرعة اتخاذ القرارات من قبل البلديات هذا ما نتمناه، بعض المخالفات يجب أن تضبط في حينها حتى يغرم المخالف فنجد مثلاً شاحنات تأتي لبعض الأحياء وتفرغ شحناتها من بقايا مواد البناء وتخرج بسرعة، كذلك السلوك الخاطئ في الحدائق العامة الجميلة التي نجد حالتها بعد نهاية الإجازات في حالة يرثى لها من بقايا زوارها، وقد يكون من الصعوبة مخالفة مثل هؤلاء الأشخاص، وقد قرأت مؤخراً أن أمانة مدينة الرياض بدأت بتفعيل مراقبة هذه الحدائق بالكاميرات، ويا ليت أن تكون هذه تنقل صوراً حية ومباشرة للجهات المعنية لمعرفة المخالفين من معلومات محددة عنهم والتقنية الآن متقدمة في هذا المجال، فمدن بالغرب كلندن مغطاة بـ٦٢٧ ألف كاميرا؛ أي بمعدل ٦٧ كاميرا لكل ألف شخص.

إن الرقابة المجتمعية يجب أن تكون قيمة لدينا في المحافظة على مدننا، وما تتعرض له من ممارسات ضارة في شكل ونوعية الحياة ومفهوم جودة الحياة يحتاج مثل هذه المشاركة من الكل حتى لو كانت بدون مقابل، وقرار مجلس الوزراء أطلق عليها تشجيعية أي أنها ليست غاية في حد ذاتها ولكن المواطن الإيجابي المحافظ على شارعه والحي الذي يسكن فيه والمدينة التي يعيش فيها هي مهمة له وكأنها جزء منه بالمعنى الشامل، البعض يتردد في التبليغ عن الممارسات الخاطئة وخاصة في المخالفات البلدية ويعتبرها ليست مسؤوليته، وهذا مفهوم قاصر للمواطنة والمحافظة على المصلحة العامة، هناك جهات كثيرة تحتاج إدخال مثل هذه البرامج، وخاصة ما نشهده من ممارسات من بعض السائقين أو مستخدمي الطرق من رمي مخالفاتهم عند الإشارات في تصرف أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه متخلف، وفيه الكثير من الأنانية والقذارة، وهذا مثال فقط للكثير من السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تعالج عن طريق المشاركة المجتمعية الفعالة، وأتمنى النجاح لهذه المبادرة البلدية وأن يكون التجاوب معها سريعاً.

هناك قضايا أخرى تحتاج لمثل هذا الرصد والتشجيع والمكافأة المالية مثل قضايا الغش التجاري والتستر التجاري والممارسات الخاطئة تجاه بعض العمالة.

00:02 | 9-11-2025

معاناة المرضى في أقسام الطوارئ..

كل مريض يصل إلى قسم الطوارئ - خصوصاً في المستشفيات الحكومية - يفترض أن يتم تقييم حالته الصحية من قبل كوادر طبية مدربة تقدّر خطورة الحالة من عدمها، ومن ثم الإسراع في مباشرتها طبياً، أغلب المرضى والمرافقين معهم يعتقدون أن حالتهم يفترض أن تكون لها الأولوية، وهذا غير دقيق، وفي أغلب أقسام الطوارئ نجد زحاماً وعدم تنظيم، أو بشكل دقيق لا يتم توضيح الوضع لكل حالة، وما سيتخذ حيالها على وجه الدقة، ونجد بعض المرضى - خصوصاً كبار السن - يقضون ساعات، بل بعضهم أياماً في أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية، وأغلب الكوادر الطبية من أطباء وممرضين يحتاجون إلى دورات مكثفة في مسألة الاتصال مع المرضى، فالمريض ومرافقوه لا يعرفون من الطبيب الذي يباشر الحالة، وتجد الكثير من المراجعين - خصوصاً المرافقين - يبحثون عن طبيب الحالة ناهيك إذا تغيرت أوقات عمل هذه الكوادر، فالمريض وأهله لا يعرفون من الطبيب أو الممرض المختص لحالتهم والطريقة، الكل يسأل عن الكل ولا إجابة واضحة للأسف، عليك الانتظار في الغرفة كمريض او مرافق تنتظر طرق الباب ودخول الممرض أو الطبيب، الذي قد يستغرق في بعض الحالات ساعاتٍ طويلةً، المرافق يعيش حالة من القلق على قريبه أو العزيز عليه لمحاولة الاطمئنان على الحالة ومدى خطورتها حتى يطمئن الأهل والأحباب، لكن المعلومة تصعب والتكهنات تكثر، يفترض أن يطلع المريض أو مرافقه على المشكلة بشكل صريح ومباشر وكيفية التعامل معها خطوة بخطوة. حالة على معرفة بها في أحد أقسام الطوارئ في مستشفى حكومي شمال الرياض بعد معاناة طويلة وتحاليل وأشعة وتشخيص دقيق قرروا تنويم المريض في ذلك المستشفى، وتوقع أهل المريض أن الحالة ستتم خلال مدة وجيزة قد تمتد لساعة مثلاً، خصوصاً أنهم أخبروا المريض أنهم فقط ينتظرون اتصالاً من قسم التنويم وجاهزية الغرفة، وتوقعوا أن تكون الفترة معقولة خصوصاً أن العناية بالمريض بعد هذا القرار ضعفت كثيراً، فقط ينتظرون نقله إلى غرفة، واستمر الانتظار ساعاتٍ طويلةً، طلعت الشمس وغربت وهم ينتظرون ذلك القرار، والأطباء الذين عاينوا الحالة يفترض أن يستمروا بمتابعتها، لكن الوضع أصبح أقرب إلى الإهمال. مثل هذه الأوضاع تشوّه مجهودات وزارة الصحة وقطاعاتها المختلفة، خصوصاً أن القطاع الصحي يحظى بدعم كبير من قبيل القيادة والدولة، ويفترض أن التحول الصحي حقق مؤشرات إيجابية في رؤية المملكة. أتفهم الضغط الرهيب على أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية، لكن مثل هذه الحالات تفقد الثقة في هذا القطاع، وأتمنى أن يتم التسريع في تنفيذ برامج التأمين الطبي للمواطنين، خصوصاً الفئات الأقل دخلاً، والدولة لا تدخر جهداً في تحقيق هذا الهدف المهم.

00:30 | 2-11-2025

إلزامية الدفع المسبق في محطات الوقود.. !

بعض محطات الوقود في المملكة بدأت قبل أسابيع في تغيير نظام الدفع في محطاتها قبل التعبئة، وكان النظام والوضع القديم ومنذ عرفنا محطات الوقود هو الدفع بعد التعبئة، وكانت الأمور سلسلة، لكن هذا لا يعني الاستمرار على حال واحدة، فالتغير والتطوير هو هم شركات القطاع الخاص في تقليل الأيدي العاملة في مشاريعها مثل محطات الوقود عن طريق الدفع إلكترونياً أو أتمتة النظام كما في الكثير من دول العالم، وهناك الكثير من الحلول الإلكترونية الجديدة التي تساعد في معالجة القصور في النظام القديم، وأتمني من الشركات العاملة في هذا القطاع التدرج في تغيير هذا الوضع، فالبعض لأسباب خاصة مثلاً لا يملك أدوات دفع إلكترونية ويحمل فقط مالاً نقديّاً، لماذا لا تخصص هذه المحطات بعض المضخات لهذه الحالات؟ خصوصاً في بداية التجربة، ومسألة أن يدفع الزبون جزءاً من المبلغ ويدفع الباقي بعد التعبئة أجدها مربكة جداً ويحتاج العملاء أو بعضهم إلى عمل حسابات وخصم وجمع لمعرفة المبلغ النهائي، لماذا مثلاً لا يتم قبول البطاقات البنكية أو من التطبيقات في الهواتف المحمولة دون تحديد مبلغ محدد قبل التعبئة وبعد ذلك يخصم المبلغ النهائي فالعامل لديه كافة معلومات الدفع من الزبون.

البعض منا لديه مشكلة نفسية عندما يطلب منه الدفع مقدماً في هذه الحالة وكأنه يعطي انطباعات سلبية وعدم ثقة في العميل دون أن تصدر عنه تصرفات تدل أنه قد لا يدفع قيمة الوقود ويهرب من المحطة وقد يعرّض العاملين والزبائن في تلك المراكز للخطر أو أن تتطور الأمور لحالات سيئة، أعتقد أن من حق الشركات ومنها محطات الوقود أن تحافظ على مصالحها، لكن يجب أن يكون هناك تدرج وخيارات في إتمام العملية.

لا شك أن بلادنا تعيش حالة من التقدم في الخدمات الإلكترونية في أغلب المجالات، ويأتي ترتيبها في أعلى القائمة في الحكومات الإلكترونية، والقطاع الخاص لدينا يعمل في هذا التوجه ومنه محطات الوقود التي لها دور مهم جدّاً داخل المدن أو في الطرق المتنوعة بين مدن المملكة، فلا أتخيل مثلاً أن تكون هذه الطريقة في الدفع في محطات على طرق بعيدة والحركة عليها قليلة. أعيد وأكرر أن تكون خيارات الدفع متنوعة، وقد نجدها بعد سنوات كلها عن طريق الدفع مسبقاً دون إشكالات معينة في هذا المجال لبعض المحطات والزبائن أنفسهم، الذين يعتقدون أن مثل هذه الطلبات تعدٍّ على خصوصيتهم وفرض الطريقة التي يدفعون فيها أموالهم مقابل خدمات أو سلع يشترونها. ألاحظ أن بعض الأسواق المركزية المعروفة بدأت تضع آلات دفع ذاتي دون تعامل مع الموظفين في تلك المحلات مع وجود موظفين لا يزالون يعملون بالطريقة التقليدية المعروفة، وهذه طريقة جيدة في تغير سلوك إنساني له قواعد متعارف عليها منذ عقود التحولات، هذه الحالات تحتاج إلى طرق ذكية لا تفسد مفاهيم الولاء لهذه الشركة أو تلك.

00:03 | 26-10-2025

إنجازات وطنية من نوبل لكأس العالم..

تعيش بلادنا نهضة واسعة في مختلف المجالات، وتأتي برامج الرؤية المتنوعة دليلاً أساسيّاً لتحقيق مخرجات لتلك البرامج، التي تهدف إلى خلق مجتمع ودولة قوية ومزدهرة ومنافسة في المجالات كافة، ليس على مستوى الإقليم، بل منافسة عالمية من خلال برامج نوعية تعطي أهمية استقطاب الكفاءات العلمية وتجنيسها في برامج محددة شهدنا تنوع من حصلوا على هذا الاستحقاق الوطني في مجالات علمية متنوعة، وإضافةً إلى كفاءات في مجالات إنسانية مختلفة، مما يثلج الصدر فوز أحد هؤلاء المكرمين في هذا البرنامج وحصوله على الجنسية السعودية في عام 2021 البروفيسور السعودي عمر ياغي؛ نظير تميزه في مجال عمله ودراسته في الكيمياء وعمله مستشاراً في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض، وقبل ذلك حصوله على جائزة الملك فيصل العالمية في الكيماء عام 2015، وحصوله على جائزة الأمير سلطان للمياه عام 2018، وتوّج مسيرته بالفوز بجائزة نوبل للكيمياء مع عالمين آخرين.
برنامج استقطاب الكفاءات العلمية وما حققه في فترة قصيرة، يعطي دلالة على عمق هذا البرنامج وما سيحققه في الأعوام المقبلة إن شاء لله، ووجود فائز بجائزة نوبل من بلادنا سيعطي زخماً كبيراً للتطور العلمي خصوصاً لدى الشباب في السعودية وفي العالم العربي أيضاً، كما ذكر ذلك الدكتور ياغي في مقابلة مع قناة العربية بعد الفوز بجائزة نوبل العالمية، إذ أكد فيها على أن الدعم من القيادة السعودية موجود ومتوفر، وأن البنية العلمية من معامل وتجهيزات متوفرة في الجامعات والمراكز البحثية في المملكة، فقط على الشباب السعودي أخذ المبادرة والانخراط في مجال الأبحاث العلمية لما سيفيد بلادنا والعالم أجمع، أتمنى أن نشاهد برامج وكراسي بحثية في المجالات العلمية تحت إشراف البروفيسور ياغي، وأن يتم ترتيب محاضرات له في الجامعات السعودية وحتى في المدارس العامة لدينا، إذ ذكر هو أن الشغف بالكيماء بدأ لديه وهو في عمر العاشرة. ومن المعلومات المهمة التي ذكرها في مقابلته مع قناة العربية هو النجاح الذي حققه في مجال إنتاج المياه من الهواء، وأن هذا ليس خيالاً علميّاً، بل إنه واقع في مراكز بحثية تقوم به في ولاية كالفورنيا الأمريكية.
***
الرياضة السعودية عموماً وكرة القدم خصوصاً تحظى بدعمٍ غير محدودٍ من القيادة السعودية بشكل قد يكون الأكبر في تاريخها، فنحن نشهد حراكاً رياضيّاً مستمراً ومتنوعاً في جميع الألعاب، ونحن مقبلون على استحقاقات رياضية دولية ستستضيفها بلادنا في المستقبل القريب في مقدمتها كأس العالم لكرة القدم.
قبل أيام تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم، التي ستقام في العام القادم في أمريكا الشمالية في تظاهرة رياضية عالمية، والمنتخب السعودي يصل إلى هذه البطولة للمرة السابعة، وهذا كله بدعم قيادتنا الحكيمة خصوصاً من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأتمنى من وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتجاوزا ببرامجنا الرياضية -ومنها المشاركة بكأس العالم- تسجيل الحضور إلى المنافسة بقوة في مباريات هذه البطولة، ونتذكر فوزنا على الأرجنتين في النسخة الماضية للبطولة التي أقيمت في قطر. هذه الإنجازات العلمية والرياضية وغيرهما ستكون وسائل مهمة في تقديم صورة بلادنا الحقيقة والرائعة للعالم أجمع.
00:21 | 19-10-2025

«تعفّن الدماغ» والمقاطع التافهة

بداية يرمز مصطلح «تعفن الدماغ» إلى مصطلح مجازي حديث من قبل دار نشر جامعة أكسفورد البريطانية للدلالة على تدهور الحالة الذهنية للفرد نتيجة للإفراط في استهلاك المحتوى التافهة في الإنترنت. قد يرى البعض أن الانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي لساعات وفترات طويلة هو متعة كبيرة لا يضاهي شيئاً آخر حتى الآن في عالم اليوم، لا شك أن التصفح لمواقع التواصل قد يجلب السعادة الآنية والشعور بالراحة والإنتاجية ومن يشاهد مجموعات (الواتساب) يعرف ماذا أتحدث عنه، فالكل يشارك في مواد مختلفة، وهناك حالة من التسابق والتشاحن في تلك المجموعات، أما موقع (التيك توك) فهو نجم المرحلة لكل الفئات العمرية، فالفرد الآن قد يسافر وحده دون خشية من عزلة أو وحدة ما دام هاتفه الخاص معه وعنده اتصال بالإنترنت على مثل هذه المواقع التي قد تعطيك إحساساً بأنك تعرف كل الأخبار والمعلومات وكل ما يجري ليس في مدينتك أو بلدك، بل في كل مكان في العالم، هذه المواقع خلقت نجوماً ومشاهير لها في كل ثقافة وبلد، ويغلب عليهم السذاجة والسطحية، لكن تجد المتابعين بالملايين، ورغم التشريعات والقوانين إلا أن ضبط ما يطرح في هذه الحسابات صعب ومستحيل، ورغم اعترافنا بسذاجة هؤلاء المشاهير إلا أننا نجد أنفسنا نتابعهم ساعاتٍ طويلةً، وفي النهاية تفكر ماذا خلصت من هذه المتابعة، تجدها صفرية وقد يكون لها تأثيرات سلبية على طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الظروف المحيطة بنا على أرض الواقع. إن الاعتقاد بأن حالة «تعفن الدماغ» ممكن الشفاء منها عن طريق تقليص ساعات استخدام الإنترنت خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي وذلك من خلال خلق عادات جديدة وممارسة الرياضة أو هوايات جماعية مثل الرسم أو الموسيقي قد يكون صحيحاً في بعض الأحيان، وعندما تكون هناك ظروف مناسبة لأن هذه الممارسة الإدمانية الهروبية قد تكون هي السبيل الوحيد للترفيه الذاتي بعيداً عن الرقابة المجتمعية، نشاهد الآن أشخاصاً مختلفين في الأماكن العامة يتصرفون بطرق غريبة نتيجة انخراطهم في تصفح مواد في تلك المواقع تحلق بهم بعيداً عن أرض الواقع وتعطيهم الإحساس بأنه يمكنهم أن يحلوا مشكلات العالم بتعليقاتهم على مواد ومقالات في شبكة الإنترنت، فهم يتوعدون ويحرمون ويحللون كل ما لا يتفق مع قناعاتهم وتجد الكثير يتبعهم في هذا السلوك، مثل موقع اليوتيوب الذي أعتقد أنه من أفضل منتجات الثورة المعلوماتية، تجد مواد مفيدة وجادة في أغلب التخصصات، لكن لاحظت أن البعض يستفيدون من محاضرات متنوعة، لكن لا يعجبهم وجود موسيقي مصاحبة لتلك البرامج المفيدة، فهمهم الأول هو وجود موسيقي وترديد أنها محرمة في تعليقاتهم حتى تكون الموسيقي هي القضية بعيداً عن أصل القضية الأساسية. ختاماً من المشهد الواقعي أمامنا نجد الكوارث للبعض منا من يفتح الميكرفون ويصور بين السماء والأرض ويتحدث دون تدقيق وتفكير رزين ويجني على نفسه ومصالحه، فالجمهور الافتراضي لا يرحم وقد يفسر ما يشاهده أو يسمعه بعيداً عن المقصود فعلاً، وهذا طبيعة جماهير هذه الوسائل الاجتماعية والشواهد كثيرة، قد تحمل لنا العقود القريبة القادمة وجود عيادات طبية تعالج «تعفن أدمغة» البعض منا في ظل هذه السلوكيات الخاطئة التي نتعامل معها مع وسائل التواصل الاجتماعي.
00:01 | 12-10-2025

نظام «حضوري» بين التعطّل والتعطيل

التعليم وتطوره ووجود نظام تعليمي مريح مبني على أساس الثقة، وخاصة في المعلمين والمعلمات، هو من أهم أسباب التطور في المجتمعات مع عوامل مهمة أخرى يأتي في مقدمتها مناهج عصرية تلبي احتياجات المجتمع في أغلب التخصصات. ويجد خريجو التعليم الفرص المناسبة للعمل في القطاع العام، والأهم برأيي هو إيجاد كوادر وطنية مؤهلة للعمل في القطاع الخاص، حيث تتجه أغلب حكومات العالم أن تكون في مقام الإشراف والرقابة والتشريع، يأتي المعلم في هذه الحالة كعنصر أساسي بشري مهم في العملية التعليمية، وكم تحدثنا في عقود ماضية عن اختطاف التعليم من بعض المعلمين والمشرفين على المناهج، حيث كانت لهم أجندات خاصة لتنظيمات دينية لا تعترف بالدولة الوطنية كما تيار الإخوان المسلمين.

من الأهم إعطاء الثقة في المعلم بالعملية التعليمية بعيداً عن بعض الأنظمة التي تهتم فقط بحضور الموظف مادياً؛ أي بجسده وبقائه في عمله الساعات المطلوبة ومن ثم التبصيم في الخروج، لا يهم إن كان ذلك الموظف أدى عمله وما هي إنتاجيته، وقد يكون الضرر لبعض هؤلاء الموظفين محدوداً ولو أن وجوده والتساهل معه كارثي ويصل إلى حد الفساد الإداري، ولكن مثل دور المعلم أكبر في اعتقادي أن يبصم في الدخول والخروج في ساعات محددة، وأن يهدر وقته وهو ينتظر ساعة الخروج إذا لم يكن عنده حصص، فالأساس باعتقادي هو الثقة في المعلمين والمعلمات وكلنا يتذكر في مراحلنا الدراسية أن الغالبية من معلمينا كانوا أكثر حرصاً منا على الوقت في أيام دراستنا وأنا على ثقة بأن الحال ما زال كما هو، وعلينا ألّا نفقد الثقة بهم ونحسسهم بأنهم مراقبون ويأتون في ساعة محددة وينصرفون في وقت محدد. المجتمعات تأتمن المعلمين في تشكيل عقول أبنائها عماد قوتها، فكيف نلتفت إلى قضايا تفقد ثقتنا فيهم، والحقيقة أن البيئة المدرسية المثالية هي أحد نجاح مخرجات التعليم للطلاب، فكيف يمكن تحقيق ذلك في بيئة مدرسية ضاغطة على المعلمين وهم ينتظرون ساعة محددة للخروج من مدارسهم والبعض منهم له ساعات لا يوجد عنده حصص يقوم بها، إذا كان لا بد من الاستمرار في هذا النظام فلماذا لا يستفاد من الأوقات المهدرة بالانتظار للمدرسين للخروج من المدارس بزيارات ميدانية لمتاحف أو أماكن تراثية أو معالم في المدينة مع بعض طلابهم أو أن يكون هناك أوقات حرة يقدم فيها بعض المعلمين محاضرات أو مشاركات ثقافية وفنية للطلاب وتكون اختيارية كورش للرسم والموسيقى والفلسفة مثلاً.

أساتذة الجامعات بالعالم كله يكون لهم الحرية المطلقة في الحضور والغياب وطريقة تدريس المنهج؛ أي أن الثقة في الأستاذ الجامعي هي الأساس بدون رقابة أو تعقيدات. وأتذكر أن هناك دكتوراً درست عنده جغرافيا سياسية، وهي مقرر إجباري على طلبة قسم الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز، وكان ذلك الدكتور هو حسين بندقجي، متمكناً من مادته، ولديه طريقة شيقة في شرح المادة، ولا يستعين بكتاب أو مذكرات كلها من رأسه، وما يميزه وله علاقة بهذا الموضوع أنه من الأساتذة القلائل الذين لا يسجل حضور أو غياب طلابه، ورغم ذلك تجد مدرج مادته ممتلئاً عن آخره، بل إن هناك طلاباً يحضرون له وهم غير مسجلين في المادة. علينا أن نحبب المعلمين والأساتذة في مهنتهم بعيداً عن تعقيدات أنظمة البصمة أو غيرها من الوسائل الأخرى لتثبت لنا حضور المعلم ولكن لا نعرف مقدار تمكنه واستعداده في تدريس مادته وهذا هو الأهم في التعليم.
23:44 | 4-10-2025

الجوال والحوادث المرورية !

كشفت الإدارة العامة للمرور قبل أسابيع في العاصمة الرياض، أن الأسباب الرئيسية للحوادث المرورية فيها تعود لأسباب استخدام الجوال من قِبل السائقين، ومن الأسباب الأخرى الانحراف المفاجئ في الطريق العام، والسبب الثالث هو عدم ترك مسافة كافية بين السيارة والمركبة التي أمامها. وقد أظهرت إدارات المرور في العاصمة المقدسة مكة المكرمة ومحافظة جدة ومحافظة الطائف الأسباب الرئيسية نفسها للحوادث المرورية في تلك المدن والمناطق، وقد تكون الحالة مماثلة في أغلب مناطق المملكة، وأعتقد أن استخدام الجوال أثناء القيادة قد انتهى بصفته سلوكاً خاطئاً من قبل السائقين، خصوصاً أن هناك رقابة مشدّدة على ذلك من خلال الكاميرات المنتشرة بكثرة بطرقنا سواء داخل المدن أو خارجها، التي يفترض أن تراقب وترصد بشدة من يخالف ذلك، كذلك جهود المرور السري يفترض أن يراقب المخالفين على الطرق خصوصاً من يقومون بانحرافات مفاجئة بالطريق، قد تربك السيارات الأخرى وتقع بينها حوادث خطيرة، وفي أغلب الأحيان من تسبب بالحادثة قد ينجو منها لانتباهه العالي عكس الآخرين الذين تربكهم أية حركة مفاجئة، وكثير من الحوادث، خصوصاً في الطرق المزدحمة، لا يمكن التحكم في مركباتهم في حال وجود انحرافات مفاجئة وسريعة من الآخرين خصوصاً إذا كانت المسافات بين العربات شبه معدومة. أتمنى أن تكون هناك رقابة صارمة تصل إلى حد سحب رخصة القيادة لفترات معينة في حال ثبوت أن سبب حادثة مرورية معينة هو استخدام الجوال او الانحراف المفاجئ، أما عدم وجود مسافة كافية فقد نفهم أسباب عدم القدرة على التحكم في ذلك بسبب الزحام الشديد والكثافة المرورية العالية في بعض الشوارع في مدننا، لكن الذي يجب ألا يُتسامح فيه هو الانحرافات المفاجئة والتنقل السريع بين المسارات حتى لا يبقى في مكانه المكتظ بالسيارات، فنجد الغالبية تتجه إلى مناطق المخارج والمداخل خصوصاً في المدن الكبيرة مثل الرياض، فمن يلتزم بالنظام ويبقى في مساره هو من يبقى لفترات أطول عكس المخالفين الذين يتسابقون للوصول إلى المخارج والمداخل في أنانية واضحة وسلوك يسبب الفوضى ويحرق الأعصاب ويظهر المدينة بشكل فوضوي، وأتمنى أن تكون هناك أتمتة تامة في أغلب شوارعنا لهذه النقاط المرورية، وكلنا أمل في وزارة الداخلية ممثلةً بالإدارة العامة للمرور للإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحدِّ من هذه التصرفات الأنانية والمعرقلة لمصالح الآخرين.

الأنظمة المرورية لدينا في تحديث وتطوير دائم، وهي تنحو نحو الشدة والحزم، وهذا يحتاج أن يعمل به وبسرعة، خصوصاً أننا نقرأ أن المرور يعرف ويحدد الأسباب الرئيسية للحوادث المرورية من استخدام جوال أثناء القيادة وعدم ترك مسافة كافية بين السيارات والانحراف المفاجئ خلال القيادة وغير ذلك من السلوكيات الخطرة أثناء القيادة.

هناك انخفاض واضح بالوفيات جراء الحوادث المرورية وصل إلى أكثر من 50%حيث كانت نسبة الوفيات جراء تلك الحوادث تصل إلى 28 حالة وفاة لكل 100 ألف في عام 2016، وصلت الآن إلى نسبة 13 حالة للعدد نفسه، وهذا انخفاض كبير نتمنى أن يستمر في النزول وصولاً إلى أرقام صفرية، وهذه التغيرات في الأرقام أتت نتيجة جهود كبيرة في استخدام التقنية وتحليل المعلومات والصرامة في تطبيق الأنظمة خصوصاً على من يهددون السلامة المرورية في إجراءات قد تصل إلى الإبعاد خارج البلاد في حال تمت جميع عمليات التحقيق والتقاضي وقد حدد النظام الحالات الموجبة لذلك.
00:03 | 28-09-2025