-A +A
ريهام زامكه
هذا المقال برعاية المثل الذي يقول:

(عمية تحسّس لمجنونة وتقول لها: وي يا أختي


حواجبك سودا ومقرونة) !

التقيت الأسبوع الماضي بصديقة لم أرها من أيام (ما كنّا صغار ولسه في ذمة الأقدار) لكني لم أعرفها في البداية عندما اقتربت مني لتُسلم عليّ، فقد تغير مظهرها كثيراً من فتاة جميلة ورقيقة إلى (بويه) مسترجلة تصرفاتها وملبسها وكلماتها وحركات جسدها جميعها كالرجّال وشعرها بالكاد يصل إلى (شحمة أذنها)!

هللت ورحبت بي ثم أخذتني بالأحضان وقبلتني ذات اليمين وذات الشمال وقالت لي: أنا فُلانة، عرفتيني؟ فقلت لها: نعم عرفتك لكن من اسمك، أما شكلك لا والله لأنه جديد عليّ.

ولا أخفيكم (لقافتي) كادت أن تجعلني اسألها ما الذي حل بكِ؟ ولماذا أصبحتِ هكذا تتصرفين وتتشبهين بالرجال وأنتِ أنثى جميلة لكن أخلاقي منعتني من باب أن كل شخص حُر في نفسه فلزمت الصمت وقررت أن (أنطم).

لا شك أن تلك الظاهرة متفشية جداً في المجتمعات، فنرى شاباً مذكراً ناعماً (مايعاً) لا يمت للرجولة بصلة؛ لأنه (كالبسكوتة) تخاف أن ينكسر في مشيته وتصرفاته ولباسه وكلامه، وفي المقابل نرى أنثى (أرجل منه) متشبهة بالرجال ومسترجلة في مظهرها وقصة شعرها وملبسها!

قد وردت في اللغة العربية ألفاظ وعبارات كثيرة استخدمت في التعبير عن الشذوذ الجنسي، منها: اللواط، المساحقة، اتيان البهائم، جماع الأموات. وغير ذلك من الألفاظ التي تعبّر عن فعل واحد من أفعال الشذوذ، أما استخدام عبارة الشذوذ الجنسي فهي للدلالة على هذه الأفعال مجتمعة.

فما الذي يحدث؟! ولماذا يتخلى كل جنس عن جنسه ويشذ ويتشبه بالآخر يا ترى؟ هل هي من التربية أو ظروف الحياة التي عاشها الشخص أو هناك اختلال في عقل أو هرمونات الشاذ؟!

في الواقع الشواذ من الجنسين؛ أشكالهم (مقززه)، فعندما نرى شاباً يلبس (المحزق والملزق) ويتميّع في حديثه كالبنات، وينتف حواجبه ويحلق شنبه، وبعضهم قد يصل به الحال إلى التنافس مع الفتيات في حقن البوتكس والفيلر و(التنفيخ) لكل جزء قابل للنفخ في جسده، من الطبيعي أن نشعر (بالغثيان)!

وكذلك إن رأينا فتاة مسترجلة ترتدي قميصاً رجالياً وتضع عطراً رجالياً وقصة شعرها مثلهم، وتجلس كما يجلسون، وتتصرف بخشونة وجلافة كما يتصرفون فـ أيضاً من الطبيعي أن نشعر (بالقرف)!

كنت قد شاهدت في أحد البرامج قصة فتاة عربية أعلنت عبر السوشال ميديا أنها قد تزوجت من صديقتها التي تحبها، والمصيبة الأعظم أنها بموافقة الأهل!

وعلقت قائلة: «أخيراً، وبعد عدة محاولات لإقناع الأهل والناس تزوجت من صديقتي ووفقنا راسين في الحلال وسوف نجتمع في بيت واحد».

وحقيقةً لا أملك إلا أن أقول لها: يا فرحة أهلك فيكِ!

وحتى لا أسترسل أكثر في هذه الظاهرة المقرفة؛ أرجو من (الإخوة) الإناث و(الأخوات) الذكور الذين شذوّا عن خلقتهم وفطرتهم السليمة وتخنثوا أو استرجلوا أن يعودوا إلى صوابهم وجنسهم الحقيقي.

فإذا خلقت ذكراً فكن رجلاً (ملو هدومك)، وإن خلقتِ امرأة فكوني أنثى (جميلة ورقيقة)، لأن لعبكم (بالإعدادات) صدقوني غير صحيح ويُسبب أعطالاً في أجهزتكم وأدمغتكم!

وقبل أن أختم؛ على طاري (البوية) التي قابلتها قبل عدة أيام من (قرادة حظي) رأيتها أيضاً في أحد المولات صدفة، وأول ما رأتني أقبلت عليّ فقلت لها: هلا يابو الشباب!

لكن على ما يبدو إنها قد زعلت ولا أدري لماذا! ربما قد أكون جرحت مشاعرها الأنثوية المدفونة (يااااي).