-A +A
حمود أبو طالب
مع اقتراب ذكرى اليوم الوطني يمكننا تأمل كثير مما حدث في الوطن خلال مرحلته الجديدة التي لم يمر منها سوى سنوات قليلة جداً بمقياس مراحل الأوطان، لكنها كانت زاخرة بالإنجازات الكبرى التي لم تكن تخطر ببال أحد خلال المرحلة السابقة. لقد بدأت مرحلتنا الراهنة بعمليات جراحية عميقة وجريئة لاستئصال طبقات الترهل وجيوب الصديد والخلايا المتآكلة، وفتح الشرايين المسدودة وتنشيط الدورة الدموية في كل مفاصل الوطن ومرافقه وأجهزته، وتمت إعادة تأهيل كل شيء ليصبح الوطن حيوياً متجدداً ناهضاً وقادراً على المنافسة بجدارة مع بقية الكبار في العالم.

منجزات نوعية كثيرة على المستوى العالمي تحققت لدينا، وأصبحت المملكة محور حراك علمي واقتصادي وثقافي يستقطب المتخصصين والمهتمين من كل جهات العالم، ونشط دورها السياسي بفعالية وتأثير غير مسبوق. لقد تم ضبط إيقاع كل شيء بشكل احترافي ماهر كي تمضي المسيرة دون نشاز.


يصعب كثيراً إيجاز كل ما تحقق في عجالة كهذه، ولكن بما أننا نقترب من احتفالية يوم الوطن فإن أهم وأغلى ما تم إنجازه هو استعادة معنى الوطن وقيمته وإعلاء شأنه، بعد عقود طويلة من محاولات تمييعه وتذويبه وتهميشه من أجل إسقاطه في النهاية كما كان حلم ووهم الخبثاء من داخله بدعم أعوانهم من خارجه.

إن الصحوة الحقيقية هي استعادة الوطن وإنقاذه من مخطط مدمر كان يسير بشكل علني لزمن طويل.

كان زعماء مافيا اختطاف الوطن وإلغائه يصولون ويجولون على صهوات خطاباتهم السامة بثقة متناهية أن هدفهم النهائي سوف يتحقق، لكن الله بحكمته سخّر لنا من أتى ليضع حداً فاصلاً لكل ذلك العبث، فأشرقت شمس الوطن من جديد.