-A +A
خالد السليمان
صعقت عندما قرأت تغريدة لرئيس أحد الأندية يصف فيها بعض منتقديه من جمهور ناديه بالفئة الضالة، ورغم أن لا شيء يفاجئني في الوسط الرياضي، إلا أن لمصطلح الفئة الضالة في مفهومنا المحلي دلالات معينة ولم يكن لائقاً استخدامها !

أسهل مخرج لهروب رؤساء الأندية من الفشل هو مخرج مهاجمة الجماهير، وقد فعلها قبله رؤساء كثر، فهناك من طالب الجماهير بأن يشجعوا وهم «ساكتين»، وهناك من وصفهم بالمندسين عندما رفعوا في وجهه الكرت الأحمر وكأن مدرجاً كاملاً اندس في الملعب في غفلة من الواقع، لكنني لا أعرف رئيساً واحداً خاصم جمهور ناديه وكسب، فالرؤساء راحلون والجمهور باقٍ !


في حالة الرئيس الأخير، كان الجمهور العريض ينتظر منه تكفيراً عن الأخطاء التي ارتكبتها إدارته وأدت إلى وقوع النادي في حفرة عميقة من المخالفات القانونية التي أدت إلى جملة من العقوبات القاسية كان في غنى عنها، وستؤثر سلباً على فرص منافسته في المستقبل، ناهيك عن الاعتذار عن خسارة بطولة كانت في متناول اليد وبدأ النادي بالفعل يتلقى التهاني عليها قبل أسابيع عديدة من نهايتها !

الجمهور هو سور النادي ومصدر قوته، واستخدام لغة خشنة في مخاطبته خطأ كبير يقع فيه الإداري ويعطي مؤشراً على حالة الارتباك واختلال الوزن وتملك التوتر والعصبية الناتجة عن ضغوط الأخطاء !

باختصار.. الجمهور هم سور النادي العالي، فلا تجعله قصيراً لتقفز عليه هرباً من مسؤوليات أخطائك !