-A +A
سلطان الزايدي
لم يعد التأهّل لنهائيات كأس العالم أمرًا صعبًا على منتخبنا؛ وذلك لما تملكه الكرة السعودية من إمكانياتٍ كبيرةٍ تساعدها على التفوق على كل منتخبات القارّة، ومَن يتابع سيناريوهات التأهّل في هذه المرة والمرات السابقة، يجد أنّ المنتخب السعودي يتفوّق من بداية التصفيات حتى نهايتها، حتى المرات التي كان يخرج فيها، كان خروجه بصعوبةٍ وبسبب ظروفٍ معينة، ساعدت وبشكلٍ مباشرٍ على عدم تأهله، لكن في المجمل المنتخب السعودي هو المرشح الأول للفوز بأيّ بطولةٍ على مستوى القارّة، وهو من المنتخبات التي يتوقّع تأهلها لنهائيات كأس العالم قبل أن تبدأ التصفيات.

اليوم نحن نعيش فرحة وطن، وأبطالنا سيكون لهم حضورٌ قويٌّ في قطر، حيث النهائيات الأهم على مستوى كرة القدم "إن شاء الله"، ومن هذه اللحظة بدأ العمل من أجل المشاركة بشكلٍ إيجابيٍّ في النهائيات، وتحقيق مكاسب جيدةٍ تليق بحجم الكرة السعودية وقوتها، ومدى الاهتمام الذي تحظى به من حكومة خادم الحرمين الشريفين.


نحن اليوم أمام تحدٍّ يختلف عن كلّ التحديات السابقة، إنها مرحلةٌ يجب أن نتجاوزها ونفكر فيها بعمقٍ أكثر من جميع النواحي، فكرة القدم اليوم هي عنوانٌ حقيقيٌّ لمدى نمو الدول وتطورها، كما أنها مصدرٌ مهمٌّ من مصادر المعرفة والانتشار حول العالم، ولن يبقى منتخبنا ضمن منتخبات الظلّ، التي تكتفي بالمشاركة ثم تخرج مبكرًا؛ لذلك من المهم أن يسعى كلّ المسؤولين عن إعداد المنتخب لخوض النهائيات على وضع خطة عملٍ واضحةٍ مدروسةٍ بعناية، تعتمد في مضمونها على قراءة واقع البطولة ودراسة كلّ السبل التي تضمن لمنتخبنا تخطّي المراحل الأولية في البطولة.

في عام 1994م وصلنا إلى مرحلةٍ مناسبةٍ وفق تفاصيل معينةٍ مرتبطةٍ بواقع المرحلة في تلك الفترة، اليوم نحن أمام عملٍ مختلفٍ وتطوّرٍ كبير، حدث للعبة كرة القدم على الصعيد الفني؛ لذلك نحن مطالبون بالاستعداد الأمثل لخوض النهائيات، والظهور بالمظهر المشرّف المقرون بحالة التقدم في البطولة؛ لأنّ الظروف اختلفت والإمكانيات تغيرت بشكلٍ كبير، حتى طبيعة الاهتمام أصبحت واضحةً للجميع، وسيكون إنجازًا عظيمًا حين يتخطّى منتخبنا دور المجموعات، ومن ثم دور الستة عشر إلى دور الثمانية، بهذا فقط يمكن أن نقول: إنها مشاركةٌ مشرّفة، فالعمل الجادّ المبني على تفاصيل واضحةٍ يتطور من فترةٍ لأخرى، ومع الوقت ستكون النتائج عنوانًا جيدًا ومهمًّا لهذا العمل.

وفي النهاية، أتمنى أن تكون نهائيات كأس العالم القادمة في قطر من العلامات المضيئة في تاريخ الكرة السعودية، وأن تكون أولى خطوات المنافسة الحقيقية لحجز مقعدٍ يليق بالكرة السعودية بين منتخبات العالم، من هنا تحديدًا يجب أن تبدأ مسيرة الإنجاز والتطور والارتقاء بكرتنا لمصافّ الدول الكبيرة في لعبة كرة القدم، إذ لا ينقصنا الاحتكاك بالكبار بعد أن أصبح دورينا يزخر بالكثير من النجوم العالميين، الذين تركوا بصماتهم الفنية في الكرة السعودية، وأصبح اللاعب السعودي قادرًا على مواجهة أهم نجوم العالم دون توترٍ أو خوف.

- شكراً لنجوم المنتخب السعودي، ألف مبروك يا وطن.

ودمتم بخير،،،