-A +A
رامي الخليفة العلي
تمر في هذه الأيام المباركة الذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتلك مناسبة للوقوف على ما وصلت إليه المملكة في هذه السنوات وحجم الإنجاز الذي حققته. وقد قدر الله لي أن أزور المملكة في العام 2019، ولعل الملاحظة الشاخصة أمامك هو الشعور بأن هناك خلايا نحل في كل المجالات وشعورا يبدأ من المسؤولين وينتهي إلى أصغر العاملين بأن هناك مرحلة جديدة تدخلها المملكة. من الصعب في هذه العجالة المرور على كل مناحي الحياة التي شهدت تطورا، ولكن لعلنا نستطيع الإشارة إلى الخطوط العامة للرؤية التي انتهجتها المملكة. فقد قاد ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة 2030 والتي أصبحت منهجا في كل قطاعات الاقتصاد، ابتداء من الاقتصاد الرقمي وصولا إلى مبادرة السعودية الخضراء والعمل بينهما على بناء البنية التحتية والاستفادة من إنجازات العقود السابقة والمراهنة على الطاقات البشرية التي تتمتع بها المملكة، وفي كل ذلك خطت المملكة خطوات واسعة وقفزات نوعية في الانتقال من الاقتصاد الريعي المعتمد كليا على النفط إلى اقتصاد التنمية، الذي يشكل فيه قطاع الطاقة جزءا يسيرا، بينما التركيز على قطاعات مختلفة. بل حتى في قطاع الطاقة هناك إنجازات كبيرة والمملكة تخطو خطوات واسعة باتجاه أن تكون رائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، والمملكة ستبني معملا بقيمة 500 مليون دولار، وهذا من أكبر الاستثمارات في هذا المجال. على صعيد السياسة الخارجية فإن المملكة وأمام الهجمة التي تعرضت لها المنطقة من قبل قوى إقليمية تريد الهيمنة والسيطرة عليها، وجدت نفسها رأس حربة في الدفاع عن الأمن القومي لمنطقة الخليج العربي والعالم العربي برمته. لقد امتلكت بعض القوى الإقليمية فائضا من القوة المليشياوية وخطابا دوغمائيا، فاعتقدت أن بإمكانها السيطرة، ولكنها وجدت أمامها المملكة التي تمثل قلب العالم الإسلامي ورافعته الحضارية، المملكة لديها فائض من القوة ولكن قوة ناعمة تعتمد على التأثير الروحي والفكري. عندما تدخلت تلك القوى الإقليمية في دول مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن أنتجت انقسامات أيديولوجية وطائفية، مما وضع تلك البلدان على حافة الحروب الأهلية. أما المملكة فهي تدعو إلى سيادة الدول واستقرارها، وتريد النماء والازدهار للمملكة ودول المنطقة برمتها كما عبر عن ذلك الأمير محمد بن سلمان. أمام هذا التباين فقد شهدت المملكة خلال السنوات الماضية حربا سياسية وإعلامية شرسة، ولكن كل المؤامرات والتخرصات لم تزد المملكة إلا علوا وسؤددا وفخارا، بفضل التلاحم بين القيادة وهذا الشعب العظيم. ذهبت الأصوات الناعقة أدراج الرياح وبقيت المملكة ثابتة في نمائها ومشروعها وعزها.

ندعو الله عز وجل أن يديم على المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا الأمن والأمان والازدهار وأن تنتقل من نجاح إلى نجاح كما هو حاصل حاليا، إنه على كل شيء قدير.