-A +A
حمود أبوطالب
منذ عشرين عاما ومع كل 11 سبتمبر تتوالد الحكايات وتتكاثر التحليلات وتتزايد الادعاءات، وكأن هذا اليوم كائن أسطوري يتضخم مع الوقت وتنمو له أطراف وزوائد في كل أنحاء جسده تكاد تطمس ملامحه، لكن الصورة الأصلية والملامح الحقيقية والخارطة الجينية ومكونات الـDNA الخاصة به موجودة في مكان ما، ولا بد أن تظهر في وقت ما تبعاً لصيرورة الزمن وحتمية التأريخ، فلا سر يبقى سراً مهما طال الزمن ومهما أحيط بالكتمان الشديد.

ومن الطبيعي أن المختبر الذي تم فيه ابتكار وتوليد هذا الغول لا بد أن يتنصل من مسؤوليته ويبتكر له كل مرة رواية يلصقها بجهة ما، هكذا هي المختبرات التي تنتج الكوارث، وعلى سبيل المثال: هل عرف العالم إلى الآن بتأكيد قاطع كيف تم توليد فايروس كورونا؟ وهل اعترفت الصين بتفاصيل بزوغ هذا الوحش المدمر أو حتى بمسؤوليتها عنه؟. سوف يستمر لغزاً كغيره من الألغاز، لغزاً للعالم ولكن ليس للكبار الذين يضعون الخلطات السرية القاتلة للبشرية وهم يتبادلون الأنخاب.


ورغم ذلك فإن أقصى درجات العبث عندما نرى هذا الإصرار العجيب على محاولة الزج بالمملكة في هذه الحادثة بشكل أو بآخر ومن مرة لأخرى، رغم أنها انبرت بشجاعة وثقة منذ وقت الحادثة، حينما شعرت بمؤامرة لتلويث سمعتها بعلاقتها بالحادثة، لطلب الكشف عن أي دليل يثبت هذا الادعاء، لكن شيئاً لم يثبت أبداً منذ ذلك الوقت. وهذا العام ليس مختلفاً عن مرات سابقة لكنه يأتي والجهة التي تحاول بعث هذه التهمة الكاذبة في قمة تخبطها وارتباكها داخلياً وخارجياً، وتريد صرف أنظار الداخل المتذمر من سياساتها بفتح ملف تظن أنه مثير، رغم أنه أصبح باهتاً وسخيفاً وممجوجاً. ولا أدل على ذلك مما صرح به مؤخراً رئيس لجنة الحادي عشر من سبتمبر من تبرئة المملكة من تلك الأحداث الإجرامية، ونشرته صحيفة الجارديان.

العالم يعرف جيداً كم عانت المملكة من الإرهاب وكيف عملت وتعمل بكل جهودها لمكافحته في كل مكان. وبودنا لو يعرف الذين ما زالوا يروجون وجود علاقة لها بأحداث 11 سبتمبر أنها أصبحت حكاية مملة وسخيفة، لا أحد يستسيغها أو يرغب في سماعها.