-A +A
حسين شبكشي
سعدت كغيري بمتابعة تطورات السوق السعودي للأسهم التي أصبحت تحتل مكانة مهمة ومميزة خلال الفترة الأخيرة، وذلك لكونها أصبحت واحدة من أكبر عشرين بورصة أسهم عالمية من ناحية حجم السيولة المتداول فيها. وتابع المهتمون بالشأن الاقتصادي الوطني تصريحات مسؤولي هيئة السوق المالية الأخيرة التي أظهرت جاهزيتها قريبا لاستقبال عشرات من الاكتتابات الأولية الجديدة في السوق، مما يبعث على البهجة والاطمئنان عن توسيع قاعدة الفرص الاستثمارية في سوق الأسهم. مسيرة سوق الأسهم السعودية شهدت عبر السنين الماضية العديد من المحطات اللافتة والمؤثرة والمهمة. رأينا فيها تحول السوق إلى مرفأ رائع وآمن لاكتتاب كبرى الشركات الحكومية مثل شركة الاتصالات السعودية وشركة سابك وشركة الكهرباء وأخيرا شركة أرامكو العملاقة واكتتابها التاريخي. وكانت السوق موقعاً آمناً للشركات المساهمة المغلقة، ولكنها كانت وهذه هي النقطة الأهم ملاذاً مثالياً للشركات العائلية التي ترغب في التحول إلى شركات مساهمة عامة، تطرح أسهمها للاكتتاب العام. وهذه خطوة في غاية الأهمية نظراً لما فيها من حفظ للثروة واستمرارية مساهمتها في تنمية الاقتصاد الوطني جيلا بعد جيل بمنهجية خاضعة لمعايير الحوكمة الدقيقة المتبعة من هيئة السوق المالية بشكل محترم ومثير للاهتمام.

وكتب التاريخ الريادة والسبق والأولوية في إنجاز أول اكتتاب لشركة عائلية في سوق الأسهم السعودية، لرجل الأعمال والرائد في مجاله أحمد حسن فتيحي، الذي قام بأسلوب ممنهج ومدروس واستباقي بدعوة مساهمين ومستثمرين للشراكة في شركته ثم طرحها بعد ذلك للسوق العام بنجاح لافت. وفتح بذلك المجال وكان السباق في اقتصاد تلعب فيه الشركات العائلية والخاصة دوراً أساسياً ومحورياً في المساهمة في تنمية البلاد بشكل ملموس وإيجابي. وتكررت تجربة شركة فتيحي مع شركات عائلية أخرى بعد ذلك تم الاكتتاب فيها بنجاح مهم ولافت، وذلك بعد أن انكسر الحاجز النفسي المانع للتجربة وحصول السابقة التاريخية. وكنوع من التكريم المستحق لرجل عصامي وناجح ترك بصمة عظيمة وقدوة رائعة للأجيال التي جاءت بعده في عالم الأعمال، أدعو هيئة السوق المالية لتقديم جائزة سنوية باسم أحمد حسن فتيحي لأحسن الشركات العائلية أداءً، وذلك لتشجيع المزيد من الشركات العائلية على الإقدام على نفس الخطوة التاريخية المهمة، وكذلك تكريماً لاسم رجل محترم وعصامي ترك بصمة مميزة في عالم الأعمال المليء بالتحديات والمصاعب. سوق الأسهم السعودية تكبر بنمو شركاتها، ولكنها تزداد مكانة بتكريم الرواد المميزين في مجالاتهم، وأحمد حسن فتيحي نال المكانة التي نتحدث عنها عن جدارة واستحقاق.


الاقتصاد السعودي هو الأكبر والأهم في منطقة الشرق الأوسط، وتلعب البورصة السعودية فيه دوراً متعاظماً في هذا الاقتصاد كأحد أهم أذرعة جلب الاستثمارات الأجنبية، وتنمية الاستثمارات الوطنية، وهي أيضاً أهم أدوات الحفاظ ونقل الكيانات الخاصة والعائلية إلى الملكية العامة للحفاظ على استمرارية كيانات ناجحة وهذه كلها أهداف تستحق الدعم والتشجيع.