-A +A
أريج الجهني
تشرفت بحضور احتفالية نور الرياض في يومها الأخير، معرض نور على نور والفن المضيء الذي أنار سماء الرياض في شهر مارس حلقة في سلسلة مشاريع (الرياض آرت) التي تشرف عليها وتؤسس لها الهيئة الملكية في الرياض. هدف هذه المشاريع الحضارية هو تحويل الرياض لمتحف فني مفتوح، يعمد على تغذية البصر والحواس في كل وجهة تقصدها، وفي كل صباح. بلا شك إن جهود الهيئة ظهرت وفي زمن قياسي ويستطيع الجميع رؤيتها والإحساس بها، لعل القاسم المشترك بين حاضري هذه الفعالية هو محبة النور الذي أضاء في العتمة.

تعددت الأعمال، لكن لعل العمل الذي شعرت أنه يشبه الحالة التي نعيشها اليوم هو الجذور فوق الأرض، ويمكن العودة لموقع المعرض للمزيد من التفاصيل، الذي يهمني هنا هو قراءة هذا العمل فهو يحاكي أن تعيش خارج نطاق المعتاد، أن تخرج من أرضك وتمتد جذورك فوقها، تماما كما نحن اليوم، مزيج بين الأصالة والتراث وبين الخروج عن المألوف، مغادرة التربة يشبه مغادرة الوطن لوهلة، لكن لا تلبث أن تجد نورك ممتد على أرضه، معانٍ كثيرة نختلف في تفسيرها وتأويلها، لكن المغتربين العائدين سيدركون تماما ما أقول.


النور في حقيقته ضوء كامن في النفس قبل أن تراه العين، فكم من أعين ضريرة لكنها مبصرة وكم من أعين مبصرة لا ترى إلا الظلام، أبحث في مكامن نفسك وتساءل ما مصدر نورك؟ وهل تشعر بالانطفاء أحيانا؟ وما الذي يضيء روحك؟ وكم من الأرواح التي تضيء بك؟ وكم من الأماكن التي تنيرها أقدامك؟ الفن هو المعبر الآمن لتهذيب النفس والرحم الحاضن لفوضى الروح وأرق الأعين، وزارة الثقافة من جانبها عززت دعم الفنانين وصنعت بصمتها في مسيرتهم، حيث التقيت أحد المبدعين هناك وطرحت سؤالا مباشرا له: كيف تجد دعم الوزارة لأعمالك؟ فأجاب أن الوزارة وفرت لهم معارض خاصة بأعمالهم ودعمت تمثيلهم داخل وخارج الوطن، وكما يقال من رأى ليس كمن سمع.

ما أجمل الرياض بكل تفاصيلها، وما أكملها بهذه المشاريع الغناء والحضارية، هي وحدها التي نشتاق لها قبل أن نغادرها ويهيم بها الشعراء والعشاق والحالمون، الرياض ببساطة هي النور وأرض النور.