-A +A
عبده خال
لكل بلد إنجازاتها، وأهم ثروة تكتنزها الأوطان هي الثروة البشرية، وبلادنا من وقت مبكر عمدت إلى الاستثمار في الإنسان.

أذكر أني كتبت لائماً ما حدث في الطفرة الاقتصادية التي حدثت في السبعينات الميلادية، ببناء البنية الأساسية، وترك بناء الإنسان، وهو لوم مستعجل نفخت فيه طاقة كوني شاباً، وعجلاً في إصدار الأحكام، وعندما كبرت قليلاً، وقرأت، واحتككت بالعمل، وجدت أن الاستثمار البشري بدأ من السنوات الأولى التي تم فيها ابتعاث الشباب إلى الدول العربية والأوروبية وأمريكا، وتكرر دفع الحاصلين على الشهادات في جميع التخصصات، ومع مرور الزمن كانت الجامعات في نمو واتساع، وأشرف على كلياتها إدارة وتدريسا أبناء البلد.. أبناؤنا الآن مبرزون في جل التخصصات، وافتخارنا بهم لا يقاس بكلمة أو جملة بل يقاس بكل إنجاز يحقق رفعة ابن هذا البلد لما حققه من كفاءة وقدرة على تجاوز الصعب.


هذه المقدمة الطويلة، والمفروغ منها، جاءت بسبب فرحتي الكبيرة وأنا أشاهد أبناءنا الصغار في برنامج (العبقري الصغير) الذي يقدمه الفنان الرائع يوسف الجراح.

شاهدت أطفالا يخرقون (عين الشمس) طموحاً وإبداعاً في جميع المجالات.

وهذه القوة البشرية تضاف إلى ما سبقها من شباب اجتازوا الصعاب ليصلوا بمؤهلاتهم للدرجات العلى، وإن كان في الخاطر عتب، فعتبي ضيق مساحات التوظيف، إذ إن جهات مثل وزارة العمل أو الموارد البشرية ما زالت في حالة من (البعثرة) غير المستوعبة، وحين أتذكر هذا الوضع يطرأ في بالي المثل الحجازي الذي يقول:

راكبه (عبدالقادر)، وعبدالقادر هذا هو جني الغضب.

يحدث هذا عندما أجد طبيباً أو مهندساً أو أي شاب حصل على أهم مؤهلات التوظيف ولا يجد وظيفة تمكنه من بدء حياته.

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com