-A +A
خالد السليمان
ألغيت أمس حسابي في تطبيق غرف المحادثات الصوتية «Club House» بعد حوالى أسبوع من قبول دعوة أحد الأصدقاء للانضمام إليه، السبب أنني لم أجد فيه نفسي، فالحوارات والنقاشات والجدالات تستنزف وقتا طويلا وطاقة هائلة لم أعد أملك ترف إهدارها ولا رغبة خوضها في مثل هذه البرامج التي يبدو محتواها كزبد البحر لا يبقى له أثر !

قراري عززه القلق من تقارير إعلامية وتقنية حول انتهاك الخصوصية وضعف حمايتها في هذا التطبيق الذي يتهم بأنه يقوم بسرقة البيانات، فوفقا لما نشرته بعض الصحف فإن تقريرا لمرصد جامعة ستانفورد للإنترنت حذر من أن العيوب والثغرات الأمنية التي يحتويها التطبيق تعرض بيانات المستخدمين للقرصنة، كما أن تقديم شركة تكنولوجيا صينية البنية التحتية الخلفية للتطبيق أثار مخاوف من قرصنة الحكومة الصينية للبيانات، وأي تطبيق يمكن من مشاركة البيانات وإمكانية قرصنتها يجعل الحذر واجبا من أهدافه وأضرار المشاركة فيه !


يضاف إلى ذلك أن غرف محادثاته لا تتمتع بسياسة واضحة أو معايير كافية تحدد القواعد الأدبية والأخلاقية للمحتوى، ووجدت أن بعض غرفه كما لو أنها كانت تنتظر مثل هذا البرنامج لتسويق محتوى سلبي يستهدف مجتمعنا وبلادنا إن كان من حيث اختيار موضوعات تمس قيمه الاجتماعية أو تشكيل تجمعات مشبوهة يتسلل لها البعض لزعزعة استقراره وبث الدعاية السلبية المتلبسة بالثياب المزيفة لحرية الرأي، تماما كما تفعل المعرفات الوهمية في منصات التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك وغيرهما، تمتطي صهوة حرية التعبير لتقفز على الأسوار وهي في حقيقتها دعاية موجهة لا تملك من قيم حرية الرأي شيئا !

باختصار.. يكفي ما امتصته اجتماعات «زوم» خلال السنة الماضية من طاقتنا حتى نهدر ما تبقى منها في برنامج ثرثرة !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com