-A +A
حمود أبو طالب
لا بد لأي مواطن عربي عموماً وخليجي خصوصاً أن يستبشر بالأخبار التي بشرت بالتوصل إلى حل للأزمة الخليجية المتمثلة بالمقاطعة الرباعية لقطر وما ترتب عليها من تبعات وأحداث، فما حدث لم يكن قراراً اختيارياً لدول المقاطعة ولكنه كان ضرورياً تمليه الاعتبارات الأمنية والسياسية، وبكل تأكيد فإنه مهما كان الأمر إلا أن الجميع كان يأمل أن تزول الأسباب التي فرضت المقاطعة لتعود حالة الوئام والعمل المشترك الذي يخدم مصالح الجميع.

ويبدو أنها المرة الأولى التي يحدث فيها اختراق مهم في ملف الأزمة التي قاربت أربعة أعوام، وإذا تأملنا مضمون الرسالة التي وجهها أمير الكويت إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان فإننا نقف فيها على أمرين مهمين؛ أولهما نبرة التفاؤل العالية والثقة الكبيرة في الوصول إلى اتفاق نهائي يطوي ملف الأزمة، والأمر الآخر هو إشادته بجهود الملك سلمان المتواصلة والمخلصة في رأب الصدع وجمع الكلمة وتوحيد الجهود لإزالة الخلافات بين الدول الشقيقة، وليس مع قطر فقط، وهذا يؤكد الدور المحوري الذي تقوم به المملكة منذ نشأة مجلس التعاون الخليجي في تذويب الخلافات وتقريب وجهات النظر وتجاوز الأزمات الطارئة، وذلك ما تؤكده سياسة المملكة الهادئة المتزنة الصبورة والحليمة في كل الخلافات التي حدثت في الساحة السياسية العربية سابقاً ولاحقاً.


إن أي خلاف عربي عربي هو في حقيقته شرخ في جدار الأمن والاستقرار لكل العرب، خصوصاً في هذه المرحلة المضطربة المشحونة بالمفاجآت والمكائد والدسائس التي تستهدف الدول العربية، لذلك فإن أي محاولة لنزع ألغام المشاكل والخلافات تكون بشرى سارة لكل عربي يتمنى الخير والاستقرار والسلام لوطنه.

habutalib@hotmail.com