-A +A
حمود أبو طالب
ومن الملامح الجميلة لهذا العهد الشفافية وتواضع المسؤول وزوال الهالات الضخمة التي كان يحيط بعض المسؤولين أنفسهم بها، واعتقادهم أنهم لا يخطئون أبداً، وإذا انتقدهم المجتمع لقصور واضح أو خطأ فادح أو إهمال فاضح غضبوا وزمجروا وهددوا واستعدوا وكأنه تم المساس بخصوصياتهم أو انتهكت أسرارهم، وليسوا موظفين في خدمة عامة من حق المتلقي أن يحصل عليها بأفضل جودة.

يوم قبل أمس كان حديث وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان يتصدر اهتمام المجتمع وتتناقله المجموعات ويشيد به الجميع عندما أعلن اعتذاره للمستفيدين من خدمات الكهرباء بعد ضمها لوزارة الطاقة. أكد الأمير أنه يملك الشجاعة الأدبية للاعتذار بمنتهى الشفافية ودعا الله أن يعينه وزملاءه للوفاء بالأمانة تجاه المجتمع المستفيد من هذه الخدمة الحيوية. وإذا عدنا للماضي القريب والبعيد نجد أن شركة الكهرباء كانت أبعد ما يكون عن فضيلة الاعتراف بالخطأ ناهيكم عن الاعتذار عنه.


صحيح أن خدمة الكهرباء غطت المملكة لكن الشركة كانت تأتي بالعجائب في بعض الأوقات، وخصوصاً في بعض المناطق من حيث سوء الخدمة وارتفاع الفواتير دون ذكر أي أسباب أو مبررات، بل إنها كانت لا تعبأ بكل الضجيج الإعلامي عن مشاكلها ولا تكلف نفسها بالرد على ما يثار من نقد لسوء تعاملها مع الذين يشتكون من سوء خدمتها وارتفاع فواتيرها.

لقد كان قراراً صائباً ضم هذا القطاع الحيوي لوزارة الطاقة، وكان اعتذار الوزير بداية تبعث التفاؤل بمرحلة جديدة خالية من التراكمات السلبية التي ارتضتها الشركة السابقة.

habutalib@hotmail.com