-A +A
أحمد عوض
يبدو أن الإخوان المسلمين عاجزون بشكل جدّي عن العمل تحت النور، لقد اعتادوا حياة السراديب، حياة الظلام، وحياكة المؤامرات في الخفاء.

بعض دول المغرب العربي وليبيا، تهاوت عروشهم بلا حروب، هم فقط واجهوا الواقع فكان الفشل حليفهم.


من أجل السُلطة فعلوا كل الموبقات.

مارسوا أقصى درجات الإقصاء لكل من يرفضهم، تماهوا مع كل الأفكار التي تناقض أيديولوجياتهم، ومع ذلك فشلوا .. لماذا !؟

لأن الحياة واقع، والواقع يختلف عن عالم الشعارات الرنانة، الواقع صعب والتغيير يحتاج أمورا أخرى بلا شك ليس من ضمنها كيس السُكَّر وعلبة الزيت التي يتم من خلال توزيعها على البُسطاء شراء الولاءات، والواقع كذلك ليس فتوى دينية لأنها بلا شك لن تسد جوع فقير.

لقد التهم الواقع أحلام الإخوان، كانوا عُراة أمام مُريديهم، بين من حالف المُتطرفين وبين من حالف ملالي طهران كان الإخوان يترنحون أمام من آمنوا بهم وكأنّهم سُكارى، قادتهم السياسة لأن يُصبحوا كيانا غريبا عن الأتباع، لم يعد الإسلام هو الحل، بل الانتهازية هي الحل، الابتزاز هو الحل، المكر والخداع والمراوغة وسيلة للبقاء.

خالد مشعل وإسماعيل هنيّة في طهران يبكيان فقيد الإرهابيين وفقيدهما قاسم سُليماني، يبكيان فقد رجل الموت الأوّل في المنطقة.

أمّا راشد الغنوشي الذي ناهز عمره الـ 78 عاما ما زال يتحدث عن ثورة الشباب وحكم الشباب وحقوق الشباب!

الغنوشي الذي ذهب للباب العالي لمُقابلة حامي الإخوان أردوغان ليُخبره عن كيفية تفجير وتدمير ليبيا كدولة، ذهب ليتفاوض مع أردوغان حول كيفية جعل بلاد العرب أرضا مُستباحة لأردوغان وحلفائه من الإرهابيين.

هل يُمكن للإخوان المُسلمين أن يعودوا لجادة الصواب؟

أن يُلغوا من رؤوسهم فكرة أن الوطن حفنة من تراب وأن الوطنية ضرب من ضروب الوثنية!

يبدو أنها مهمة شاقة ومستحيلة، ويبدو أنهم آمنوا بالسوء الذي يقومون به، لقد تجاهلوا أوطانهم من أجل وهم وخُرافة وهوى.

أخيرا..

يجب أن تمنح الغبي فُرصة أن يظهر للعلن وأن يكون له وجود، سيسقط من تلقاء نفسه، البذرة الفاسدة لا تنمو في النور أبدا.

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com