فريق صحي يعالج التفشي الفايروسي بمحافظة منغوليا الصينية. (وكالات)
فريق صحي يعالج التفشي الفايروسي بمحافظة منغوليا الصينية. (وكالات)




جونسون زار مصنعاً للقاحات كوفيد قرب لندن أمس الأول. (وكالات)
جونسون زار مصنعاً للقاحات كوفيد قرب لندن أمس الأول. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) «عكاظ»، وكالات (بكين، موسكو) OKAZ_online@
بعد تسجيل 411.479 إصابة جديدة، و6898 وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، في أرجاء العالم؛ قفز العدد التراكمي لإصابات العالم إلى 244.51 مليون إصابة. ودنا عدد وفيات العالم بوباء كوفيد-19 أمس من 5 ملايين وفاة؛ إذ بلغ منتصف نهار الإثنين 4.96 مليون وفاة. وفي مشهد بات مألوفاً منذ أكثر من أسبوعين؛ انفردت الولايات المتحدة، وحليفتها بريطانيا بأكثر الإصابات الجديدة. فقد سجلت أمريكا خلال الساعات الـ24 الماضية 72.644 إصابة جديدة، رافقتها 1509 وفيات؛ فيما سجلت بريطانيا -بحسب وزارة الصحة البريطانية أمس (الإثنين)- 39.962 حالة جديدة. وهللت الصحف والخبراء الصحيون في لندن أمس لهذا العدد، باعتباره يمثل انخفاضاً نسبته 11% من 45542 إصابة تم تسجيلها الأحد الماضي. غير أن بريطانيا سجلت 72 وفاة أمس، مقارنة بـ57 وفاة في 17 أكتوبر الجاري، بزيادة نسبتها 26%. وتمسك كبار وزراء حكومة رئيس وزراء حزب المحافظين بوريس جونسون بأنه لا حاجة إلى اتخاذ تدابير استثنائية، على رغم تفاقم الأزمة الصحية. وشدد وزير الخزانة ريشي سوناك على أن البيانات التي بيد الحكومة تؤكد أن لا حاجة إلى إعادة الموظفين للعمل من منازلهم، وفرض حمل شهادات التحصين. لكن معلومات نشرت أمس في لندن أكدت أن وكالة الأمن الصحي الحكومية استقصت آراء قيادات المجالس المحلية في شأن الدعم الذي يمكن أن يقدموه إلى المرافق الصحية، إذا ما قررت حكومة جونسون تطبيق ما يعرف بـ«الخطة ب»، لمواجهة أي تفاقم خطير في الأزمة الصحية. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» أمس أنها اطلعت على وثيقة تؤكد أن الحكومة البريطانية أحيطت علماً بأن نموذجاً رياضياً لعلمائها يتوقع انخفاض الحالات الجديدة بنسبة 85%، لتتدنى إلى نحو خمسة آلاف إصابة جديدة يومياً بحلول أعياد الميلاد نهاية السنة الحالية؛ ما يعني أن الحكومة لن تكون بحاجة إلى اللجوء إلى «الخطة ب». وارتكز النموذج التحليلي إلى أن الارتفاع الحالي في الحالات يعزى أساساً إلى كثرة الإصابات في صفوف طلاب المدارس. بيد أن المدارس بدأت عطلة منتصف الفصل الدراسي اعتباراً من الجمعة. ونسبت الصحيفة إلى علماء في جامعة العلوم الصحية في لندن قولهم إن الحالات الجديدة ستوالي الارتفاع، قبل أن تتناقص بشدة مع حلول أشهر الشتاء.

وفيما استمر القلق أمس على الوضع الصحي في روسيا، حيث ارتفع عدد الحالات الجديدة والوفيات بوباء كوفيد-19 إلى مستويات غير مسبوقة؛ كانت الصين أمس بؤرة الاهتمام، بعدما قال مسؤولوها الصحيون إنهم يتوقعون أن تسوء الأزمة الصحية أكثر فأكثر خلال الأيام القادمة. وذكر مسؤول في بكين أمس الأول أن الإصابات الجديدة في الصين جاء بها قادمون من الخارج. وأضاف أن كل الحالات الجديدة هي من سلالة دلتا المتحورة وراثياً. وامتد التفشي الفايروسي الراهن ليشمل 11 محافظة منذ 17 الجاري. وأعلن وقف عمل الحافلات وسيارات الأجرة في مدينة لانجو، عاصمة محافظة غانسو، وكذلك في محافظة مونغوليا الداخلية. وأشارت أنباء إلى أن السلطات في محلية إيجين، في منغوليا الصينية، أمرت سكانها البالغ عددهم 35700 شخص بالبقاء في بيوتهم اعتباراً من أمس (الإثنين). ومنعت سلطات العاصمة الصينية أي شخص قادم من المحافظات الموبوءة من دخول بكين. وأوقفت السلطات جميع رحلات القطارات المخصصة للسياح من بكين إلى محافظات البلاد. ولاحظت بلومبيرغ أمس أن الصين نجحت ثلاث مرات في السابق في الهبوط بالأزمة الصحية إلى مستوى صفري الإصابات خلال الأشهر الخمسة الماضية. بيد أن التفشي الأخير يمثل تحدياً كبيراً لسياسة «صفر كوفيد» التي تنتهجها القيادة الصينية. وأضافت بلومبيرغ أن الفواصل بين اندلاعات التفشي الفايروسي تقلصت من نحو شهرين خلال النصف الثاني من السنة الماضية إلى 12 يوماً فقط منذ مايو 2021، وهو موعد اكتشاف أول إصابة في البلاد بسلالة دلتا المتحورة وراثياً. وخلصت بلومبيرغ إلى أن الوضع الراهن في الصين يمكن وصفه بأنه مواجهة شرسة بين نظام احتواء يعتبر الأشد شمولاً على مستوى العالم، من حيث تضمنّه إغلاق الحدود، وفحص ملايين السكان، وتعقب المخالطين، وفرض قيود صارمة على التنقل وتحركات السكان؛ وبين فايروس أضحى معتاداً على اختراق تلك الدفاعات المصممة لمنع تفشيه. وزادت أن سلالة دلتا أضحت أقوى خصم لآخر حكومة في العالم تتمسك بسياسة «صفر كوفيد».


المحنة الصينية.. أرقام وإنجاز.. فإخفاق

حال فراغ الصين من سحق تفشي حالات كوفيد-19 في مدينة ووهان؛ التي خرج منها فايروس كورونا الجديد في نهاية 2019؛ نعمت الصين بهدنة استغرقت شهرين من دون تسجيل إصابة جديدة. وأتاح ذلك استمرار هدير آليات المصانع الصينية، والإنفاق الاستهلاكي للسكان. ووصل الأمر إلى درجة أن الصين استطاعت أن تكون الدولة الوحيدة التي تمكنت من تحقيق نمو اقتصادي خلال سنة 2020. بيد أن اعتمادها على الإستراتيجية نفسها لاجتثاث سلالة دلتا المتحورة وراثياً أحال ذلك الإنجاز الصحي السابق إلى متحف التاريخ. فقد أخفقت جميع التدابير الصارمة، من إغلاقات، ووقف للرحلات الجوية، ورحلات القطارات، والفحوص الإجبارية، في صد سلالة دلتا التي استباحت نحو نصف عدد محافظات الصين. وعلى رغم أن سياسة «صفر كوفيد» فشلت فشلاً ذريعاً في أستراليا ونيوزيلندا؛ اللتين اضطرتا إلى التخلي عنها، إلا أن الصين لا تزال هي وحدها المتمسكة بهذه الإستراتيجية. وبلغت المواجهة حداً اضطرت فيه الصين الأسبوع الماضي إلى إغلاق أحد أحياء العاصمة بكين، حيث فرضت على سكانه الخضوع لفحوص طبية. وتمضي المعركة حتى الآن لمصلحة الفايروس المتحور دلتا. وسلّم المسؤولون الصحيون الصينيون بأن الوضع ماضٍ نحو مزيد من التفاقم الصحي خلال الأيام القادمة.