-A +A
خالد السليمان
لم أجد في الإنسان صفة أسوأ من سوء الظن، فهو مصدر كثير من الأحكام السلبية والمواقف العدائية في تعامله مع الآخرين، ولو قدم المرء حسن الظن على سوئه حتى يتبين له الحق من الباطل، لكان في غنى عن تحمل وزر اتهام الآخرين بما قد يجعله آثما أمام الله ومسؤولا أمام القانون !

ومن أسباب سوء الظن غياب الوازع الديني والأخلاقي في تقييم الآخرين وضعف الوعي الذاتي عند تقييم الأفعال والأشخاص، بالإضافة للاندفاع في إصدار الأحكام دون تمهل أو تفكير أو تمحيص، والأخيرة من صفات الجهل التي لا يعذر فيها المرء في زمننا هذا !


بل إن البعض لا يكتفي بالحكم على أقوال وأفعال الآخرين وأخذها على محملها الصحيح، بل ويتألى على الله بالحلف بصحة أحكامه، وكأن رأيه قول منزل من السماء، وهذا أمر خطير يجب أن يتنبه له الإنسان، فغير أنه قد يضع نفسه في موقع المساءلة القانونية والتعرض للعقوبة النظامية، فإنه يغفل عن مساءلة أعظم أمام الله من اتهام الناس بما ليس فيهم أو تفسير أقوالهم وأفعالهم بغير ما أرادوا !

إن حسن الظن، بوابة للخير، فيه تنقية للنفوس، وجبر للخواطر، ومد للتواصل، وسد للتباغض، وكسب للثقة، وبه يستطيع الإنسان أن يختصر طريق التناصح والإصلاح !

باختصار.. قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ».

خالد السليمان

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com