-A +A
منى المالكي
في كل مرة ومع كل موجة لخريف عربي أو مغامرة إخوانية غبية أو سونامي حسد من الجيران العرب كما تعودنا منهم أو جائحة كونية، يثبت الشعب السعودي التحامه وطاعته مع قيادته، فإن صدرت قرارات أو تعليمات أو احتياطات وإن كانت مؤلمة فلا يسمع البعيد قبل القريب إلا السمع والطاعة.

فمشهد الإصرار الأحمق على ممارسة سلوكيات ممنوعة في عصر كورونا من عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي في المساجد لصلاة العيد مثلاً ظاهرة نقلتها الأخبار في دول مجاورة في عصيان للاحتياطات الاحترازية التي فرضتها الدول، بينما هنا في بلادنا التزام الجميع ولم يحدث ما يشوب هذا الالتزام السعودي العظيم.


سينظر المنظرون ويتقعر المتقعرون ويحلل الحاقدون وتتعالى الأصوات أنه الخنوع والضعف وأن هذا الشعب قد استمرأ السكوت! وحاشا لله أن يكون شعب طويق والسراة وشرق الخير وجنوب العزة والكرامة ونجد الشهامة وشمال الفخر برجاله ونسائه خانعاً، إنها الوحدة الحقيقية الوحدة التي بناها أجدادنا فعرفوا قيمة الأمن والأمان في هذه القارة الشاسعة فوقفوا دونها بأرواحهم. وقدموا اليوم دولة شابة ستستمر على نهج الأجداد بروح معاصرة مع تحديث مستمر، لأن هذا قانون الكون الطبيعي، والسعودية سفينة عملاقة مهما تعالت الأمواج حولها ستمضي وستعبر بإيمان راسخ بقوة ووحدة الأمة السعودية.

لمن أصابه الذهول أنه ومع استمرار القنوات المأجورة بهذا التزوير الدائم للحقائق في مقابل هذا الالتزام السعودي عليه فقط دراسة تاريخ ما قبل الحكم السعودي ليعلم الفرق الشاسع بيننا وبين دول اعتادت الانقلابات ورفع شعارات القومية ووصمونا برجعية وإمبريالية! فكانت النتيجة أنهم ما زالوا على شعاراتهم الجوفاء وبلادهم تتمزق، بينما نحن والحمد لله لدينا أفضل الجامعات، وأبناؤنا ينتظمون في سلاسل الابتعاث ليعودوا بتخصصات نادرة وبكلمة واحدة من القيادة السعودية تهتز أسواق العالم الاقتصادية وغيرها الكثير، هذا كله لمن أراد أن يعرف السر إنه الالتزام السعودي خلف قيادته، سلوك حضاري نقدمه للغير لعل وعسى ينضبطوا ويتعلموا من السعودية درساً واحداً ليفلحوا!

كاتبة سعودية

monaalmaliki@