-A +A
أروى المهنا (الرياض)
«التفكيك».. مصطلح أطلقه الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا لوصف الأسلوب الذي يعمل به في نقد اللغة والعقل وتفكيك النصوص.
وأعلن دريدا عن مفهوم «التفكيك» في جامعة هوبكنز بالولايات المتحدة سنة 1966، وركز على نقد المنهج الذي كان مسيطرا آنذاك في الأوساط الأكاديمية، واستهجن البعض من الأوساط المحافظة في أمريكا هذا المفهوم كأي فكرة فلسفية لم يسبق طرحها والعمل بها.

ومن جهة أخرى وجدت نظرية «التفكيك» استجابة ملفتة في فترة السبعينات والثمانينات، ويعرّف دريدا مفهوم التفكيك على أنه حالة من «بعثرة نظام بناء الكلمات في جملة، فك أجزاء ماكنة ونقلها، نثر الشعر وتجريده من النظم والوزن»، لا مطلق ولا مثالية في النصوص التي تقع بين يدي دريدا.
وأراد من مفهوم التفكيك أن يصل لتقويض «الميتافيزيقيا» وأن يخرج القارئ من أسوار اللغة النمطية الاستهلاكية والتقليدية في قراءة النصوص المقدمة له، وألا يتصور «الأنا» الموصولة بالكاتب أثناء قراءته.
هاجم العديد من الكتاب دريدا على إثر ذلك، واعتبره آخرون أنه يروج إلى إقصاء المؤلف، فالكاتب بطبعه يصب كل ما لديه في النص محاولا بذلك تقديم ذاته للآخر من خلال خطاب فكري أدبي خاص.
قام فيرنون جراس بمحاولة لشرح التفكيكية في الأدب بقوله: «ترجع أهمية الأدب في ظل التفكيكية التقويضية إلى طاقته على توسيع حدوده بهدم أطر الواقع المتعارف عليها، ومن ثم فهو يميط اللثام عن طبيعتها التاريخية العابرة، فالنصوص الأدبية العظيمة دائما تفكك معانيها الظاهرة سواء كان مؤلفوها على وعي بذلك أم لا من خلال ما تقدمه مما يستعصي على الحسم، والأدب أقدر فنون القول على الكشف عن العملية اللغوية التي تمكن الإنسان بها من إدراك عالمه مؤقتا وهو إدراك لا يمكن أن يصبح نهائيا أبدا».