يواصل مدير منظمة «فور شباب» علي العمري إصراره على جمع التبرعات بطريقة مخالفة للأنظمة والتشريعات التي أقرتها المملكة أخيرا، مستغلا بذلك وجوده في تركيا، واستخدامه لحسابات بنكية في دولة البحرين باسم القناة التي تفاجأ بها السعوديون بعد مطالعتهم إعلانا عن حزمة البرامج التي تعرضها خلال شهر رمضان الحالي، ويقدمها عدد من الدعاة الذين اشتهروا بالتطرف أو موالاته في بعض الدول العربية.
وزارة الداخلية السعودية أكدت قبل أيام لـ«عكاظ» أن الدعوة التي أطلقها العمري ويدعو من خلالها للتبرع لأهالي الفلوجة المحاصرة من تنظيم «داعش»، هي مخالفة صريحة للقانون، وحذرت الداخلية على لسان متحدثها اللواء منصور التركي من الاستجابة لمثل هذه الدعوات، مبينا أن الجهات الأمنية تحقق حاليا في هذه الدعوة. لكن مدير قناة «فور شباب» علي العمري، أعقب تحذير الداخلية بإعلان آخر يدعو فيه للتبرع، ولكن هذه المرة لأهالي محافظة حلب السورية، والتي يسيطر على أجزاء كبيرة منها تنظيما جبهة النصرة (فرع «القاعدة» في الشام)، وتنظيم «داعش»، إلا أن دعوة العمري الجديدة قوبلت بكثير من السخرية، من قبل مغردين سعوديين وعرب، فيما هاجم آخرون القناة، في هاشتاغ أنشئ لهذا الغرض تحت عنوان: فورشباب منظمة إرهابية ليس مجرد قناة.
إلا أن العمري عاد مرة أخرى للدفاع عن موقفه من جمع التبرعات، وأكد في عدد من التغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن منظمة «فورشباب» للأعمال الإنسانية رسمية وتعمل نظاميا في القضايا الإنسانية منذ سنوات في عدد من الدول.
وفي حين أكد العمري عبر برنامج تلفزيوني أن منظمة «فور شباب» مسجلة في السعودية بحسابات عدة منها: مركز ومقهى «فور شباب»، إضافة إلى أن المحطة الفضائية مسجلة باسم «مؤسسة شبابنا للتسويق»، إلا أنه نفى ذلك وأكد أن المنظمة ليست سعودية، ولا مكاتب ولا حسابات في السعودية، وهذا ما ينافي الواقع، وزاد على ذلك إطلاق التهم جزافا على «عكاظ» بعد أن أوردت خبرا أكدت من خلاله أن المنظمة تبث بعض برامجها من مكاتب في جدة ومكة المكرمة بالتعاون مع شركة إنتاج إعلامي.
ورغم أن ما نشرته «عكاظ» من أخبار عن منظمة العمري، تحت عنوان («الداخلية» تحقق بحملة تبرعات للفلوجة أطلقتها «فور شباب»)، وآخر بعنوان: (مغردون ينتفضون ضد «فور شباب» لاستضافتها «إخوانياً» معاديا للمملكة) استنادا إلى بيانات رسمية أصدرتها القناة، وروج لها العمري عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلا أن الأخير ضرب نموذجا في الذكاء المنقطع النظير، من خلال التشكيك بصحة ما نقلته الصحيفة!
العمري - بحسب مغردين - هو أحد أهم منظري «الثورات» والمحرضين على خروج الشباب لمناطق القتال، ويزعمون أنه لا يزال يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في العالم الإسلامي بشكل خاص من خلال مشاريع «ثورية» عدة يسعى إلى ترسيخها في أذهان الشباب من خلال منظمة «فور شباب» عبر عدد من البرامج التي تعرضها القناة خلال شهر رمضان الحالي، ويقدمها دعاة من تنظيم الإخوان الإرهابي، من بينهم المصري وجدي غنيم الذي اشتهر بشتم رموز في المملكة.
وحفلت تغريدات «العمري» (اطلعت عليها «عكاظ»)، وكذلك المنظمة التابعة له، بالكثير من التحريض على «الثورات» ، تأسيا بالشعار الذي تتخذه المنظمة بعنوان «حنغير»، وشاركت القناة في نقل وتغطية اعتصامات بريدة التي تطالب بإطلاق سراح موقوفين أمنيين في قضايا إرهابية تحت مسمى «فكوا العاني»، وهو ما أكده العمري في تغريدة عام 2013، جاء نصها: «اعتصام بريدة الآن على قناتي فور شباب مباشرا».
العمري ظهر متحدثا في تسجيل مصور عن الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ووجه كلامه لحكام العرب بالقول: «قد تستغربون من مفاجأة الشعوب، التي أعطيتموها توصيات وأعلاما وأناشيد وطنية وأعطيتموهم من الأموال لكنكم ظلمتموهم وسلبتموهم لكنهم سيخرجون عليكم يوما ما رغم كل الأعمال الوطنية التي فعلتموها لهم».
وقال عبر تغريدة: «أيها الشاب إذا فكرت أن تسافر للقتال في بلاد ما، فالواجب عليك شرعا كما أمر النبي الكريم أن تستأذن والديك، ومن الدين استشارة الحكيم لا الصديق». ويضيف «أمام الدعاة الراشدين والإصلاحيين الواعين فرصة تاريخية لاستثمار أدوات التغيير والتأثير، لاستعادة دور الشعوب».
