-A +A
علي الرباعي ( الباحة )

رحل الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، في العاصمة الأردنية عمان عن (77 عاما) إثر رحيل رفيقة دربه الروائية المصرية رضوى عاشور، منذ ستة أعوام. وكان أهداها مجموعته «استيقظ كي تحلم» وكتب لها نص «خلود صغير» معلنا انشغاله بها لتظل حية، وليدفئها من البرد(«مُفرداً، شاهقاً، شرفتي غيمة دللتها السماء،أطل على شاطئ جنة،قال أخضرها كل أقواله هامسا، هادرا فستقي الذوائب، يوشك يلمع، أخضر يرضع، يحبو، يكاد يشيب إلى المشمشي المضيء، ويدخل في الصدئي الموشى كما قشر رمانة أوغلت في النضوج وأخضر فيه الدخاني، يهرب من زرقة خالطته خلف أزرار هذا القميص الخفيف، أواصل أشغال من ظل حيا: أدفئ رضوى من البرد».ويعد البرغوثي من رموز النص الشعري الحديث، وكان من آخر نصوصه ( النافذة ) ونشره بالصوت والصورة على حسابه في موقع تويتر. وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إنه «برحيل الشاعر والكاتب مريد البرغوثي تخسر الثقافة الفلسطينية والعربية علما من أعلامها ورمزا من رموز الإبداع والكفاح الثقافي الوطني الفلسطيني»وأضاف: «البرغوثي الذي رحل في أوج عطائه وإبداعه سيظل منارة فكرية وثقافية تهتدي بأبداعها الأجيال».وعبر الشاعر عن أسفه للرحيل المر للبرغوثي، وقال (ما الذي أبقيت، في ساحاتنا يا موتُ،من أوراقهم في الريح، من أوجاعهم فوق جراح الأرض، من هذا السحاب المرّ في الذكرى، و من دمعٍ على العتبات،في حزن الأبد؟لا أحدْ ياموتُ، أدري، لا أحد!! لك في القلوب طعم الفقد و الحب فانظر الى آلامنا بقليل من الود ايها الراحل الكبير يا مريد البرغوثي).

ولد البرغوثي عام 1944 في قرية دير غسانة قرب رام الله في الضفة الغربية، وتلقى تعليمه في مدرسة رام الله الثانوية.

وسافر بعدها إلى مصر في العام 1963 حيث التحق بجامعة القاهرة وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها العام 1967، وهو العام الذي احتلت فيه إسرائيل الضفة الغربية ومنعت الفلسطينيين الذين تصادف وجودهم خارج البلاد من العودة إليها.

وللبرغوثي 12 ديوانا شعريا، وكتابان نثريان وهما «رأيت رام الله»، و«ولدت هناك، ولدت هنا»، وأول دواوينه كان «الطوفان وإعادة التكوين» عام 1972، وآخرها «أستيقظ كي ترى الحلم» عام 2018.

حصل الراحل على جائزة فلسطين في الشعر العام 2000.والبرغوثي كان متزوجا من الروائية المصرية الراحلة رضوى عاشور، وابنهما الشاعر تميم البرغوثي.