أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/okaz/uploads/authors/1828.jpg?v=1763641571&w=220&q=100&f=webp

عدنان جستنيه

لياقة الشمراني.. وضمير المريسل

استمعتُ إلى تسجيل مباشر للزميل عبدالعزيز المريسل، استعرض فيه حالات التردّد التي منعته من تقديم اعتذار للزميل وليد الفراج أثناء لقائهما في المناسبة التي أقامتها وزارة الرياضة للإعلاميين، وذلك على خلفية خطأ سابق ارتكبه بحق «أبو بدر»، وقد أوضح المريسل أن ضميره كان يؤنّبه كثيراً، وأنه كان يرغب في تقديم اعتذاره، خاصة وأن لوليد فضلاً كبيراً في مساعدته على استعادة حسابه في منصة «إكس».


– جميل هذا الشعور الراقي والإحساس المرهف من حبيبنا أبو تركي، غير أن ما استرعى انتباهي هو اختياره لهذا التوقيت على وجه التحديد. لعل ضميره – كما يقول – قد صحا بمجرد مشاهدته للزميل وليد ومصافحته له. ولكن يبقى السؤال: أين كان هذا الضمير طوال الفترة الماضية؟ ثم أليس من الأجدر – بدلاً من استعراض مشاهد الندم والتردّد أمام المتابعين – أن يبادر بالاتصال مباشرة بمن أخطأ في حقه وتقديم الاعتذار له في حينه، عوضاً عن كل هذه «حوسة» تأنيب الضمير ومسلسل الندم الذي أتعب ضميره الحي؟!


– وأخيراً، أيها الزميل العزيز، اسمح لي بهذا السؤال: هل أبو بدر هو الوحيد الذي يستحق منك الاعتذار؟ ألا توجد أسماء أخرى يستدعي ضميرك أن يستيقظ تجاهها، وأن تشعر معها بحالة الندم والاعتراف العلني بما وقع من أخطاء في حقهم؟ ومع إدراكي أن هناك من سيذهب إلى تفسير استيقاظ الضمير هذا بأنه جاء لـ «مآرب أخرى»، إلا أنني أرى أن حالة من النضج قد تكون وراء هذا التحول، وأن ثقافة الاعتذار باتت جزءاً من شخصيتك الجديدة.


– غرّدتُ بين شوطي مباراة الأهلي والقادسية بأن الأهلي لو سجّل الهدف الثاني فإنه سيحرز الثالث، على اعتبار أن الهدف الثاني سيكون محفزاً للاعبيه، بينما سيؤدي إلى تراجع لاعبي القادسية. وذكرتُ أيضاً في ذات التغريدة أنه لو سجّل القادسية الهدف الرابع فسيحرز الخامس، لأن الهدف الرابع سيكون محبطاً جداً للاعبي الأهلي. توقع واضح لا يحتاج إلى تفسير... إلا عند حبيبنا الزميل أحمد الشمراني، الذي يبدو أنه «حنّ» كثيراً إلى تلك المعارك الصحفية التي كانت تقوم بيني وبينه في صحيفة «الرياضية»، والتي حظيت بصدى كبير لدى القارئ الكريم في تلك الحقبة.


-هذا الحنين يحتاج من أبي محمد إلى «ياقة صحفية» مختلفة، ومن الواضح أنه يحتاج إلى بعض الوقت حتى يستعيدها من جديد.

منذ 7 ساعات

قبلة سياسيسكو... ألم تكفِك يا كريم؟

إنّ القبلة الشهيرة التي طبعها مدرب نادي الاتحاد، سيرجو سياسيسكو، على رأس وجبين الكابتن القدير والأسطورة كريم بنزيما، تعد مشهداً لا يمكن نسيانه. ومن المؤكد أنها أوضحت لجماهير النادي طبيعة العلاقة التي تجمع بين الطرفين، وأغلقت الباب أمام ما يُثار من أقوال وشائعات اتخذت طابعاً مثيراً ومخيفاً، تعود أحداثه إلى الموسم قبل الماضي، وما تردد حينذاك عن علاقة متوترة بين بنزيما والمدرب السابق نونو سانتو، خلال موسم خرج منه الاتحاد بـ«خفيّ حُنين» رغم تطلعات جماهيره التي كانت تتوقع انسجاماً بين مدرب كبير ولاعب كبير يثمر عن نتائج إيجابية على مستوى الدوري والمسابقات المحلية والقارية، وبما يبث روح التفاؤل حول موسمٍ حافل بالبطولات.


-غير أنّ الجماهير شاهدت لاعباً عملاقاً ظهر وكأنه «منتهٍ» يهدر ركلات الجزاء، وبدلاً من هز شباك المنافسين إذا به يسجل في مرمى فريقه، ليغدو مادة للتندّر، وليُطرح تساؤل مشروع: هل هذا هو اللاعب الذي لُقّب بـ «الحكومة» والذي طالما زلزل شباك أقوى الفرق؟ وكيف تحوّل إلى نجم آفل من الأفضل له الاعتزال؟ لتأتي الإجابة منه شخصياً بتصريحه الشهير الذي أبدى فيه افتقاده إلى لاعبين يساعدونه على استعادة نجوميته.


-إن كان ذلك العذر قد بدا مقنعاً لملاّك شركة نادي الاتحاد، فاستجابوا له قبل بداية الموسم الماضي ووفّروا متطلباته عبر التعاقد مع نجوم كبار أعادوا الاتحاد إلى الواجهة وتحقيق بطولتي الدوري والكأس، إلا أنّ هذا المبرر لم يكن مقنعاً لي على الإطلاق؛ فالمستوى الفني «المخجل» الذي يقدّمه بنزيما منذ بداية هذا الموسم يمثل دليلاً واضحاً على تكرار ذات الصورة التي أعادتنا إلى موسم كان فيه اللاعب «يعكّ» الكرة داخل منطقة الست ياردات، لتُنتزع منه بسهولة، مع كثرة تمريراته الخاطئة، وأدائه الباهت، وافتقاده لروح القيادة، حتى بات لا يكلف نفسه مراجعة الحكم تجاه أخطاء تحكيمية واضحة كما كان بالموسم المنصرم، ناهيكم عن تفاعله مع المدرب السابق بلان بالإشارة وتوجيهاته للاعبين.


-كل ذلك يقدّم مؤشراً واحداً: أنّ هناك سبباً جوهرياً لهذا الغياب الذهني والفني، سبب لا يعلمه إلا صناع القرار والجهاز الفني، ويعزز صحة ما يُتداول بشأن عدم تلبية رغبته في تجديد عقده، الأمر الذي دفعه – فيما يبدو – لاتخاذ موقف انعكس بوضوح على أدائه، فظهر بروح «ميتة» وشخصية قائد لا وجود لها.


-أعود هنا إلى تلك القبلة التي وضعها سياسيسكو على جبين بنزيما، والتي كان من المفترض أن تدفعه إلى «حرث» الملعب والقتال تقديراً لها، إلا أن ذلك لم يحدث. وهذه للأسف من السمات المتكررة لدى بعض اللاعبين – عرباً كانوا أو سعوديين – ممن مرّوا على نادي الاتحاد، إذ اعتاد بعضهم تقديم أداء متدنٍ إذا لم تُلبَّ طلباتهم أو لم يُعجبهم المدرب أو الرئيس، ليكون النادي وجماهيره الضحية أمام نتائج سيئة تُساق إليها الإدارة والمدرب نحو الاستقالة أو الإقالة.


-صحيح أن للمدربين، الحالي والسابق، أخطاءهم الفادحة، إلا أن ذلك لا يُعفي بنزيما وزملاءه من المسؤولية عمّا يمر به الاتحاد من «مهازل» فنية، تأمل جماهير العميد من إدارة النادي والجهاز الفني أن تضع حداً لها اعتباراً من مباراة الجمعة أمام الشباب، وإلا فإن النهاية ستكون حتمية إما استقالة إدارة، أو إقالة مدرب، ليعود الاتحاد إلى دوامة تقودها شلة «المصالح» ومنطق «أحبك يا نافعني».

00:16 | 27-11-2025

هيئة الإذاعة والتلفزيون.. وذاكرة الأرشيف الغائب

رغم أهمية مشاركة هيئة الإذاعة والتلفزيون في الاحتفال باليوم العالمي للتلفزيون، فإن المادة التي قُدِّمت بهذه المناسبة لم تُنصف البدايات الحقيقية للبث التلفزيوني السعودي، ولم تلامس عمق التجربة الأولى التي انطلقت قبل ستة عقود. فقد اقتصر العرض على مشاهد ولقطات تُجسّد مرحلة «الشباب» في عمر التلفزيون، متجاهلاً مرحلة التأسيس التي شكّلت الركيزة الأولى لانطلاقة البرامج الاجتماعية والترفيهية والدينية والمسلسلات العربية والسعودية ونشرات الأخبار.


- هذا التجاهل، إن صحّ الوصف، لا يبدو متعمداً بقدر ما يعكس اجتهاداً سريعاً من فريق إعداد لم يعاصر تلك الفترة، أو نفّذ تعليمات تستهدف مجرد المشاركة في المناسبة دون تدقيق أو مراجعة من مختصين يمتلكون خبرة أرشيفية وتاريخية تؤهلهم لصياغة محتوى يليق بمكانة التلفزيون السعودي.


- وجوه غابت عن الشاشة وغيّبها التقرير وهذا كان واضحاً، إذ لم تتناول المواد المعروضة أسماءً صنعت حضور التلفزيون السعودي، وأسهمت في بناء هويته المهنية على مدى سنوات طويلة. من هؤلاء: محمد حيدر مشيخ، مطلق الذيابي، محمد الشعلان، محمد الصبيحي، بدر كريم، علي النجعي، غالب كامل، ماجد الشبل، والدكتور محمد غالب، وغيرهم من رواد المهنة، ممّن سبق ظهور الإعلامي سليمان العيسى الذي بدأ معلقاً رياضياً قبل أن يتجه إلى تقديم البرامج الرياضية.


- كما غابت أسماء أثرت برامج الأطفال في محطتي جدة والرياض والمدينة، مثل «بابا علي» و«ماما أسمى»، وهي الشخصيات التي سبقت ظهور برامج الأطفال الشهيرة: «بابا فرحان»، «عدنان ولينا»، و«افتح يا سمسم».


- اما الدراما التي شكلت وكونت بدايات الذائقة التلفزيونية في تلك الحقبة الزمنية، فقد كانت الدراما اللبنانية تتصدر المشهد في التلفزيون السعودي. وأول مسلسل عُرض على الشاشة السعودية كان «سر الغريب» بطولة رشيد علامة ومحمود سعيد، إضافة إلى أعمال راسخة مثل «جحا»، «رجال القضاء»، و«اليد الجريحة»، ومسلسل «عمر بن عبدالعزيز». وقد شكّلت هذه الأعمال ذائقةً فنية لدى جيلٍ كامل، وأسست علاقة وجدانية بين المشاهد والشاشة.


- أما الدراما السعودية الكوميدية، فقد انطلقت من محطة تلفزيون جدة عبر أسماء راسخة أبرزها لطفي زيني، حسن دردير، والموصلي «حج تخته». وكان كثير من الأعمال يُنتج آنذاك في تونس ولبنان ومصر، مثل مسلسل «فندق المفاجآت». وفي المقابل، برزت الدراما التراجيدية عبر ممثلين من الرياض، مثل عبدالرحمن الخريجي وسعد خضر، في مسلسلات شكلت أساس الدراما المحلية، ومنها «المهند». كما قدم النجمان طلال مداح ومحمد عبده تجربتين مميزتين في «الأصيل» و«أغاني في بحر الأماني».


- لم تكن البرامج الدينية بمنأى عن تلك المرحلة الذهبية؛ فقد تميزت الشاشة السعودية ببرامج رائدة مثل الصحة والحياة للدكتور زهير السباعي أمده الله بالصحة والعافية و«نور وهداية» و«على مائدة الإفطار» للشيخ علي الطنطاوي و«مجالس الإيمان» تقديم زهير الأيوبي، ثم برنامج «بيني وبينكم» للشيخ عبدالعزيز المسند – رحمهم الله جميعاً.


- انها حقيقة رؤية وزراء في تلك المرحلة صنعت الانطلاقة ويُحسب لوزيري الإعلام آنذاك، جميل الحجيلان وإبراهيم العنقري، أنهما تبنيا رؤية منفتحة سبقت عصرها، وأسهمت في دعم الانطلاقة المتفردة للتلفزيون السعودي عبر أربع محطات رئيسة: الرياض، جدة، الدمام، والمدينة المنورة. وقد كانت كل محطة تبث برامجها الخاصة، لصعوبة توحيد البث في تلك الفترة.


- عذراً إذا أضفت ملاحظة أخيرة حول قناة «ذكريات» التي أراها تحمل ذاكرة ناقصة بما يُعرض بين الحين والآخر في قناة «ذكريات» يعكس بدوره قصوراً واضحاً في تغطية كامل تاريخ التلفزيون السعودي، إذ تتركز المواد المقدمة على حقبة زمنية محددة، بينما تتجاهل، من وجهة نظري الشخصية، العصر الذهبي الحقيقي للتلفزيون، والجيل الذي أسس للمحتوى المحلي بمختلف أشكاله من برامج دينية وثقافية وترفيهية ومسلسلات درامية.


ختاماً، كل ما قدمته هنا من ملاحظات ليست انتقاصاً من الجهد المبذول، بل دعوة لإعادة قراءة الأرشيف، واستحضار الذاكرة الإعلامية كاملة دون حذف أو تجاهل، والاعتراف بأسماء كان لها دور محوري في تأسيس تجربة تلفزيونية وطنية امتدت آثارها لأجيال. إن الاحتفال باليوم العالمي للتلفزيون لا يكتمل دون تكريم تلك البدايات، واستعادة أرشيفها، وصون الذاكرة التي صنعت هوية الإعلام السعودي.

00:06 | 23-11-2025

هل قرارات اتحاد الكرة ولجانه مجرد «حبر على ورق»؟

إن التحقيقات التي تباشرها لجنة الامتثال بشأن «البنر» الذي رُفع من مجهولين في مباراة الاتحاد والأهلي، أعادت إلى ذاكرتي مواقف وقرارات اتخذتها إدارات سابقة في الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه في سنوات مضت، لم يلتزم الاتحاد الحالي بتطبيقها أو البناء عليها. وقد وردت تلك القرارات في بيانات رسمية أكدت رفضاً شديداً لتجاوزات جماهير الأندية، ودعمت عقوبات نصّت عليها تلك البيانات في حال عدم امتثال الأندية لها وتنفيذها. وإن صحّ وصف هذا التعبير بـ«التجاهل أو التغافل»، فإن تجاهل الرجوع لتلك القرارات يطرح جملة من التساؤلات الجوهرية، وهي كما يلي:


- أولاً: واقعة رفع الأعلام السوداء عام 2005، حينما أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم بياناً عبّر فيه عن رفضه واستنكاره الشديد لقيام جماهير النادي الأهلي برفع الأعلام السوداء في مباراته أمام نادي البنزرتي التونسي، وذلك احتجاجاً على التحكيم في نهائي الاتحاد والأهلي. وجاء في جزء من نص ذلك البيان (لمؤسف أن الأمر وصل إلى درجة توزيع أعلام سوداء بمقاسات كبيرة وأحجام واحدة، ومن الواضح أنها وُزّعت بكميات كبيرة مع توجيه برفعها في المدرجات أثناء المباراة. وقد كان منظر ذلك السواد قبل بداية المباراة سيئاً جداً وسلبياً للغاية، وخاصة أنه يحدث لأول مرة في الملاعب الرياضية داخل وخارج المملكة، وهذا الأمر يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا ويعدّ دخيلاً ولن يُسمح بمثل هذه الأمور إطلاقاً. وقد كان لحكمة وحسن تصرف الجهات المختصة دورٌ إيجابي في انتزاع تلك الأعلام السوداء ومنع ظهورها قبل بداية النقل التلفزيوني)، وبذلك تُعدّ هذه الحادثة سابقة خطيرة كان جمهور النادي الأهلي أول من قام بها في حينه.


- ثانياً: تجاهل السلوكيات المماثلة لاحقاً


وعند تتبع حالات مشابهة صدرت من رابطة جماهير الأهلي الحالية- من ألفاظ ولافتات غير لائقة «تلميحاً وتصريحاً»- لاحظنا أن اتحاد الكرة الحالي لم يُولِها الاهتمام المطلوب، ولم يتخذ بشأنها أي إجراء مما دفع بجمهور نادي الاتحاد إلى التعامل بالمثل. وهنا يُطرح السؤال الجوهري.. لماذا لم يتخذ الاتحاد، عبر مجلسه الموقر أو لجانه الانضباطية، أي قرار تأديبي تجاه تكرار السلوك ذاته من الجماهير نفسها، وإن اختلفت أساليبه وآلية تنفيذه، طالما أن هناك سابقة قائمة لا يمكن تجاهلها؟


-ثالثاً: في عام 2017 أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم قراراً يمنع استخدام لقب «الملكي» بكافة صوره، سواء عبر اللافتات في الملاعب أو عبر مواقع الأندية وتطبيقاتها، مع التشديد على إدارات الأندية بالالتزام بتنفيذه، وإلا فإن العقوبات ستطال النادي المخالف، ورغم ذلك مازالت جماهير النادي الأهلي ترفع لافتات هذا اللقب في ملعب الجوهرة حتى اليوم، دون اتخاذ أي عقوبة من لجان الاتحاد حيال هذا المخالفات، برغم وضوح القرار وصدوره من اتحاد سابق، مما جرأ بعض الإعلاميين ومعلقي المباريات إلى عدم الاكتراث بذلك القرار.


- رابعاً: هل الاتحاد الحالي ملزم بقرارات الاتحادات السابقة؟ (من المنظور القانوني) الإجابة القانونية نعم، ملزم، فالقرارات الصادرة من مجلس إدارة الاتحاد «متى صدرت وفق النظام الأساسي ولوائح الاتحاد» ترتبط بالكيان الاعتباري للاتحاد، لا بالأشخاص الذين يديرونه. وبمجرد صدور القرار يكتسب قوة نظامية تُلزِم جميع الأندية والأطراف ذات العلاقة، بغضّ النظر عن تغيّر الإدارات أو الأشخاص.


خامساً: مثال على قرارات لجنة التوثيق


ما صدر مؤخراً عن لجنة التوثيق من قرارات يُعدّ ملزماً كذلك لمجالس الاتحادات القادمة. فلا يجوز لأي إعلامي أو مسؤول في نادٍ أن يخالف ما وثّقته اللجنة أو يحرّفه أو يعبث بالحقائق التاريخية. إلا أننا لاحظنا بعد صدور تلك القرارات أن بعض الإعلاميين ومن يدّعون معرفتهم بتاريخ الأندية ما زالوا يبالغون ويخالفون ما تم توثيقه، دون خوف من عقوبات، وربما كان سكوت الاتحاد عن هذه التجاوزات أحد أسباب استمرارها.


- سادساً: حتى لا يُساء فهم رأيي، لست ضد أي قرار تتخذه اللجنة المختصة تجاه من خالفوا الأنظمة وسمحوا بدخول البنر إلى مدرجات جمهور الأهلي ورفعوه. بل على العكس، أنا مع أي عقوبة نظامية تصدر بحق المخالفين، أياً كانت هويتهم وميولهم الكروي، وبحق من سهلوا إدخال هذا البنر سواء من موظفي الملعب أو الشركة المنظمة التابعة لنادي الاتحاد، فالموضوع أنظر إليه من منظور أمني بحت، ويحمل خطورة بالغة إذا لم تُفرض عقوبات صارمة تمنع تكراره.


- خلاصة القول.. هل ستظل قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم «حبراً على ورق» حتى إشعار آخر؟ الإجابة عند رئيس الاتحاد الأستاذ ياسر المسحل، وأعضاء مجلس إدارته، واللجنة الانضباطية المعنية.

00:04 | 21-11-2025

لجنة الامتثال وميزان الكيال.. كيف الحال؟

لا يمكن لي أن أشكّك في القدرات الإدارية والرياضية للصديق طارق كيال، ولا في أمانته في أداء مهامه كرئيس للجنة الامتثال، وذلك لما أعرفه عنه شخصياً من فكر رصين وأخلاق عالية، وكم دار بيني وبينه من أحاديث تؤكد ذلك، فكلما كتبت مقالاً أو تغريدة، أو طرحت رأياً عبر برنامج تلفزيوني ذُكر فيه اسمه، أجده يتقبّل النقد بصدر رحب، وإن لاحظ أن ما طرحته بشأنه غير دقيق، أو كانت وجهة نظره قد فُهمت خطأ، لا يتردد في إجراء اتصال يوضح فيه ملابسات سوء الفهم، وبعفوية «ال كيال» المعهودة يتحدث بصدق وصراحة، وإن خانه التعبير في موقف ما، فلا يجد حرجاً في الاعتذار والاعتراف بذلك.


-إن ما دعاني لهذه المقدمة التحليلية لشخصية «أبو راكان» ليس دفاعاً عنه، بقدر ما لاحظته في أكثر من منبر إعلامي، وعبر منصة «إكس»، ظهور أصوات اتحادية استنكرت بشدة قبول رابطة المحترفين طرفاً محكِّماً في قضية طرفها الآخر نادي الأهلي، الذي لعب له الكيال وتولى فيه مناصب إدارية عديدة. وفي ذلك مخالفة لها وجاهتها القانونية، لِما قد يثيره من تساؤلات حول تضارب المصالح، وحقيقة -لو كنت مكان الصديق طارق- لقدّمت اعتذاري وأسندت المهمة إلى عضو آخر من اللجنة، تجنباً لأي شبهة أو ريبة قد تعيق أداء الواجب وتخلّ بميزان العدل المفترض بين جميع الأطراف.


-وبرأيي أن الخطأ لا يقع على الكيال بقدر ما يقع على رابطة المحترفين التي لم تُحسن اختيار أعضاء لجنة بهذه الحساسية، إذ كان من المفترض أن تضم اللجنة كفاءات متخصصة في الدراسات القانونية، وشهادات التدقيق، والخبرة المالية، وأن تكون بعيدة بشكل كامل عن أي ارتباط بالأندية، حتى لا يثار حولها الشبهات وتؤدي أعمالها باستقلالية لا تُحمل فيها ما حُمّل الكيال من ضغوط.


-لقد قرأت وسمعت وشاهدت آراء كثيرة حول «بنر العار»، إلا أن ما استوقفني هو غياب أي تساؤل حول موقف مدرج الأهلي القريب من موقع الحدث، وكيف التزم الصمت دون صدور أي ردة فعل غاضبة عند مشاهدة من رفعوا ذلك البنر المسيء. كان من المفترض أن يتخذوا موقفاً حازماً في اللحظة نفسها، وهو ما كان سيستدعي تدخّل مسؤولي الملعب أو رجال الأمن والقبض على الفاعلين، خاصة أن الحادثة وقعت قبل بداية المباراة أثناء ترديد رابطة الأهلي نشيد النادي. فهل يُعقل أن إدارة الملعب ورئيس رابطة جمهور الأهلي كانوا غافلين عن هذا الحدث؟ وهل نُصدّق أنهم مرّوا عليه مرور الكرام دون موقف مضاد، إلا إذا كان «الصمت علامة الرضا»، أو أن هناك من «بَيَّت النية» لصناعة مشهد يُتهم فيه جمهور الاتحاد؟


-عموماً، لم يكن الوسط الرياضي يعرف الكثير عن لجنة الامتثال قبل واقعة «بنر العار» صحيح أن اللجنة حديثة التأسيس، إلا أن هذا لا يعفيها من الظهور والتعامل مع حالة أو حالتين حدثت بعد نشأتها والتي تدخل ضمن نطاق اختصاصها. والسؤال: لماذا لم يخرج المتحدث الرسمي لرابطة المحترفين لتوضيح مهام اللجنة وأعضائها، وتعريف الجمهور الرياضي بها، بدلاً من هذا العمل «المستخبي» الذي لا يظهر إلا عند وقوع مخالفة كبيرة تثير ضجة إعلامية وجماهيرية؟


-أخيراً... سؤال يؤرقني: أين الشفافية؟ أين الحوكمة التي يُقال إنها ركيزة العمل الرياضي في اتحاد الكرة والرابطة واللجان والأندية؟ أم أن ما نسمعه لا يعدو أن يكون تحت طائلة «الاستهلاك الإعلامي»، كلام يدخل من أذن ويخرج من الأخرى... «كله كلام في كلام».

00:09 | 16-11-2025

متى يصبح الظلم جميلاً ومتى يكون مذموماً؟

سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أرى وأسمع وأقرأ ما يُطرح من آراء نقدية حول ذلك «البنر» الذي رُفع في ديربي الاتحاد والأهلي، وما تبعه من حملات إعلامية وجماهيرية عبر منصة «إكس»، تُطالب الجهات المعنية بفتح تحقيق لمعرفة المتسبّب، ومن كان له دور في السماح برفع ذلك البنر أو شارك في دعمه وإدخاله إلى مدرج جماهير الأهلي، لما تضمنه من عبارات غير لائقة تمس النادي وتاريخه وسمعته.


- لا شك أن مثل هذه الإساءات، أياً كان مصدرها أو من يقف خلفها أو يسهم في ظهورها في المدرجات، مرفوضة تماماً، وتستوجب وقفة حازمة. غير أن السؤال الذي يفرض نفسه: هل هذه الحالة هي الوحيدة؟ أم أن هناك حالات كثيرة سبقتها تم التغاضي عنها، رغم ما واجهته من حملات إعلامية وجماهيرية مشابهة طالبت بفتح التحقيق فيها، إلا أنها مرّت وكأن شيئاً لم يكن.


- لقد صدرت إساءات سابقة بصيغ متعددة، سواء بشكل مباشر أو من خلال التلميح والغمز، من بعض رؤساء روابط المشجعين أو عبر الحسابات الرسمية لبعض الأندية على منصة «إكس»، ومع ذلك لم تحظَ بالمتابعة أو المساءلة اللازمة.


- إن مثل هذا التباين في أسلوب التعامل مع المخالفات التي تصدر من الأندية أو جماهيرها يُعدّ نوعاً من الظلم، وله أثر بالغ في زيادة احتقان الشارع الرياضي وتغذية التعصّب، ويمنح انطباعاً سلبياً لدى الرأي العام مفاده أن هناك من يتعامل مع «الظلم» بمعيارين: أحدهما جميل ومحبوب، والآخر قبيح ومذموم!


- والمشكلة الحقيقية حين تُترك بعض التجاوزات الصغيرة دون معالجة، لتكبر شيئاً فشيئاً حتى تُصبح ظاهرة يصعب احتواؤها. وعندها، لن يكون مستغرباً تصاعد مؤشرات الفوضى، وما ينتج عنها من آثار سلبية تثير التساؤلات حول آلية اتخاذ القرار داخل اللجان والجهات المسؤولة، خصوصاً عندما تتداول الجماهير معلومات عن فتح تحقيق في قضية ما، فيأتي التساؤل المشروع.. متى تصحو اللجان ومتى تغفو؟ ومتى يُفتح باب التحقيق ومتى يُغلق؟ ومتى يصبح الظلم في نظر البعض جميلاً ومتى يُعدّ قبيحاً ومذموماً؟

00:14 | 12-11-2025

قمة الثامنة.. اتحادية أم أهلاوية؟

ديربي الغربية بين الغريمين التقليديين الاتحاد والأهلي ليس مجرد مواجهة رياضية، بل هو حكاية ممتدة مع التاريخ، تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، لما تحمله من ذكريات وأحداث ووقائع لا تُنسى، ومما لا شك فيه أن لقاء هذا المساء لن يمر مرور الكرام، إذ يُتوقع أن يكون حافلاً بالأحداث المثيرة والتحولات الفنية التي قد تُغير مجرى المباراة ونتيجتها، ويبقى الأمل أن لا يكون لصافرة الحكم – أياً كانت جنسيته – دورٌ مؤثر في ترجيح كفة فريق على آخر، حتى لا يتحول الحديث بعد المباراة من تحليل تكتيكي وفني إلى جدلٍ حول قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، أو اتهامات لحكام الـ«VAR» بحرمان أحد الفريقين من فوزٍ مستحق، فالتاريخ يشهد أن كلا الفريقين قد تضررا في أوقاتٍ سابقة من قرارات تحكيمية سواء من حكام محليين أو أجانب.


-من الصعب جداً التنبؤ بنتيجة الديربي، إذ إن هذه المواجهات عادةً ما تتجاوز المقاييس الفنية، وتخضع لعوامل نفسية وتفاصيل دقيقة قد تحدث أثناء المباراة، ولو عدنا إلى سجل اللقاءات السابقة، لوجدنا أننا أمام تاريخٍ حافل بالنتائج غير المتوقعة، كثيرٌ منها كان يميل في التوقعات لمصلحة الأهلي، لكن الاتحاد قلب الموازين في أكثر من مناسبة، منها الفوز التاريخي بنتيجة 8-2، وكذلك الانتصار الكبير بأربعة أهداف نظيفة للأهلي ، في بطولة كان الاتحاد فيها المرشح الأبرز لنيل اللقب.


-أما مواجهة هذا المساء، فهي مختلفة جذرياً عن لقاءات الماضي، نظراً للتغيرات الكبيرة التي شهدها الفريقان على مستوى الدعم المالي الضخم، وما يملكانه حالياً من نجوم عالميين ذوي خبرة ومكانة دولية، كما أن نظام مشاركة ثمانية لاعبين أجانب يمنح المباراة بعداً فنياً أكبر، ويُقلل من تأثير العامل النفسي مقارنة بالماضي، ويبرز في هذه المواجهة أسماء لامعة مثل كريم بنزيما ورياض محرز في الخطوط الأمامية، إضافة إلى الحارسين ميندي ورايكوفيتش اللذين سيكون لهما دور حاسم في حماية شباك الفريقين.


-في المقابل لا يمكن إغفال الفكر الفني العالي لكل من المدربين سيرجيو كونسيساو وماتياس يايسله، اللذين يمتلكان الخبرة والقدرة على قراءة مجريات المباراة، واستثمار نقاط القوة والضعف لدى الفريقين، وتوظيف إمكانيات اللاعبين بالشكل الأمثل بما يخدم أهدافهما التكتيكية ويقودهما نحو الانتصار.


-وفي الختام، تظل التوقعات مفتوحة، لكن من وجهة نظري الخاصة أرى أن نتيجة اللقاء الأقرب هي التعادل 2-2 إلا إذا كان لجمهور الاتحاد رأي آخر لما له تأثير قوي وفعال في تحقيق الفوز لفريقه .

00:14 | 8-11-2025

تشريح فوضى النقل التلفزيوني

لا أملك دليلاً مادياً، بقدر ما أمتلك العديد من الشواهد التي يمكن أن تُقدّم تشريحاً دقيقاً لحالة من الفوضى المتجددة التي تشوب مشهد النقل التلفزيوني للدوري السعودي. هذه الفوضى ليست وليدة هذا الموسم، بل تمتد جذورها إلى ما يقارب عقدين من الزمن، حيث يجد المشاهد الرياضي نفسه، بين حينٍ وآخر، أمام مشهدٍ متكرر من «التعاقدات» المتبدلة والمفاجئة، يتساءل معها عن السر الحقيقي وراء تغيّر مسميات القنوات الناقلة بين فترةٍ وأخرى.


-لقد تحول الأمر إلى ما يشبه مسلسلاً لا نهاية له، مسيرة حافلة ببدايات صعبة مركزها التلفزيون المحلي ثم الانتقال إلى القنوات الخاصة مثل«ART» و «قناة الجزيرة الرياضية» إلى أن وصلنا إلى مرحلة بدأنا نسمع عن قنوات حديثة المنشأة والولادة تظهر فجأة بلا أي مقدمات على الساحة الإعلامية، مثل SSC وقناة ثمانية، يتم التعاقد مع قنوات لم تسمع بها من قبل.. لا تملك سمعة ولا خبرة في مجال النقل التلفزيوني للمباريات، وليس لها اسم معروف في مجال الإعلام بصفة عامة أو الرياضي بصفة خاصة تُبرم معها عقود سنوية أو متعددة السنوات، ليبقى السؤال قائماً: ما الأسباب الحقيقية وراء إنهاء العلاقة مع قناةٍ لم تلبث أن بدأت، ثم التعاقد مع أخرى بالمعايير ذاتها، دون أن يكون لها تاريخٍ إعلامي أو سجلٍّ مهني معروف؟


-في المقابل، هناك ما يُعرف بـ«الشركة المشغّلة للدوري والمسابقات المحلية»، وهي بدورها تشكّل لغزاً محيّراً، فلا معلومات واضحة عن هويتها الفعلية، أو عن ملكيتها، أو عن العمر الزمني لوجودها، لتبقى في دائرة الغموض دون أن يتجرأ أحد على كشف حقيقتها، ولمن تتبع ملكيتها، وتوضيح دورها ومصادر دعمها، ولا ندري لصالح من تستمر بهذه الصورة الغامضة جداً.


-في الحقيقة، إن هذه الشركة تبدو هي محور الإشكال وأصل الخلل في منظومة النقل التلفزيوني، لقد أصبحت هذه الحالة المعروفة والمسكوت عنها واقعاً مكرّراً منذ سنوات طويلة؛ إذ تتبدّل القنوات الناقلة، بينما تبقى الشركة المنتجة بمنأى عن أي مراجعة أو مساءلة، وكأنها خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه.


-كل شيء في محيطنا الرياضي تغير بشكل مذهل إلا النقل التلفزيوني من سيئ إلى أسوأ، وتستمر المعاناة ذاتها: ضعفٌ في مستوى الإخراج الفني، وغيابٌ للحلول الجذرية، رغم وضوح الأسباب ومعرفة مواضع الخلل، وعلى ضوء هذا السكوت وعدم المبالاة يجد المشاهد نفسه مجبراً على تقبّل الوضع كما هو، حتى على مستوى ما يكتب من آراء «نقدية» لم تعد تجدي، فلا تجد لها صدى أو تفاعلاً إيجابياً، مهما يقال ويكتب «لا حياة لمن تنادي».


-اللهم ارحم أيام كان النقل والإخراج التلفزيوني بأقل الإماكانيات معتمداً على الكفاءات الوطنية أمثال طارق ريري، فيصل عراقي، وعيسى الرميح، ومسفر المالكي، ومحمد سندي، وغيرهم، ولو قارنا بما كان يدفع مالياً في تلك الحقبة الزمنية والحقبة الحالية لوجدنا الفرق شاسعاً جداً يذهب إلى صناع المرحلة الحالية، أما على الأداء العملي فصناع المرحلة السابقة يتفوقون كثيراً كجانب تخصصي وإبداع، ولا مجال للمقارنة بأي حال من الأحوال.

00:28 | 5-11-2025

فهد سندي.. بيض الله وجهك

منذ إعلان المهندس فهد سندي ترشيحه رئيسًا لنادي الاتحاد، كنت على قناعة تامة بأنه الرجل المناسب لقيادة هذا الكيان الكبير في مرحلة حساسة، بعد استقالة الرئيس «المحبوب» لؤي مشعبي، الذي لم يكن اختياره قرارًا عشوائيًا من قِبل أعضاء المؤسسة الربحية، بل جاء نتاج قراءة دقيقة لشخصيته وقدراته، وتجربة واقعية سابقة أثبت فيها حضوره القوي مع الإدارة السابقة، مما أكسبه ثقة الجميع وتم ترشيحه ثم انتخابه بالتزكية.


- منذ الموسم الماضي، راهنت على أن المدرب السابق لوران بلان لم يكن على مستوى تطلعات الاتحاديين، رغم فوزه ببطولتي الدوري والكأس، إذ كانت إرادة وعزيمة نجوم الفريق بقيادة الأسطورة كريم بنزيما ودعم الجماهير هي المحرك الحقيقي لتلك الإنجازات، وقد جاء قرار إقالته لاحقًا تأكيدًا لصحة الرأي الذي طرحته، وقد كان قرارًا شجاعًا شارك في صياغته مجلس الإدارة والمدير الرياضي، بدور مؤثر للرئيس فهد سندي الذي أحسن التقدير وأثبت حُسن قيادته.


- اختيار المدرب الجديد سيرجيو كونسيساو في توقيت صعب كان تحديًا كبيرًا، حمل في طياته كثيرًا من المخاطرة، إلا أن رئيس الاتحاد تعامل مع الملف بعقلانية، مستمعًا لكل الآراء، وداعمًا لقرار مدروس أثبتت الأيام صوابه، وبعد ما لمسناه من عمل منظم وجاد من المدرب الجديد، يحق لنا أن نقول للرئيس: بيض الله وجهك يا فهد سندي، فقد أحسنت الاختيار.


- كما يُحسب له وعيه الإعلامي، إذ أدرك مبكرًا أن التفاعل المفرط في منصة إكس (تويتر) لا يخدم مصلحة النادي، فاختار الصمت والتفرغ للعمل، تاركًا مهمة التواصل الإعلامي لمدير إدارة الإعلام والاتصال الزميل العزيز رياض المزهر، في خطوة احترافية تنم عن نضج إداري وفكري.


- إن ما يميز فهد سندي هو تقبله للرأي الآخر، وتفاعله الواعي مع النصيحة، مما جعله قريبًا من جمهوره، وحريصًا على نجاح منظومة الاتحاد ككل. اليوم، وبعد سلسلة من القرارات الحكيمة والموفقة، نستطيع القول بثقة إن الاتحاد يسير في طريق المجد بثبات، بقيادة رئيسٍ يعمل بصمت ويُنجز بفاعلية، مما يدعوني إلى الإشادة به. وبصوت عالٍ أقول «بيض الله وجهك يا أبا فارس... على قراراتٍ صنعت الفارق، ورؤيةٍ ستقود الاتحاد إلى القمة بإذن الله وتوفيقه».

00:30 | 2-11-2025

هل يتأهل النصر ويخسر الاتحاد بفعل فاعل؟

• المواجهة المصيرية بين النصر والاتحاد، المقررة هذا المساء في دور الـ16 من بطولة كأس الملك، من المفترض ألا تُطرح بصيغة سؤال استفهامي مثير للجدل، بل كموضوع رأي محايد حول الفريق الأقرب للتأهل، لكن ما يعانيه الاتحاد هذا الموسم من أخطاء تحكيمية، كما ظهر في المباراة الأخيرة أمام الهلال حين خسر بسبب حكم أجنبي أخفق أكثر من مرة في تطبيق القانون وحكام تقنية «نايمين في العسل»، يثير القلق بين جماهيره حول إمكانية نجاة النادي من الهزيمة والخروج من الكأس بسبب «فعل فاعل» مرتبط بالأخطاء التحكيمية، سواء من حكم الساحة أو غفلة حكام تقنية الفار، ولا يُستبعد أن يتعرّض النصر لموقف مشابه قد يحرم الفريق من الفوز والتأهل بسبب قرارات الحكم والفار.


• من المؤسف حقاً أن المشجع الرياضي لم يعُد يستمتع بمباراة نظيفة، بل أصبح قلقه الأساسي منصبّاً على التحكيم. الأمر نفسه ينطبق على النقاد والبرامج الرياضية، التي كانت مخصصة لتحليل الأداء وتطوير اللاعبين، لكن أصبح «شغلها الشاغل» دوماً التحكيم. هذه الظاهرة ليست جديدة على ملاعبنا، إذ عانت منها أنديتنا السعودية لسنوات طويلة، ما دفع إلى الاستعانة بالحكام الأجانب. ومع ذلك، ظلت المشكلة قائمة رغم التعاقد مع خبرات أجنبية لإدارة اللجنة، وزيادة عدد الحكام الأجانب، وإقامة دورات مستمرة للحكام السعوديين، واستخدام تقنية الفيديو.


• المؤسف أيضاً أن الخبرات الأجنبية، رغم الميزات المادية الضخمة التي تُصرف لها، لم تحقق أي تطوير ملموس يُسهم في تحسين مستوى التحكيم، أو تدارك الأخطاء المستمرة على مدى مواسم متتالية، ما يعكس ضعف أداء اللجنة، التي ينطبق عليها المثل: «جيتك يا عبدالمعين تعين، لقيتك يا عبدالمعين تنعان».


• كما أن اتحاد القدم والجمعية العمومية ورابطة المحترفين، رغم الشكاوى المستمرة من الأندية حول أخطاء الحكام السعوديين والأجانب وتقنية الفيديو، لم يتخذوا خطوات حقيقية للحد من هذه الأخطاء وتحسين جودة التحكيم.


• أما عن مواجهة اليوم، فأتمنى مشاهدة مباراة ممتعة وتحكيماً عادلاً لا يضر أي فريق، بعيداً عن القرارات المثيرة للجدل، مع الاستمتاع بمنافسة قوية بين خيسوس وكونسيساو، في صراع تكميلي لمواجهات سابقة تفوق فيها الثاني بمباراة واحدة فقط، وأيضاً مع متابعة نجومية أسطورتين مثل كريستيانو وبنزيما، التي قد تحسم فوز وتأهل النصر أو الاتحاد.

00:25 | 28-10-2025