-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• قبل فترة كنت في نقاش ودي مع صديقي الدبلوماسي السفير الدكتور عبدالعزيز الصويغ.. عدت بذاكرتي إلى الوراء لسنوات مضت فاسترجعت أيام عمله بوزارة الخارجية في عدة مناصب.. وكلها كان رجلاً عامرة روحه بحب العمل.. وفي مراحل حياته الخاصة تحمَّل النوازل والمصائب بقلبه القوي.. جاب الفيضانات بعزم أكيد وجدٍ نادر.. فلله درك أبا فيصل فقد عرفت من أين تؤكل كتف المثابرة.•• أثناء عملي الوظيفي تعلمت أن المنصب لا يصنع إنساناً إن لم يكن على ديمومة خُلُق ووفاء وتواضع.. تعلمت أن ذكرى المكان القيادي لا تبقى إلا لمن تبتَّل حين كان صاحبه يتقلده.. فثمة أناس تولوا مناصب قيادية وغادروها وبقيت ذكراهم العذبة.. وليس من الضروري أن يتخرج المرء من جامعة عالمية مثل «هارفرد» ليصنع لنفسه تواضعاً.. إنه القيمة الراسخة غير المغادرة أبداً أبداً.

•• حين يرحل المرء عن منصبه القيادي لن يبقى له إلا سمعته الفاتنة.. يلُجُّ حاضراً بدفئها البديع وحياتها الجامعة لكل مكارم الأخلاق حائزة الفضائل مرتوية الآداب.. يدوم بمسيرة فائقة الجمال ومساحة قلب مؤنسة الألفة والتلطف.. فتستمر شمسه مشرقة بين الأكوان وعند معارفه ومحبيه.. هذا هو الذي لم يُحرم من لذة الحياة الروحية السامية.. أما عكسه فسيكون غريباً في مجتمعه أهلاً وحالاً.


•• من أخذه خيلاء المنصب وغادره يأخذه تعب الروح الغامض.. يشعر بمجموعة من أتعاب فقد الحياة ورونقها.. لا يعترف به أحد ممن حوله.. حينها يعقل أنه في غابة واسعة بلا إضاءة بطانة أو وضاءة طوية.. يُحسُّ بملامح الهرِم تطأه دون أن يُغمر بحب الآخرين.. فيتسرب إلى ليل لا نسيم فيه، وينبلج على نهار لا وهج له.. أصبح كائناً يتسول هبة ابتسامة.