-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
تابعت مشاركات الصديق العزيز ناصر القصبي بعد إيقاف طاش ما طاش لأسباب طاش منها شيء وما طاش منها أشياء، ومن متابعتي لمسلسل العاصوف، وهو مسلسل جيد وأعجب الكثير، وأنا كمشاهد رأيت فيه مسلسلا مناسبا، ولكن عليه ملاحظات عدة، حتى يتناول بإقناع ما حدث في الحرم المكي من جهيمان وشلة الفساد التي معه أو أنها كانت تحتاج إلى حبكة أفضل وتفاصيل لا بد منها، وفي رأيي أنها أخذت على مبدأ ما قسم كنت أتمنى خلفية أجلى عن كيفية نشوء الفكر الإرهابي، خصوصا لدى مجموعة جهيمان وكيف ترعرعت، كذلك خلفيته المجتمعية وكيف نشأ وتشبع بذلك الفكر الضال الخاطئ، كما أن سرد القصة من حيث الموضوع ككل عليه علامات استفهام عدة، هي ليست بيت القصيد على الأقل بالنسبة لي.

والحقيقة إذا عدنا للمعني بهذا المقال الأخ ناصر القصبي فهو أينما حل فخراجه لنا! أي للمتلقي فهو كممثل مبدع بالفطرة وكما رفعنا له القبعة بالغربي والعقال بالعربي لإبداعاته، فإنني اليوم ودي أرفع في وجهه الطيب حبياً الكرت الأحمر. وأقول يا ناصر عرفناك ممثلاً كوميديا ترسم البسمة على محيا المشاهد ولا نكتفي بلحظات المشاهدة، ولكن نتذكر تلك اللقطات والمواقف التي نحس أنها عفوية من جمال الإتقان وتلقائية الأداء، نتذكرها بين فينة وأخرى فنتنادم عليها فيظل للضحك بقية. أيها الممثلون وبالذات يا ناصر تعبنا من الأحزان، ملينا من الصراخ والعويل، أغرقتنا الدموع في لجة الألم، يكفي معظم الشعوب العربية ما تعانيه، إنها تبكي بكاء طبيعيا ولا تحتاج لمحفزات الألم والأحزان ومقبلات البكاء ومسيلات الدموع، فقد استعملت دون هوادة على شعوب مقهورة مثل سوريا على يد الأسد واليمن على الأيدي القذرة الحوثيين.


أرجع للممثل القدير والصديق العزيز ناصر القصبي، نعم إن مشاركاتكم الأخيرة قد تكون جيدة فنيا ولا غبار عليها ولا عاصوف، ويعرف الكل أن الضرب تحت حزام بعض المشاكل التي تعتبر جريئة يعطي العمل شعبوية جيدة، ولكن فلنترك النحيب والعويل وإثارة الهموم فهي موجودة أصلا، اترك كل جزئيات ومثيرات الدموع، فإنك ستحفر في صخر فقد جفت الدموع، ولكن إن كانت هناك بقية فاترك مهمة تحفيزها لمن أصبح الحزن والألم والندب مهنته. يا أيها السيدات والسادة ومن هو على الريحة أو سكر زيادة ما عدنا نبحث عن الضحك فقد أصبح مثل لبن العصفور، فقد أمسينا قنوعين تكفينا البسمة وترضينا، الأخ الممثل الكوميدي ناصر القصبي فضلا ارجع لحولك وأضحِك المشاهد ولو بشق بسمة.