-A +A
أريج الجهني
«نيابات السياحة.. ستنهي قضايا السياح في المطارات وستضمن حقوقهم».. هكذا جاء عنوان الخبر للزميل عدنان شبراوي في «عكاظ» الخميس الماضي. والحقيقة لن أتطرق للتفاصيل لكن سأكتفي بالتعليق على الأبعاد الاقتصادية والسياحية للخبر. بداية إن خطوات النيابة المبتكرة والنوعية ممتدة منذ سنوات وسبق أن كتبت عن دورها في الأمن الاجتماعي، واليوم تواصل هذا النجاح في ترسية الأمن السياحي لتؤكد ببساطة فكرة (الأمن صناعة سعودية). إن عبارة أمن وأمان ليست مجرد كلمات تقال عن هذا الوطن العظيم، بل هي خطوات وبرامج مؤسساتية ترعاها أعلى الجهات التنفيذية والمشرعة على حد سواء.

الرياض اليوم مسرح حقيقي للسياحة السعودية، يكفيك فقط أن تتنقل بين الأسواق لتشاهد السياح آمنين مطمئنين في دولة يسودها الأمن وتزهو بالرفاهية والرخاء. وجاءت خطوة النيابة العامة لتعطي بعداً أمنياً مشجعاً ومحفزاً للعالم ولترحب بالجميع بعيداً عن الصور النمطية الجائرة والمجحفة والتي يروج لها في وسائل الإعلام المعادية. وزارة السياحة بدورها كرّست مفهوم الأمن السياحي من خلال إدارة مخاطر الأمن السياحي والذي يهتم لإكساب الأطراف المستفيدة للمعارف والمهارات اللازمة لضمان أمن وسلامة السياحة بهدف تحليل المخاطر في المنشآت السياحية ومعرفة التجهيزات الأمنية لتحقيق سلامة السياح والاطلاع على أفضل الممارسات الدولية لضمان أمان وسلامة السائح.


إن صناعة السياحة لا تزال أمراً حديثاً بمفهومها المعاصر، لكن من العوامل المساعدة لجعل تجربة السياح إيجابية لدينا أن الشعب السعودي شعب مضياف وكريم ومبادر وهذا الأساس الاجتماعي هو القاعدة الأساسية والتي نمتلكها ولله الحمد في وطننا. لا أحد يريد أن يسافر ليشعر بالقلق أو الخوف، فالفكرة في السفر هو الاستمتاع والطمأنينة، بل أتمنى أن يتم التسويق أكثر لجانب قد يكون غائباً عن صناع السياحة وهو السياحة العلاجية في المملكة، فالمستشفيات لدينا والقطاع الصحي تفوقت بمراحل بل تجاوزت دول الجوار، ما المانع من أن يتم الترويج للأطباء السعوديين المبدعين وتكون هناك إعلانات مستمرة مثل (تعالج في السعودية) لمَ لا؟.

بل يكفيك أن نظامنا الصحي إنساني لأبعد حد ولله الحمد ولا يفرق بين أي جنسية أو عرق في استقبالهم في الطوارئ والمستشفيات بجانب المهارة العالية والعناية الفائقة.

أخيراً، فإن وطننا يحتفي بالجميع ونحن اليوم كشهود على هذه التحولات علينا أن نساهم في رفع الوعي السياحي، وأن لا يتردد الأفراد في تسويق مشاريعهم والدخول للقطاع كمستثمرين سواء من خلال تأجير الوحدات أو حتى برامج الإرشاد السياحي، ولعل تجربة مدينة العلا الفريدة والمبهرة تكون نواة في إدماج السكان المحليين في استقبال السياح وتوجيههم، العلا بلا شك حالة خاصة من الجمال والتميز وتستحق أن توضع كمثال وبنش مارك لكل مدينة تسعى بشكل جاد لاستقطاب السياح، وأهلاً بالعالم.