-A +A
حمود أبوطالب
نشرت «عكاظ» يوم أمس تقريراً متميزاً بمهنيته يثبت أن الصحيفة اليقظة لا تكتفي بنشر الخبر أو تغطية الحدث في حينه ثم تسدل عليه الستار وتدعه يمضي، بل هي التي تتابع وتتقصى وتبحث عن الحقيقة احتراماً لقرائها وتوخياً للمصلحة العامة، خصوصاً في المواضيع والقضايا والخدمات التي تهم كل المجتمع أو تعكس صورة الوطن.

يمكن اعتبار التقرير ملاحقة ماراثونية لقضية التكدس التي حدثت في الصالة الشمالية بمطار الملك عبد العزيز خلال عيد الفطر، وانتهت بتوجيه وزير النقل بتأريخ 4 شوال تشكيل لجنة تحقيق عاجلة برئاسة هيئة الطيران المدني للوقوف على الأسباب والرفع بالنتائج والتوصيات في موعد أقصاه أسبوع من تاريخه، لكن انتهت مدة 20 يوما من انقضاء المهلة المحددة من قبل وزير النقل ولم تظهر النتيجة، وكل الذي حدث هو تكليف رئيس تنفيذي جديد لشركة مطارات جدة. وتفيد «عكاظ» أنها تحاول الحصول على النتائج التي تكون قد تمخضت عن اللجنة بتواصلها مع وزارة النقل وهيئة الطيران المدني وشركة مطارات القابضة وشركة مطار جدة، لكنها لم تجد تجاوباً، ورغم ذلك أكدت أنها ستواصل إصرارها لمعرفة النتيجة استناداً إلى توجيهات القيادة بضرورة رد الجهات الرسمية على ما يُنشر في وسائل الإعلام لإيضاح الحقائق.


هذه القصة تذكرنا بالمقولة العتيقة عن اللجان كونها تُميت أي قضية، لكننا نعتقد أن ذلك كان في زمن مضى وليس الآن ونحن نعيش مرحلة الشفافية والمحاسبة ونبش مكامن القصور والفساد، والأزمة التي حدثت لم تكن بسيطة، والخشية كما ذكرت «عكاظ» من استمرار أسبابها ونحن نستقبل موسم الحج، وفي كل الأحوال لابد من معرفة أسباب كل أزمة والمتسببين فيها أياً كانوا، فلا أحد فوق المحاسبة كما قال وأكد وفعل سمو لي العهد.

ومن هنا نتضامن مع «عكاظ» ونهيب بمعالي وزير النقل إلى إطلاع المجتمع عبر الإعلام عما توصلت إليه اللجنة إذا كانت قد تشكلت فعلاً وكشف أسباب المشكلة والحلول التي تم اتخاذها.