-A +A
عبدالرحمن العكيمي
الخطاب السياسي السعودي مثل أي خطاب دائماً يخضع للمراجعة وإعادة التقييم والتقويم وفق متغيرات المرحلة وتحدياتها، وبذلك يتغير ويتفاعل مع المستجدات مراعياً المصالح الوطنية والقومية والسيادية مع الحفاظ على العلاقات والمصالح المشتركة.

ويأتي الخطاب السياسي السعودي الجديد مواكباً ومدركاً لحجم تلك التحديات التي تمر بها المنطقة إقليمياً ودولياً؛ فالمملكة بقيادتها الرشيدة كانت ومازالت تراعي كافة الأبعاد والتداعيات منطلقة من دورها الريادي وثقلها السياسي في الشرق الأوسط بوجه عام وفي منطقة الخليج العربي بوجه خاص، ودائماً تسعى لتجاوز الخلافات التاريخية مع بعض دول الجوار وكذلك الخلافات المستجدة التي فرضتها متغيرات المرحلة وتقدم دائماً مصالح الأشقاء، فهي كانت ومازالت وستظل الدولة الكبرى والمهمة في المنطقة دينياً واقتصادياً وإستراتيجياً.


ويتمتع الخطاب السياسي السعودي بالحكمة وبعد النظر وعمق النظرة حتى في حالة وجود الخلافات والاختلافات السياسية، وحتى في حالة الجحود والخذلان.

اليوم يقف الخطاب السعودي في هذه المرحلة الحساسة وقد تجاوز مرحلة جبر الخواطر بكثير وهو يبدو أكثر عزماً وحزماً بفضل من الله جلت قدرته ثم بفضل حكمة وعزم الملك سلمان وقوة وحزم الأمير محمد بن سلمان. حيث تضع المملكة مصلحة شعبها وأراضيها واقتصادها فوق كل الاعتبارات، فالأمور تبدو واضحة أكثر من أي وقت مضى، فالحكمة هي ضالة خطابنا السياسي الذي نأى بنفسه كثيراً عن المنزلقات وارتقى ويرتقي عن صغائر الأمور ويمارس الصمت المهيب تجاه بعض المستجدات والمتغيرات ويمعن النظر في كل ما من شأنه استقرار المنطقة وأمنها القومي والإقليمي.