-A +A
ميّ خالد
هناك مصطلح شائع في الصين وهو: العمل مع مريض العناية المركزة أو مشروع 699 الذي يعني العمل ستة أيام في الأسبوع من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً، وهذا الموظف بالتأكيد سيدخل العناية المركزة بعد هذا الجهد الهائل، هناك تقديس للإنتاجية في الدول الصناعية مثل الصين لكنهم هذه الأيام يعيشون صحوة من نوع ما تظهر في تعليقاتهم عبر مواقع التواصل، حيث يعترفون أنهم يعملون بجد كبير كشعب صيني ولكن ليس بكفاءة، وهذا ما نعرفه وندركه جيداً نحن مستهلكي المنتجات الصينية سريعة التلف.

أما تأثير المسرحية أو تأثير رجل المسرحية هو تعبير دارج في الصين نشأ تزامناً مع مصطلح العمل مع مريض العناية المركزة، ويمكن شرح فكرة رجل المسرحية عبر القصة التالية:


في المسرح، وقف رجل قصير القامة كي يتمكن من مشاهدة المسرحية (ولا يستطيع أحد أن يمنعه)، ومن ثم يجب على الجمهور الذي يقف خلفه أن يقفوا أيضاً ليشاهدوا المسرحية. حدث ذلك على التوالي من الصف الأمامي حتى الذي خلفه فخلفه، وأخيراً حدث التغيير ووقف الجميع في المسرح.

ولكن لا يمكن لأحد الاستفادة من مثل هذا التغيير.

في هذه القصة إشارة طريفة لوضع اليد العاملة الصينية مع زيادة ساعات العمل ومن يروي هذه القصة يهدف للاحتجاج ولانتقاد الأوضاع الاقتصادية انتقاداً ناعماً.

أما الأوضاع الاقتصادية لدينا في العالم العربي فهي تشبه تراجيديا المشاع، التي يمكن أن تكون قصتها على هذا النحو:

للقرية مراعٍ مشتركة ومشاعة بين جميع الأهالي، حيث يمكن للمزارعين إحضار مواشيهم لرعيها مجاناً. يمكن لكل مزارع أن يتصرف بعقلانية من أجل مصلحته الذاتية للاستفادة من العشب. ولكن تحدث المأساة عندما يفعل كل مزارع في القرية هذا، فإن العشب المشاع ينتهي ولا يمكن تنميته تنمية مستدامة. على الرغم من أن أحداً من أهالي القرية لم يخطئ، فكل فرد منهم كان يعمل على تحسين وضعه، إلا أن الجميع سيكونون أسوأ حالاً في نهاية القصة.

يرتبط الوضع الصيني مع الوضع العربي كما ترتبط «تراجيديا المشاع» بـ «تأثير المسرح» من حيث إن كل فرد يتصرف بعقلانية بما يخدم مصلحته، لكن النتيجة النهائية هي نتيجة أسوأ للجميع. ويظل الوضع الصيني أفضل من العربي لمحافظته على الملكيات المشتركة.