-A +A
علي محمد الحازمي
الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الصيني وانغ يي وحديثه عن التعاون المشترك بين المملكة والصين في مواجهة تحديات جائحة كورونا، أعادت للأذهان التجربة المشتركة بين الصين والمملكة في السيطرة على انتشار وباء كورونا، حيث تعد الصين واحدة من أوائل الدول التي أبدت استعدادها لتعزيز العمل المشترك مع المملكة لدعم منظمة الصحة العالمية وتوحيد الجهود العالمية من أجل مكافحة جائحة كورونا وتوفير اللقاحات ومساعدة الدول الأخرى للقضاء على الوباء.

نجاح التجربة الصينية في القضاء على انتشار فايروس كورونا إما بالتطبيق الصارم لإجراءات مكافحة الوباء أو بسرعة اكتشاف لقاحات ساعدت الصين على وجه الخصوص والعالم على وجه العموم لعودة سلاسل الإمداد من جديد في وقت قياسي بعد أن تعطل العالم اقتصادياً، الجدير بالذكر تعتبر الصين الدولة الوحيدة التي حققت نمواً اقتصادياً خلال عام 2020 وخاصة في الربع الرابع بنسبة فاجأت العالم أجمع تجاوزت 6%؛ والسبب وراء هذا التعافي السريع هو أن الصين لم تستسلم للوضع الصحي العالمي لفترة طويلة، بل في غضون أشهر قليلة من اندلاع المرض كانت الصين تخطو خطوات سريعة نحو التعافي، وهذا ما نلاحظه من انخفاض معدلات الإصابة والوفيات بالفايروس إضافة لانخفاض معدلات البطالة وخاصة في النصف الثاني من عام 2020.


على الجانب الآخر، تعد أيضاً تجربة المملكة العربية السعودية ناجحة في سرعتها الاستثنائية في الاستجابة في إدارة فايروس كورونا، وذلك من خلال التدابير المكثفة، حيث أخذت وزارة الصحة زمام المبادرة في إدارة الاستجابة للوباء من خلال الاعتماد على هيكل الرعاية الصحية الرقمية المتقدم المعمول به، وكذلك التعبئة السريعة لأكثر من 25 مستشفى وموارد رعاية في المراحل الأولى من الوباء، من أجل احتواء تفشي المرض ومنع النمو المتسارع للحالات التي يمكن أن تثقل كاهل نظام الرعاية الصحية. كما تم اتخاذ تدابير لزيادة القدرات وكذلك إنتاج معدات الوقاية الشخصية والإمدادات الطبية.

أظهرت جائحة كورنا مدى عمق العلاقات الصينية السعودية على المستوى الطبي والإنساني، ويتجسد عمق تلك العلاقات من خلال ما قام به مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية بتقديم إمدادات طبية للجانب الصيني، التي كانت بمثابة دعم روحي ضخم ومساعدة مادية مهمة للعاملين الطبيين الصينيين في الخطوط الأمامية. على الجانب الآخر، قدمت الصين 9 ملايين اختبار للحمض النووي للمملكة وإنشاء مختبرات في ست مناطق رئيسية في المملكة، إضافة لذلك أرسلت الصين فريقاً من الخبراء الطبيين إلى المملكة.

العلاقات السعودية الصينية تتوثق يوماً بعد يوم، وتسير بوتيرة سريعة ومتقدمة في العديد من المجالات المشتركة، والمجال الطبي واحد من تلك المجالات التي يراهن عليها الجانبان للارتقاء بمستوى العلاقات السعودية الصينية الطبية إلى فضاءات أوسع تجسد مدى عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين القائمة على التعاون المشترك بما يخدم مصالح الطرفين لتحقيق حلم قادة البلدين في تبني سياسة انفتاحية في مختلف المجالات.