-A +A
أسامة يماني
المقابلة التلفزيونية التي أجراها المذيع الرائع عبدالله المديفر مع الأمير محمد بن سلمان لم تكن فقط حواراً مع ولي العهد السعودي، أحد أهم زعماء وقادة منطقة الشرق الأوسط، وأحد أهم المؤثرين في المنطقة والعالم.

إن أهمية هذا الحوار الشامل تتجاوز كل الجوانب من الناحية الشكلية التي تطرق لها هذا اللقاء التلفزيوني، سواء الجوانب السياسية أو الاقتصادية أو المالية أو الاجتماعية أو التعليمية.


كما أن ما تميز به هذا الحوار هو رسم خارطة طريق للمستقبل، وضع فيها الأمير محمد الخطوط العريضة المُستهدفة على جميع الأصعدة التي تهم المواطن وكأنه حديث مباشر مع جميع أطياف المجتمع. كما لم يغفل الأمير في حديثه مخاطبة العالم والدول بشكل ملفت للنظر والإعجاب.

لقد كان الحوار حديثاً مباشراً، وتلك أحد أهم السمات الذي تميز به وتفرد به هذا اللقاء التلفزيوني، فضلاً عن أن الرسائل التي احتواها، وكانت موجهة للداخل والخارج تظهر جلية، وتُثبت أن هناك قيادة وطنية تُشارك في رسم وصنع مستقبل الوطن والمنطقة ككل، وتعمل على جعل السعودية رقماً وفعلاً مؤثرين، وليسا هامشيين.

كما تثبت تلك الرسائل أن السعودية قوية باقتصادها المتنوع وبمركزها وموقعها وقدراتها، وأن السعودية رقم يفرض نفسه بقوة يجعلها دائماً متواجدة في قمة مجموعة الكبار.

حديث الأمير محمد كان حديثاً مباشراً لكل شخص في الداخل والخارج، وقد شعر به كل مواطن ومحب لهذا البلد العظيم.

وقد صورت هذا الشعور الكتابة العكاظية المبدعة «ريهام زامكه» قائلة: «لا أكذب عليكم؛ كأي مواطن سعودي انتظرت اللقاء الخاص بولي عهدنا الأمير المُجدد محمد بن سلمان على أحرِّ من الجمر، ولا أخفيكم استعددت له لدرجة أنني لبست أغلى ما عندي و(تكشخت) وتعطرت وتبخرت كما لو كنت أنا من سيجري هذا الحوار الماتع والمنفرد، ثم جلست أمام التلفزيون».

إنه حديثُ فريدُ يضع الخطوط العريضة ويرسم خارطة طريق، لذا يستوجب الوقوف أمام ما تم طرحه عبره من رسائل وأفكار ومضامين، وأن يكون دافعاً لكل مسؤول ليصبح على قدر المسؤولية في موقعه؛ فلا مكان في الحاضر والمستقبل للأيدي المرتعشة، ولا مكان للأفكار العتيقة التي تجاوزها الزمان.

وهو في النهاية، حديث موصول، وقول معمول، وفكر مستقبلي منظور.