-A +A
مي خالد
أتذكر أول مرة سمعت أحداً يهجو (الأنا) كنت في مطلع العشرين وأدرس مادة الأدب في الجامعة على يد أستاذة شديدة القسوة والصلف، لم تطق الأستاذة أن تسمع شرحاً مغايراً لبيت شعري سبق وأن شرحته لنا، فانطلقت تكيل التهم والسباب لزميلتنا التي تجرأت على القصيدة وعلى الأستاذة، خاصة أن زميلتنا اعتذرت بأن كلامها مجرد رأي، أحد التعبيرات التي هجت بها الأستاذة طالبتها: أنت لديك شعور متضخم بالأنا!

من يومها وفي نفسي شيء من (الأنا).


أليس الأنا هو من تعتقد أنه أنت.

فلماذا يتحدثون عنه بصفته عدوك وخصمك المغرور الذي يسعى لتدميرك. لماذا يجعلون من الأنا عيباً يجب قمعها وتحجيمها؟!.

الأنا هو مفهوم ابتكره سيغموند فرويد ليعني «مجموعة من الوظائف النفسية مثل الحكم والتسامح واختبار الواقع والتحكم والتخطيط والدفاع والأداء الفكري والذاكرة». والمسألة عند فرويد تذهب لأبعد من ذلك فنظريته تتناول الهو والأنا والأنا العليا وهي ليست موضوع هذا المقال.

لكن فكر في الأنا Ego على أنها ذاتك الفردية والإنسانية.

الأنا الخاصة بك هي جزء رئيسي من هويتك في دورة الحياة هذه. إنها الصورة الرمزية الخاصة بك إذا جاز التعبير. لا تكمن الفكرة في قتل الأنا، بل ببساطة إبقاؤها تحت السيطرة حتى لا تسبب أي ضرر. إن غرورك هو الذي يسمح لك بالوجود كفرد، وأن تكون لديك أفكار وأحكام فردية، وأن يكون لديك إعجاب تجاه المواقف والناس والأشياء أوعدم الإعجاب، والشعور بالسعادة، والحزن، والغضب.

هذه كلها هي معنى أن تكون إنساناً. أن «تقتل غرورك» يعني أن تقتل الشخص الذي هو أنت.

إن أصحاب هذه الأفكار يريدون أن يغتالوا فرديتك وفرادتك كي تكون نسخة مكررة من النسيج الاجتماعي الذي يسعون للسيطرة عليه وقولبته داخل أيديولوجياتهم.

لكن فكر في ذاتك عبر أناك التي هي أنت بكل مزاياك وعيوبك. اقبل نفسك أولاً ثم اجعل من حياتك طريق لا نهائية لإصلاح روحك وأناك، لكن لا تغتل ذاتك كي يرضيهم تواضعك.

كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@