-A +A
أريج الجهني
دمج وزارة الإعلام ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مطلب، لماذا؟ وكيف؟، لنبدأ بالمباركة بقرارات التعيين الأخيرة في تعيين أسماء متميزة في الهيئات التابعة لوزارة الإعلام (الحالية) ولنذهب أبعد قليلاً لنصل لبريطانيا، التي دمجت منذ سنوات وجعلت وزارة واحدة مسماها «وزارة الإعلام والبيانات» وقد حددت مسؤولياتها الرئيسية كما يلي: «الإعلام، البيانات، العلاقات الدولية، الإستراتيجيات الدولية الخارجية، المناسبات العامة، الأرشيف الوطني وأخيرا تغطية التعافي للقطاعات بعد جائحة كورونا»، منذ أن اجتمعنا مع معالي الوزير المكلف د. ماجد القصبي وتم عقد عدد مهول من ورش العمل وحضر العديد من الكتاب عدداً من الاجتماعات المرئية وتم تقدم العديد من المقترحات، ولا أعلم كم نحتاج أن ننتظر ونحن نتقاذف «هم الصورة الذهنية» من جهة وضعف المحتوى الإعلامي المحلي من جهة أخرى.

الحقيقة أن اقتراب شهر رمضان المبارك لحد ذاته مربك، ويعيد لأذهاننا إخفاقات القنوات السعودية في رمضان الماضي خاصة ما يمس صورة المرأة وإظهارها بمظهر السيدة المترهلة المتخلفة المترفة التي تعيش كالبهائم لتأكل وتزور صديقاتها وتملأ وجهها بأطنان البوتكس والفيلر، ومللنا من غياب الرقيب المهني الذي يخرج أعمالاً تفهم طبيعة المجتمع المتعلم الذي نحن منه، ومللنا من إبراز دخلاء على الوسط الإعلامي ومرتزقة من خارجه تنتفخ جيوبهم ثم يغادروننا لدول معادية ويلبسون ثوبهم الحقيقي المتسخ، لو طرحت الآن استفتاء عاما للشعب السعودي هل أنتم راضون عن المشهد الإعلامي؟ لوجدت أن نسبة كبيرة «غير راضية».


بكل حال، فإن الدمج مع وزارة الاتصالات سيحسّن أداء هذه الوزارة.

أتذكر أنني كتبت مقالاً قبل عام ولا يزال الرد معلقاً، بل لك أن تعلم أن هذه الوزارة تعتقد أن دورها ينحصر فقط في سرعة الإنترنت وهذا بصراحة أمر مضحك فما دور الشركات؟ وما دور الوزارة في خلق بيئة جاذبة وتنافسية بدلاً من بطش شركة واحدة وقمع المتنافسين الصغار، هنا نعود للخلل الحقيقي في فهم الوزارات لأدوارها في كثير من الأحيان، فتجد أن البعض يحيد عن صناعة الرؤية والرسالة وتحديد المسؤوليات ويختلط دوره مع الجهات التنفيذية، بالمقابل المواطنون على وعي عالٍ جداً وفهم عميق للسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية.

لماذا الإعلام والاتصال؟ لأن الإعلام رسالة والاتصال وسيلة، لا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر. لو أحضرت علماء الإعلام والاتصال وطلبت منهم إعادة هيكلة وغربلة المشهد الإعلامي ستجد أن أول ما يقومون بتغييره هو هذا المفهوم، ما زلت مصرة أننا في كثير من الأحيان أغلب مشاكلنا «مفاهيمية» بحتة، وهي مكلفة جداً للأسف، أعيد هذه الكلمة «لا يليق بنا» أن نستمر في دوامة الهياكل التنظيمية ولا في الفكر التقليدي، الدمج سيخفف الكثير من الأعباء ويعيد صناعة المشهد بأقل التكاليف، وأطرح هنا رؤية مقترحة للوزارة: الريادة في الإعلام والاتصال برؤية عالمية وعقول وطنية، الرسالة: تقديم برامج إعلامية وخدمات اتصالية بأعلى مستوى من خلال برامج مهنية تعزز مكانة المملكة العربية السعودية محلياً وعالمياً، وخلق بيئة استثمارية جاذبة للمستثمر، وتنظيم عمل الهيئات.

ختاماً، شكراً لكل الجهود التي بذلت وستبذل وشكراً لكل العقول التي أعطت وما بخلت، هذا الوطن أثمن من كل شيء ومن عاش مغتربا لأعوام يظل يتذوق مرارة «الصورة الخاطئة» والحرب الجائرة علينا، كم كنت أتمنى أن أرى اتفاقيات مع صحف معتبرة وتفعيل طلبة الابتعاث وتجنيد أصواتهم للذود عن الوطن، نعم فالصحفي والجندي كلاهما خط دفاع، بل لدينا عقول لو أحسن توظيفها لفرضت حضورها وقلبت المعايير بدلاً من البقاء مكتوفي الأيدي.

كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com