-A +A
فهيم الحامد
عندما قرر جيف بيزوس مؤسس موقع أمازون؛ شراء صحيفة واشنطن بوست، بقيمة 250 مليون دولار؛ فإن الهدف الرئيسي من هذه الصفقة المشبوهة كان التواطؤ مع الأنظمة المعادية؛ والمنظمات الإرهابية ضد المملكة؛ حيث اعتبر بيزوس أن الفرصة سانحة لتسخير صحيفة «واشنطن بوست» السياسية صاحبة التأثير، جهودها للترويج للأنظمة المعادية ودعم الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش في سوريا والحوثيين في اليمن وجماعة الإخوان المسلمين؛ خصوصا أن لدى واشنطن بوست تاريخا للدفاع عن الجماعات الإرهابية بشكل عام، فقد نشرت العديد من الموضوعات لدعم الإخوان المسلمين والتي لديها عدة أفرع إرهابية وتكرس جهودها لتخريب نظامنا السياسي. ويظل السبب وراء اختيار الواشنطن بوست للمشاركة في عملية تعزيز النفوذ المعادي للمملكة محل تساؤل.. ومن يعرف حياة بيزوس الشخصية وصورته المتسخة اجتماعيا؛ حيث انعكس ذلك بصحيفة الواشنطن بوست، التي أخذت مساراً سياسياً مؤدلجاً أفقدها مصداقيتها، خصوصا في مسألة استضافة أعمدتها لسياسيين متطرفين وضالعين في التطرف والإرهاب، إضافة إلى التغطيات والحملات المليئة بالأكاذيب في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ومع أن «واشنطن بوست» كانت تعتبر من الصحف الرائدة في الولايات المتحدة، واشتهرت بتغطيتها الشهيرة لفضيحة «ووترغيت» عام 1972، التي أجبرت الرئيس نيكسون على الاستقالة، إلا أنها تدهورت مهنيا ووصلت إلى الحضيض في الآونة الأخيرة.

وعندما داهمت بيزوس فضيحة تسريب رسائل نصية «حميمة» تبادلها مع عشيقته المذيعة التلفزيونية السابقة لورا سانشيز، نشرتها مجلة «ناشونال انكوايرار» سارع للزعم بأن المجلة لها صلة بالسعودية. وهو ما نفاه وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في حينه. وزعم بيزوس أنه أضحى ممقوتاً من قبل السعودية لملكيته لواشنطن بوست التي تشن حملات مستمرة على السعودية -على حد قوله- وهو الذي يمتلك الواشنطن بوست التي تعتبر الذراع الإعلامي الأبرز في الهجوم على السعوديه ولها علاقات قوية مع تركيا وبعد مقتل المواطن خاشقجي؛ أفردت «البوست» لأردوغان مقالا تنتقد المملكة، إذ أصبحت الصحيفة وملاكها وكتابها، خصوصا كاترين عطية محررة الشؤون السياسية، كمتحدثين رسميين للنظام الأردوغاني. واستغلت صحيفة واشنطن بوست مقتل خاشقجي، وقامت بتأليب الرأي العام الدولي على المملكة، وتخصصت كاترين الشمطاء بنشر المقالات المسيئة للسعودية ومحاربة المملكة.


وبعد فشل المحاولات في استغلال حادثة مقتل خاشقجي في تشويه صورة المملكة أمام الرأي العام العالمي، أطلت علينا الغارديان البريطانية مؤخرا بقصة مفبركة جديدة؛ ضمن ادعاءات ومزاعم لا أصل لها ؛ بتورط الأمير محمد بن سلمان في اختراق وقرصنة الهاتف الخاص ببيزوس؛ واستمرت الصحيفة في خداعها الإعلامي عبر استخدام بعض العبارات الصحفية التي توحي للقارئ غير المتابع للأمر أن القصة باتت حقيقة وهي كاذبة، حيث نفت السفارة السعودية في واشنطن ذلك جملة وتفصيلا، فيما عبر وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أن تلك المزاعم «منافية للعقل» وسخيفة.

فبركة قصة بيزوس لن تكون الأخيرة، ولكنها مجرد حلقة في سلسلة حلقات الحقد ضد المملكة... العالم الغربي.. لم يعد مهنيا كما كان يزعم دائما.. «ذا جارديان وواشنطن بوست والعميل بيزوس»... إنه ثالوث الكذب.