«البعيد عن العين بعيد عن القلب».. عبارة أصبح يرددها الكثير ممن ابتعدوا عن أصحابهم أو أقربائهم فترة طويلة، ولكن الشباب كانت لهم آراء مختلفة حول ذلك.
«سمر» كان لها رأي خاص، فأوضحت أن هناك الكثيرين القريبون من القلب البعيدون عن العين، يبقون في القلب لأنهم سكنوه بصدق، فتقول: هل لي أن أنسى أمي مثلا إن لم أرها أعواما أو أبي الذي توفي منذ سنوات وما زال في القلب متربعا، ولكنها توضح أن العبارة تنطبق على البعض ممن دخلوا القلوب وخرجوا دون ترك بصمة لأنهم لم يصدقوا في تعاملهم مع أحد.
وتؤكد ذلك «أميرة» التي تقول: «طالما الشخص حفر مكانه بالقلب قبل أن يبعد فسيظل في القلب، بل يزداد الشوق والحنين إليه حتى لو مرت عشرات السنين، أما لو كان شخصا عابرا فسينسى من أول ثانية».
«علي» يرى أنها عبارة «تقال لمن لا نريد وصلهم ولكن نبدي تمنعا بتهذيب أكثر»، ولكن «عبدالله» يحيلنا إلى قول الإمام يحيى بن معاذ الرازي: «حقيقة المحبة أنها لا تزيد في البر ولا تنقص بالجفاء»، ويأتي «عبدالله» ليؤكد أن الكثير «لا نراهم إلا نادرا ومع ذلك تبقى محبتهم قائمة».
أما «بادي» فيرى أن «البعيد عن العين ليس قريبا من القلب، بل تتقطع القلوب شوقا لتراه»، ليشاركه «أحمد» قائلا: «لو كانت العبارة صحيحة لما أوجد الله الحب بيننا».