-A +A
جمال الدوبحي (كوالالمبور) dobahi@

في مختلف الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها اليابان، تجد الطلاب والمبتعثين السعوديين مضرباً للمثل في تقديم عدد من المبادرات التطوعية، فقد استنفر أخيرا في اليابان إعصار «هاغيبس» القوي والأسوأ، والذي حمل معه أشد موجة أمطار ورياح منذ 60 عاماً تتعرض له البلاد جهود السعوديين في طوكيو، لإغاثة الذين تعرضوا لأخطار الفيضانات والانهيارات الأرضية، وبهذا الصدد تحدث لـ«عكاظ» عدد من المبتعثين والمبتعثات عن ثقافة العمل التطوعي، وتنسيقهم مع الجهات الرسمية اليابانية وقدراتهم على صياغة هذه القيمة الأصيلة في تحقيق رؤية المملكة 2030 نحو مليون متطوع.

إذ يقول لـ«عكاظ» رئيس نادي الطلاب السعوديين في طوكيو ماجد أمين أبوالعلا، من جامعة Kogakuin University، تخصص هندسة النظم الميكانيكية، بأن لديهم في النادي العديد من البرامج التي تعمل على تعزيز الصورة الذهنية للسعودية، وتواكب ما تشهده بلادنا من حراك ثقافي ومعرفي ومبادرات إنسانية، في ظل رؤية 2030، وهو ما دفعهم لتقديم مبادرات تطوعية في المجتمع الياباني، ومنها ما يعملون عليه هذه الأيام لمساعدة المتضررين من الإعصار «هاغيبس»، بالتنظيم مع الجهات الرسمية اليابانية.

وقال أبو العلا فتحنا الباب للطلاب الراغبين في المشاركة ونحرص دائما أن تكون مبادراتنا رسمية، وبتنسيق مع الملحقية الثقافية السعودية ووفق خطط ومنهجية، لرفع جودة الإنتاج في العمل التطوعي، والمساهمة الفعالة في نقل صورة صحيحة عن حضارة مملكتنا الغالية، وأخلاق شعبنا السعودي الأصيلة. من جهتها، أكدت لـ«عكاظ» رويدا صالح العجيمي من جامعة طوكيو للطب وطب الأسنان، بإنها لن تتوانى في تقديم كل عمل من شأنه إبراز الوجه المشرق للمملكة العربية السعودية، وأضافت أن التطوع يعد أحد أهداف رؤية 2030، وتسعى قيادتنا للوصول إلى هدف مليون متطوع، وهذا بحد ذاته يشجعنا أن نعمل على ابتكار أعمال تطوعية جديدة مختلفة عن الشكل التقليدي، بما يعكس قيم التسامح والتعايش والصورة الإنسانية عن السعودية لدى المجتمع الياباني.

وأوضحت مليكة زهير البخاري من جامعة واسيدا تخصص أمن معلومات، بأننا كطلاب ومبتعثين نعد أنفسنا سفراء لبلادنا، ونرى أن ‏الأعمال التطوعية تترك أثراً وشعوراً بالسعادة في أنفسنا، وبصمة إيجابية في المجتمع الذي نعيش فيه لأننا بالفعل نقدم شيئا مثمراً لمن حولنا، وهو ما يحثنا عليه ديننا وعودتنا عليه بلادنا الحبيبة في مؤازرة البلدان المتضررة من الكوارث، فأنا سعيدة جداً بالمشاركة في التطوع الذي يقيمه نادي الطلبة السعوديين بطوكيو بالتعاون مع الجهات اليابانية. أما الطالبة رغد حسين حافظ فقالت لـ«عكاظ»، هنالك الكثير ممن تضرروا بسبب الكوارث وما دمنا نستطيع المساعدة سنقدم ما لدينا من مجهود وإمكانات، مهما كانت بسيطة في نظرنا لكن قد يكون لها أثر بالغ وعميق في نظر الآخرين، فالعمل التطوعي ليس فقط لمساعدة الآخرين، بل لتحقيق ذاتنا وتطوير مهاراتنا، وسوف نحرص دائما على تقديم ما لدينا لعكس أفضل صورة عن وطننا وديننا وأخلاقنا.

وبين عبدالله خالد الفرحان لـ «عكاظ» أن التطوع ممتع ومفيد، ويكسبنا معرفة ويجعلنا نخوض تجربة حياتية فريدة. وأضاف أن للأعمال الخيرية والإنسانية قيمة عظيمة مهما كانت بسيطة، تدفعنا لقيامنا بذلك تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وقدوتنا ولاة أمرنا الذي غرسوا في نفوسنا الحب للبذل والعطاء وعمل الخير.