قصر باكنغهام
قصر باكنغهام
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
كان آخر ظهور للملكة الراحلة إليزابيث الثانية من من شرفة قصر باكنغهام في الثاني من يونيو الماضي؛ عندما أطلت لتحية الجمهور المحتشد لرؤيتها بمناسبة اليوبيل البلاتيني لتوليها الحكم في بريطانيا.

وأضحت شرفة القصر تشكل منذ أكثر من قرن عنصرا مهما في صورة العائلة المالكة البريطانية. وبعدما كانت عنصراً لتفاعل أفرادها مع الحشود المجتمعة وراء سياج قصر باكنغهام، أصبحت صورة العاهل البريطاني وهو يلقي التحية على الحشود تنتشر في العالم كله.


وتعود هذه الطريقة في إلقاء التحية على الحشود إلى الملكة فيكتوريا التي أدخلت هذه العادة إلى الحياة الملكية عام 1851 خلال افتتاح معرض «غرايت إكزيبيشن».

ويعد قصر باكنغهام أحد معالم لندن والمملكة المتحدة باعتباره المقر الرسمي لملوك بريطانيا، وكان شاهدا على العديد من الأحداث المتصلة بالعائلة المالكة، سواء في الفرح أو الأزمات أو المتاعب، وهو مقر أيضا لانعقاد العديد من الاجتماعات وزيارات قادة الدول، فضلا عن أنه وجهة سياحية رئيسية، ويزوره ما يربو على 50 ألف شخص سنوياً كمدعوين إلى ولائم أو وجبات الغداء أو العشاء أو حفلات الاستقبال أو احتفالات الحديقة الملكية. ويمثل نقطة انطلاق لمشاهدة المزارات والمعالم في لندن سواء رؤية نهر التايمز أو قصر سانت جيمس أو ساعة بغ بن وميدان بيكاديللي.

يعود بناء القصر لعدة قرون، وأرضه كانت مزرعة ملكية امتلكها إدوارد ذا كونفيسور (1042-1066 م)، ملك إنجلترا من أصول سكسونية، واستصلحها هنري الثامن (1491 -1547) ملك إنجلترا عام 1531، وكان جيمس الأول (1566-1625) وهو ملك إنجلترا وأيرلندا (1603-1625) وملك اسكتلندا أيضا (1567-1626) يخطط لتكون مزرعة دود قز لإنتاج الحرير بعد أن تولى العرش لكنه تخلى عن الفكرة.

وعلى رغم هذه الأنشطة الملكية على أرض القصر إلا أن من بناه ليس من العائلة المالكة بل بناه دوق باكنغهام جون شيفلد عام 1703، الذي بنى البيت بشكل بسيط يشكل جزءا كبيراً من قصر باكنغهام اليوم.

وفي عام 1761 بيع منزل باكنغهام للملك جورج الثالث مقابل 21 ألف جنيه إسترليني ليكون بيتاً لزوجته الملكة تشارلوت. وفي عام 1762 بدأ العمل في إعادة بناء المنزل، بحسب متطلبات الملك طبقاً لتصميمات السير وليم تشامبرز، بتكلفة إجمالية قدرها 73 ألف جنيه إسترليني.

وجرى تطويره عام 1820 ليكون قصرا مهيبا، ووافق البرلمان على تخصيص ميزانية قدرها 150 ألف جنيه إسترليني لإكمال التحويلات المطلوبة، ولكن الملك ضغط على البرلمان ورفعها إلى 450 ألف جنيه.

وتعتبر الملكة فكتوريا أول من أقام في قصر باكنغهام، من ملوك بريطانيا وملكاتها، عام 1837، بعد ثلاثة أسابيع فقط من اعتلائها العرش. فأصبح يُعرف، منذ ذلك الوقت، بالقصر الملكي البريطاني.

وفي يونيو 1838، كانت أول ملكة بريطانية تغادر قصر باكنغهام لحفل التتويج، وسرعان ما أظهر حفل زواج الملكة من الأمير ألبرت في 1840 وجود عيوب في القصر. فكانت إحدى المشكلات الخطيرة بالنسبة للعروسين الجديدين عدم وجود غرف للأطفال، ووجود عدد محدود جداً من غرف النوم للزوّار، فكان الحل الوحيد بناء جناحٍ رابع مكانه، فأصبح القصر محاطا بالمباني من زواياه الأربع.

من المعروف أنه خلال الحرب العالمية الثانية رفض كل من جورج السادس والملكة إليزابيث مغادرة القصر مما جعله هدفا مثاليا لغارات الألمان، وربما بقوا في القصر باعتبار معرفتهم بالأنفاق السرية التي لم يتم اكتشافها كلها حتى الآن رغم كل تلك السنوات وكل الخرائط المرسومة له.

يبلغ طول واجهة القصر 108 أمتار، ويبلغ عمقه 120 متراً (بما في ذلك الساحة المربعة المركزية) وارتفاعه 24 متراً، ويوجد بالقصر 775 غرفة، تشتمل على 19 غرفة دولة، و52 غرفة ملكية وللضيوف، و188 غرفة للموظفين، و92 مكتباً، و78 حماماً.

يضيء القصر أكثر من 40 ألف مصباح كهربائي، ويتم تنظيف نوافذه الـ760 كل 6 أسابيع للحفاظ على دخول ضوء الشمس، وهو عبارة عن مبنى خاص بالعمل ويعد الدعامة الأساسية للنظام الملكي الدستوري، ويضم مكاتب موظفين ومساعدين خاصين بشؤون الملكة ودوق أدنبرة الراحل وأسرهم. كما أنه المقر الرسمي لانعقاد الاحتفالات الملكية الكبيرة والزيارات الخارجية، والتعيينات التي تنظمها الأسرة المالكة، و«غرف الدولة» تشكل نواة القصر كمقر للعمل. ويضم القصر إضافة للملوك والأمراء أكثر من 800 عامل وأكثر من 350 ساعة.