-A +A
عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي monshiaa@gmail.com
«الحكمة» عصارة للتجارب الحياتية، ونتيجة لقناعة راسخة، وهي ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها، والله تعالى يقول في كتابه الكريم: (يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ)، ويكتسب الإنسان «الحكمة» من تجارب الحياة، وما تعلمه من تجارب الآخرين.

اعلم، أنه كلما زادت تجاربك ازددت حكمة وقدرة على مواصلة طريقك في الحياة، فتجارب الحياة هي العامل الأهم في صقل شخصية الفرد، ومعاونته على حل الصعاب والخروج من الأزمات وهي التي تخلق الحكمة، غالباً ما تترك التجارب آثارها على الإنسان، لكن الشخص القوي هو من يتعلم الدرس ويحول الفشل إلى نقطة وصول للهدف والنجاح، والإنسان المحبَط سيراها سلسلة من محاولات فاشلة لا فائدة منها، ينظر للحياة بتشاؤم، فليكن في ذهنك دائماً: من لم يشرب من بحر التجربة يمت عطشان في صحراء الحياة.


و«الحكمة» تتطلب الإرادة في مواقف كثيرة، وحين تغيب الحكمة تضعف الإرادة، ويستسلم الإنسان لممارسات خاطئة أو غير أخلاقية، إلى غير ذلك من الممارسات السيئة، التي يستمر في ممارستها لافتقاده الحكمة والإرادة.

ولو نظرنا لمعظم مشاكلنا من طلاق وغضب، لاكتشفنا أنها لا تدار بالحكمة التي ينبغي أن تدار بها، ولا تأتي تلك الحكمة إلا من إنسان يكون صافي الذهن ويدير جميع المعضلات التي تواجهه بكل أريحية وبساطة.

ولذلك، فإن للحكمة مكانة عظيمة في دين الله، والأقوال والأفعال إذا اتصفت بصفة الحكمة صار لها قدر وقيمة، وإذا بعدنا عنها استحقت الذم ووصفت بالرعونة والطيش، لذلك نجد الكبير والصغير والرجل والمرأة، الصالح والطالح ينسب نفسه إليها، ويفرح أشد الفرح إذا وصف بـ«الحكيم» في تقديراته وتصرفاته.

دعونا جميعاً نتسلح بسلاح الحكمة في حل جميع مشاكلنا، والله أسأل أن يلهمنا الحكمة.